تتصدر مسألة ارتفاع درجة الحرارة وتسجيلها معدلات قياسية عالمياً عناوين الصحف، فالعالم يغلي على وقع هذا الارتفاع غير المسبوق، والعلماء يدقّون ناقوس الخطر.
شهد العالم أكثر أيامه سخونة على الإطلاق في شهر تموز، ما حطّم الرقم القياسي العالمي لدرجة الحرارة في عام 2016. كما تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية 17 درجة مئوية لأول مرة، إذ وصل إلى 17.08 درجة مئوية في 6 تموز، وفقاً لخدمة مراقبة المناخ في الاتحاد الأوروبي. وتعدّ الانبعاثات المستمرة من حرق الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز وراء اتجاه الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.
القطب الجنوبي يقلق العالم!
وأثارت سلسلة من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالية وحرارة المحيط والجليد البحري في القطب الجنوبي قلق بعض العلماء الذين اعتبروا أن سرعتها وتوقيتها “غير مسبوقين”. وبحسب الأمم المتحدة، فإن موجات الحرّ الخطرة في أوروبا يمكن أن تحطم المزيد من الأرقام القياسية. كما انه من الصعب ربط هذه الأحداث على الفور بتغيُّر المناخ، لأن الطقس والمحيطات أمران معقدان للغاية. فالدراسات جارية، لكن العلماء يخشون بالفعل أن تتكشف بعض أسوأ السيناريوهات.
هذا وقد سجّلت المنطقة المغطاة بالجليد البحري في القطب الجنوبي أدنى مستوياتها القياسية لشهر تموز، وهناك مساحة تبلغ نحو 10 أضعاف مساحة المملكة المتحدة مفقودة، مقارنة بمتوسط 1981-2010. لذا، يدق العلماء أجراس الإنذار وهم يحاولون فك الارتباط الدقيق بتغيُّر المناخ.
وفي هذا الصدد، كشف البروفسور البيئي ضومط كامل، أنه يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة العالم إلى خفض مستويات الجليد البحري في القطب الجنوبي، لكن الانخفاض الكبير الحالي قد يكون أيضاً بسبب الظروف الجوية المحلية أو التيارات المحيطية. وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الطارئة لمكافحة كارثة الإحترار العالمي قبل فوات الأوان، مشيراً إلى تغير مظاهر الحياة البيئية والطبيعية في حال خروج الأمر عن السيطرة.
وبحسب الدكتورة كارولين هولمز من هيئة المسح البريطانية في القطب الجنوبي، فأنه ليس مجرد رقم قياسي يتم تحطيمه بطريقة عادية، بل يتم تحطيمه بشكل كبير، وتابعت: “هذا لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل في تموز، إنه أقل بنسبة 10 في المئة من الانخفاض السابق، وهو مستوى ضخم”.
تداعيات الحرارة المرتفعة
وبحسب الخبير البيئي، فإنّ لارتفاع الحرارة تداعيات خطيرة عدّة، يمكن أن تؤثّر على الأرض والكائنات الحيّة، هذه أبرزها:
– زيادة الأمراض المرتبطة بارتفاع الحرارة: يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى الإصابة بضربة شمس، والإرهاق الحراري، وأمراض أخرى لا سيما بين الفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال الصغار.
– انتشار الأمراض المعدية: يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى توسيع نطاق موائل الحشرات الحاملة للأمراض ، مثل البعوض والقراد ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الضنك وغيرها.
– تفاقم الأمراض التنفسية: يتفاقم تلوث الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والحساسية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
– الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه: التغيرات في أنماط الطقس والفيضانات المتزايدة يمكن أن تلوث مصادر المياه وتعطل إنتاج الغذاء، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه والأغذية.
– التأثير على الصحة العقلية: يمكن أن يؤثر التوتر والقلق الناجمين عن الظواهر الجوية المتطرفة وفقدان سبل العيش والمستقبل غير المؤكد بسبب الاحتباس الحراري على الصحة العقلية.
– ارتفاع مستويات سطح البحر: يؤدي الاحترار العالمي إلى ذوبان القمم الجليدية القطبية والأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر ، مما يشكل تهديدًا للمجتمعات الساحلية والنظم الإيكولوجية والبنية التحتية.
– أحداث الطقس المتطرفة: يؤدي الاحترار العالمي إلى تكثيف وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، مما يتسبب في دمار واسع النطاق وخسائر اقتصادية.
– اضطراب النظام البيئي: يؤدي تغير المناخ إلى اضطراب النظم البيئية ويهدد التنوع البيولوجي، مما يؤدي إلى فقدان الموائل وانقراض الأنواع، والنظم البيئية غير المتوازنة.
– التحديات الزراعية: يمكن أن تؤثر التغيرات في أنماط درجات الحرارة وهطل الأمطار سلبًا على غلات المحاصيل، مما يؤدي إلى ندرة الغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادي في المناطق المعتمدة على الزراعة.
لذا، من الضروري والملحّ جداً، يضيف كامل، معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال الجهود الجماعية واعتماد الممارسات المستدامة، والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتنفيذ السياسات التي تحمي صحة الإنسان والبيئة.
Views: 12