.. ويؤكد أن روسيا “لا تقهر” على غرار ما كانت عليه خلال الحرب العالمية الثانية
(رويترز) – ا ف ب- أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أنه سيعقد اجتماعا قريبا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال بوتين “سنعقد قريبا اجتماعا مع الرئيس الصيني”.
وتابع “يعتبرني (الرئيس الصيني شي) صديقه، وأنا سعيد لأن أصفه بصديقي، لأنه شخص يبذل الكثير من أجل تنمية العلاقات الروسية الصينية”.
وفي موضوع آخر، أكد بوتين الجمعة خلال لقائه تلاميذ لمناسبة بدء العام الدراسي أن روسيا اليوم “لا تقهر”، على غرار ما كانت عليه خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون “فهمت سبب انتصارنا في الحرب الوطنية الكبرى: التغلب على شعب يتمتع بهذه المعنويات أمر مستحيل. كنا لا نقهر على الإطلاق، واليوم، لا نزال على هذا النحو”.
ويدأب الرئيس الروسي بانتظام على المقارنة بين الحرب على ألمانيا النازية وغزو موسكو لأوكرانيا.
وروى بوتين مضمون رسائل كان يتبادلها والده الذي كان يقاتل على الجبهة مع جده.
وابدى الرئيس الروسي إعجابه بجده الذي قتلت زوجته خلال الحرب وخاطب ابنه في هذه الرسائل قائلا “أضرب هؤلاء الاوغاد”.
واضاف “حاليا، فإن عائلات مثل هذه العائلة تشكل الغالبية الساحقة” من المواطنين الروس.
وردا على سؤال لمعرفة ما النصيحة الرئيسية التي يسديها للمعلمين قال بوتين “أحبوا روسيا، يجب تقديم الموضوع بطريقة جميلة ومثيرة للاهتمام”.
التقى بوتين هؤلاء التلاميذ لمناسبة بدء العام الدراسي وإطلاق ما سمي “النقاشات المهمة”، وهي دروس تربية وطنية تم اعتمادها بعد شن الهجوم على اوكرانيا.
وتعتبر روسيا أن حربها على كييف نضال وجودي، متهمة السلطات الاوكرانية بأنها في أيدي نازيين جدد مناهضين لموسكو وفي خدمة دول غربية عازمة على تدمير روسيا.
وقامت لهذه الغاية بمراجعة كتب التاريخ لطلاب السنة النهائية.
يتم تقديم الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه أدى الى تقوية المجتمع في روسيا وهناك حيز كبير في الكتب لمآثر الجنود الروس.
ويؤكد بوتين أن شبه جزيرة القرم التي ضمها في 2014، اضافة الى شرق اوكرانيا وجنوبها، هي أراض تعود تاريخيا الى روسيا وليست في أي حال جزءا من اوكرانيا.
من جانب آخر، أعادت السلطات الروسية إدخال دروس الى الصفوف الثانوية كانت معتمدة إبان الحقبة السوفياتية لتعريف الطلاب على الاسلحة الحربية مثل رشاش كلاشنيكوف.
وسيكون الطلاب قادرين على التدرب على قيادة المسيّرات القتالية وهي الأسلحة المستخدمة على نطاق واسع في النزاع في أوكرانيا من قبل الجانبين، بحيث يتم استهداف الأراضي الروسية بشكل شبه يومي بهجمات من هذا النوع.
وشدد بوتين الجمعة على ان روسيا يجب أن تدرب مليون متخصص في المسيّرات بحلول عام 2030 مشيرا الى ان هذا القطاع “يتطور بسرعة فائقة” في الجانب المدني أيضا.
وقال إن هذه الطائرات “تزداد أهميتها في كل أنحاء العالم، في مجالات متنوعة جدا”.
