تمرّ البيئة والطبيعة بشكل خاص بمرحلة عصيبة نظراً للتحديات الجمّة التي تواجهها، بدءاً من التغير المناخي، مروراً بالتلوث وانبعاثات الكربون الخطيرة، وصولاً إلى الكوارث الطبيعية من زلازل، فيضانات وحتّى جفاف غير مسبوق. فالطبيعة تعيش أسوأ مراحلها، والإنسان هو من يدفع الثمن بشكل أكبر.
بركان «كولومبو» يعود إلى الواجهة!
يبدو أن العالم يواجه أزمة محتملة في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تتمثل في بركان كولومبو القابع تحت الماء في البحر الأبيض المتوسط والذي يستعد للاستيقاظ. سلّطت التقارير العلمية الأخيرة الضوء على ارتفاع درجة حرارة الغرفة التكتونية، وإمكانية اندلاع بركان البحر الأبيض المتوسط مما قد يكون له عواقب بعيدة المدى على العالم بشكل عام.
يقع البركان المعروف باسم «كولومبو» على بعد 7 كيلومترات من جزيرة سانتوريني اليونانية، ودائما ما يحظى باهتمام العلماء والباحثين، حيث أكد باحثون بمعهد في لندن وجامعة أوريجون الأميركية، وجود غرفة صهارة ضخمة تغلي في الوقت الحالي، وهذا يعني أنه في المستقبل القريب قد يبدأ ما وصفوه بالوحش تحت الماء في الانفجار.
ويعد بركان كولومبو أكثر البراكين نشاطا تحت الماء في البحر الأبيض المتوسط، وكان هذا البركان الرئيسي الذي تسبب في تسونامي عام 1650، عندما انفجر للمرة الأخيرة، فغطى الماء الجزر في دائرة نصف قطرها 150 كم.
والجدير بالذكر أن «كولومبو» قادر على تدمير أوروبا والشرق الأوسط، فيما ستؤثر عواقبه على بقية كوكب الأرض، لا سيما وأن انفجاره سيكون أكثر شدة وتدميرا من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط الماضي.
هذا وقدّر العلماء أن البركان يبلغ من العمر حوالي 300000 عام. كان نشطاً على مدار الـ 10000 عام الماضية، حيث حدثت أحدث ثوراناته في عامي 1784 و 1868. وتم اكتشاف نشاطه الأخير في عام 2005 عندما تم تسجيل زلزال صغير بالقرب من قاعدة البركان. ويعد بركان كولومبو مصدرًا مهمًا للمياه العذبة للمنطقة، حيث يوفر مصادر المياه التي تشتد الحاجة إليها.
تداعيات خطيرة لحدوث البراكين
أمّا حول حصول زلزال ضخم جديد، استبعد الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل حدوث ذلك جرّاء استيقاظ هذا البركان، مشيراً إلى أن المزاعم التي يتم تداولها حول فداحة وخطورة هذا البركان مغلوطة. كما اعتبر أنه من المستحيل اندلاع بركان بهذه الخطورة، داعياً الناس إلى الإطمئنان.
وقال : فضلاً عن الدمار والخسائر البشرية والمادية الذي قد يخلّفها البركان، إلّا أنّ مخـاطر عدّة قد تتجلّى، أبرزها:
– الغازات البركانية: تعتبر الغازات البركانية من أكبر مخاطر البراكين والتي تبعث غاز ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون وفلوريد الهيدروجين، حيثُ قد يسبّب غاز ثاني أكسيد الكبريت هطول الأمطار الحمضية وتلوث الهواء، فضلاً عن تسبّبه بحدوث ظاهرة التبريد العالمي.
– الزلازل الناجمة عن البراكين: يمكن أن تحدث الزلازل بسبب النشاط البركاني، وهناك نوعان مختلفان من هذه الزلازل: الزلازل التكتونية البركانية والزلازل طويلة الأمد. فالزلازل الناتجة عن تغيرات الإجهاد في الصخور الصلبة بسبب حقن أو سحب الصهارة تسمى الزلازل التكتونية البركانية، وهي خطيرة نظرًا لاحتمال حدوث شقوق في الأرض أو أعطال في المنحدرات، وبالتالي تدمير كل شيء في طريقها.
– الرماد البركاني: ينتقل البركان الرمادي إلى مسافات كبيرة في اتجاه الرياح، وبالرغم من عدم سميّته الشديدة إلا أنّه يُؤثّر على صحة الرُضّع وكبار السن والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي
Views: 5