كييف ـ (رويترز) – شكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بولندا على مساعدتها “التاريخية” في حشد الدعم الغربي لأوكرانيا أثناء زيارته لوارسو، وقال إن القوات الأوكرانية ما زالت تقاتل من أجل مدينة باخموت في الشرق لكنها قد تنسحب إذا تعرضت لخطر الحصار.
وقدمت بولندا أسلحة مهمة إلى كييف منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط من العام الماضي واستقبلت ملايين اللاجئين الأوكرانيين. وخلال زيارة زيلينسكي، أعلنت وارسو أنها سترسل عشر طائرات مقاتلة أخرى من طراز ميج إلى كييف بالإضافة إلى أربع طائرات سابقة.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن وارسو تعمل أيضا على توفير ضمانات أمنية إضافية لأوكرانيا في قمة حلف شمال الأطلسي التي تعقد في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في يوليو تموز.
وقال دودا في مؤتمر صحفي مع زيلينسكي “سيعزز هذا القدرة العسكرية لأوكرانيا”.
وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تواجه وضعا صعبا حقا في باخموت وأن كييف ستتخذ قرارات “مقابلة” لحمايتها إذا واجهت احتمال محاصرتها من قوات الغزو الروسية.
ad
وقال إن القوات الأوكرانية في باخموت كانت تتقدم قليلا في بعض الأحيان قبل أن تجبرها القوات الروسية على التراجع لكنها بقيت داخل المدينة.
وقال زيلينسكي “نحن في باخموت والعدو لا يسيطر عليها”.
وأثبتت باخموت الواقعة في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية التي تحتل روسيا معظمها أنها واحدة من أكثر المعارك دموية وأطولها أمدا في الغزو الروسي.
وصمدت قوات كييف في مواجهة هجوم روسي تسبب في خسائر فادحة في الجانبين وتحولت المدينة التي تعد مركزا للتعدين والنقل إلى خراب بعد شهور من القتال في الشوارع والقصف.
وقال زيلينسكي “أهم شيء بالنسبة لي هو ألا نفقد جنودنا، وبالطبع إذا اشتد أتون الأحداث أكثر وواجهنا خطرا قد نفقد فيه جنودنا بسبب حصار، سيتخذ الجنرالات هناك بالطبع قرارات صحيحة مقابلة”.
وكان زيلينسكي يشير فيما يبدو إلى فكرة الانسحاب.
لكن هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، قالت في وقت لاحق من اليوم إن الوضع على الجبهة “تحت السيطرة تماما” على الرغم من المحاولات الروسية المتكررة للسيطرة على باخموت ومدن أخرى في الشرق.
وكتبت على تطبيق تيليجرام للمراسلات تقول إن جنود أوكرانيا دحروا عشرات الهجمات يوميا حول باخموت وليمان وأفدييفكا ومارينكا.
ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وشدد القادة العسكريون الأوكرانيون على أهمية الاحتفاظ بباخموت وبلدات أخرى وإلحاق خسائر قبل هجوم مضاد متوقع في الشرق تشنه كييف في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.
ومطلع الأسبوع، قالت مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة التي قادت الهجوم على باخموت إنها استولت على وسط المدينة وهو ما نفته كييف.
وقال معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة إن مقاتلي فاجنر أحرزوا تقدما في باخموت وسيواصلون على الأرجح محاولة تعزيز سيطرتهم على وسط المدينة والتقدم غربا عبر الأحياء الحضرية.
* اللعب ببطاقة الصين
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور الصين في الوقت نفسه بعد أن اتفق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على محاولة إشراك بكين للإسراع في إنهاء العداون الروسي على أوكرانيا.
ودعت الصين إلى وقف شامل لإطلاق النار ووصفت موقفها من الصراع بأنه “محايد” رغم إعلان الرئيسين الصيني والروسي شراكة “بلا حدود” قبل فترة وجيزة من الغزو.
وقال كل من ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، المقرر وصولها إلى بكين بعد ماكرون بفترة وجيزة، إنهما يريدان إقناع الصين باستخدام نفوذها على روسيا لإحلال السلام في أوكرانيا أو على الأقل ردع بكين عن دعم موسكو بشكل مباشر في الصراع.
وذكرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أن الصين تدرس إرسال أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته بكين.
وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في مؤتمر صحفي في بروكسل اليوم الأربعاء بأن تزويد الصين روسيا بأي مساعدات قاتلة من أجل الحرب سيكون “خطأ تاريخيا له تداعيات وخيمة”.
* “كتفا إلى كتف”
لعبت بولندا دورا كبيرا في إقناع الحلفاء الغربيين بتزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية والأسلحة الثقيلة الأخرى، الأمر الذي ساعد كييف على وقف التقدم الروسي وعكس اتجاهه في بعض الأحيان إلى الآن.
وقال زيلينسكي بعد أن منحه دودا أعلى وسام في البلاد، وهو وسام النسر الأبيض “وقفتم كتفا إلى كتف معنا، ونحن ممتنون لذلك… أعتقد أنها علاقات تاريخية ونتيجة تاريخية وقوة تاريخية بين بلدينا”.
وعبر دودا عن ثقته في أن أوكرانيا ستخرج من الصراع منتصرة. وقال “ليس لدينا شك في أن تصرفك ينقذ أوروبا من طوفان الإمبريالية الروسية”.
وتعهدت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء بتقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 2.6 مليار دولار لحكومة زيلينسكي تشمل ثلاثة رادارات للاستطلاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات وشاحنات وقود لتتجاوز قيمة المساعدات العسكرية التي تعهدت بها الولايات المتحدة لأوكرانيا 35 مليار دولار.
وأفادت وكالة تاس للأنباء بأن السفارة الروسية في واشنطن اتهمت الولايات المتحدة بالسعي لإطالة أمد الصراع لأطول فترة ممكنة.
وبالإضافة إلى طائرات ميج-29، ضغطت كييف أيضا على حلف شمال الأطلسي من أجل الحصول على مقاتلات إف-16 لتعزيز قدرتها على ضرب وحدات الصواريخ الروسية بصواريخ أمريكية الصنع، لكن مارسين برزيداتش مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي قال إن بلاده لن تقرر في أي وقت قريب ما إذا كانت سترسل أي “طائرات إف-16 التي تحمي سماء بولندا”.
وكان زيلينسكي متفائلا بشأن هذه المسألة، وتوقع في خطاب ألقاه في وقت لاحق بساحة وارسو أن بولندا ستساعد في تشكيل تحالف من القوى الغربية لتزويد أوكرانيا بالطائرات الحربية كما فعلت بشأن الدبابات القتالية الحديثة.
Views: 3