من جهة اخرى، قال الكرملين اليوم الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة والأمم المتحدة إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بهدف تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
وانسحبت موسكو من الاتفاق في يوليو تموز، بعد عام من توسط الأمم المتحدة وتركيا في إبرامه، محتجة بأن عقوبات الغرب تعرقل صادراتها من الأغذية والأسمدة بما يخالف مذكرة تفاهم موازية وبأنه لا يجري إرسال ما يكفي من الحبوب الأوكرانية إلى الدول الفقيرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن أردوغان، الذي لعب في السابق دورا مهما في إقناع بوتين بالالتزام بالاتفاق، سيجري محادثات مع الرئيس الروسي في سوتشي يوم الاثنين، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
والتقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في موسكو اليوم لبحث قضية الحبوب قبل اجتماع أردوغان.
وقال شويجو إن فشل الاتفاق لم يكن بسبب خطأ من روسيا، مؤكدا موقف بلاده بأنها ستعود إلى الاتفاق على الفور إذا ما لُبيت طلباتها بالأفعال لا بالوعود.
وأضاف في بيان نشرته وزارة الدفاع “هذا ليس خطأنا… لكن (الاتفاق) تم إيقافه… بإمكاننا أن نقول شيئا واحدا وهو أنه في حالة الوفاء بكل ما تم التعهد به لروسيا، فسيتم تمديد الاتفاق”.
وكان شويجو حضر مراسم التوقيع على اتفاق البحر الأسود في إسطنبول عام 2022.
وتمثل هدف اتفاق حبوب البحر الأسود في مواجهة أزمة غذائية عالمية قالت عنها الأمم المتحدة إنها تفاقمت بفعل غزو روسيا لأوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة”، في فبراير شباط 2022. وروسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب.
وتمضي التحركات على قدم وساق من أجل إحياء الاتفاق.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس الخميس إنه أرسل لروسيا “مجموعة من المقترحات المحددة” التي تستهدف إحياء الاتفاق الذي سمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود حيث تسيطر روسيا على الممرات البحرية الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي في موسكو أمس الخميس إن إحياء الاتفاق مهم للعالم.
وارتفعت أسعار القمح الأمريكي اليوم.
وقال لافروف أمس إن روسيا لا ترى أي مؤشر على حصولها على الضمانات اللازمة لإحياء اتفاق الحبوب.
وأضاف أن الغرب يبالغ في الحديث عن أزمة غذاء عالمية، رغم بقاء الأسعار عند مستويات 2021، وأنه تجاهل تعهد بوتين بإمداد بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا بما يصل إلى 50 ألف طن من الحبوب مجانا لكل منها.
ولإقناع موسكو بالموافقة على الاتفاق الأصلي، الذي يعرفه الدبلوماسيون باسم مبادرة حبوب البحر الأسود، تم في نفس الوقت إبرام اتفاق مدته ثلاث سنوات وافق بموجبه مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
لكن موسكو قالت إن تلك المذكرة لم يتم احترامها بسبب غدر الغرب.
وقال لافروف إنه ناقش مبادرة بوتين لتوريد ما يصل إلى مليون طن من الحبوب الروسية إلى تركيا بأسعار مخفضة لمعالجتها لاحقا في المصانع التركية وشحنها إلى الدول الأكثر احتياجا. وتجري مناقشة هذا الاقتراح أيضا مع قطر.
أحد طلبات موسكو الرئيسية هو عودة البنك الزراعي الروسي إلى نظام سويفت للمدفوعات المصرفية الدولية. وأخرج الاتحاد الأوروبي البنك الزراعي الروسي من النظام في يونيو حزيران 2022.
وعلى الرغم من أن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لا تخضع لعقوبات الغرب التي فُرضت بعد الغزو الروسي، تقول موسكو إن القيود على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمينية تعرقل إرسال الشحنات.
وقال أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني اليوم إن سفينتي شحن أخريين غادرتا ميناء بالقرب من أوديسا، وهما السفينتان الثالثة والرابعة اللتان تبحران من موانئ أوكرانية عبر البحر الأسود منذ انسحاب روسيا من اتفاق كان يسمح بالإبحار الآمن لسفن الحبوب.
Views: 35