الأخبار
رحل أوّل من أمس في دمشق، رسّام الكاريكاتور السوري عبد الله بصمه جي (1957 ــ 2018/ الصورة)، تاركاً في رصيده أرشيفاً ضخماً من رسوماته اللاذعة في أكثر من صحيفة محليّة وعربية. بدأ الرسّام الراحل حياته المهنيّة في أوائل الثمانينات في صحيفة «الثورة» السورية، ثم هجرها بعد سنوات إلى منابر عربية مثل «الناقد»، و«النقّاد»، و«الوطن».
تمتاز رسوم بصمه جي ببساطتها وعمقها في آنٍ واحد، مؤكداً على قضايا ثقافية في الدرجة الأولى، واضعاً المثقف في مرمى ريشته، سواءً في مواجهته أحوال الطغيان أو انخراطه في تزييف الوعي وتزوير الحقائق. هكذا ذهب إلى تفكيك الايديولوجيات بعيداً عن الوقائع السياسية المباشرة والآنية. وعلى هذا الأساس، فإن رسومه لا تنطفئ بانتهاء الحدث، وإنما تعمل على مراوغة الرقيب في السير عكس الاتجاه في التقاط ما هو سلبي في الممارسات الحياتية، معترفاً بصعوبة تحقيق إنجازات نوعية، طالما أن «الرقيب على يمينك وعلى يسارك وفوقك وتحتك وأمامك وخلفك وداخل رأسك وكاتماً على أنفاسك» يقول.
بغيابه اليوم، سنعرف رسوماته المشاغبة من دون عناء، بمجرد أن نجد صورة بصمة في زاوية الرسمة، نسبة إلى اسمه، وعلى غرار «حنظلة» ناجي العلي، و«غراب» محمود كحيل.
Views: 3