يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم تحسباً لوقوع «مفاجآت» أمنية، على إيقاع أجواء التوتر المحيطة بالإنقسامات الحادة، وعمليات الفرز الحاسمة، التي سبقت جلسة الإنتخاب الرئاسية الأربعاء المقبل.
ثمة مؤشرات تعزز هواجس القلق السائدة في العديد من الأوساط، والتي تُنكّد حياة اللبنانيين هذه الأيام: من خطف المواطن السعودي، إلى منع دخول الإعلامية الكويتية، إلى حوادث قطع الطرقات وإحراق الدواليب، المتنقلة بين بعض المناطق، والتي وصلت إلى محيط مطار بيروت، الذي يشهد إزدحاماً متزايداً هذه الأيام، مع بدء موسم الإصطياف، ومجيء آلاف العائلات اللبنانية لتمضية الصيف مع الأهل والأصدقاء. وكأن المقصود من تلك الحوادث إرسال إشارات إلى الخارج، بأن الوضع الأمني غير مستقر، بل وقابل للتدهور في أية لحظة.
الواقع أن ضرب موسم «الصيف الواعد» يُعتبر جريمة جديدة بحق الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه، وإغتيالاً موصوفاً ليس للقطاع السياحي وحسب، بل ويُصيب مقتلاً لما تبقى من قطاعات منتجة في خضم الإنهيارات المتدحرجة، بسبب عجز هذه المنظومة السياسية عن التوافق على إنهاء الشغور الرئاسي من جهة، ويضاف لها فشل السلطة الحاكمة في إتخاذ أبسط الإجراءات على طريق الإصلاح والإنقاذ من جهة ثانية.
إن حرمان البلد من دخول ستة أو سبعة مليارات دولار خلال أشهر الصيف، وما يمكن أن تحدثه من إنعاش في الحركة الإقتصادية والتجارية، يعني الإمعان في تغليب الحسابات الحزبية والأنانية، وما تحمله من إستفزازات وكيديات، على مصالح البلاد والعباد الذين أصبحوا يتمسكون بحبال الهواء، للخروج من مهاوي الأزمات المعيشية والصحية والتربوية التي يكتوون بنيرانها كل يوم، وأهل الحل والربط لاهون عنها بخلافاتهم، ويلهثون وراء منافعهم الشخصية.
أيها السياسيون، تنافسوا وتبارزوا وتهافتوا على كراسي السلطة ومغانمها، بقدر ما تشاؤون، ولكن اتركوا هذا الشعب المقهور يُحصّل ما تيّسر له من مقومات الحياة، والذي أصبح أقل من القليل!
Views: 5