كيم جونغ أون
غذّت المخاوف الغربية من تعاون عسكري بين البلدين قد يُعزّز موقف موسكو خِلال حربها في أوكرانيا
سول ـ (رويترز) – الاناضول ـ ا ف ب: ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون غادر إلى الوطن بعد زيارة مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، آخر محطة في زيارته إلى روسيا.
وأضافت أنه زار جامعة وحديقة للاحياء المائية ومصنعا للأعلاف خلال زيارته للمدينة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن وسائل إعلام روسية قولها استقل قطاره المدرع من محطة قطارات “أرتيوم-بريمورسكي-1” في مقاطعة بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي على الحدود مع كوريا الشمالية، حيث أُقيم له حفل وداع.
وأرتيوم، هي مدينة في أقصى شرق روسيا تبعد حوالي 200 كلم عن الحدود مع كوريا الشمالية، حسب ما ذكرت وكالة “ريا” الروسية الرسمية.
وحضر الحفل كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف، وحاكم مقاطعة بريمورسكي، أوليغ كوجيمياك.
وتعتبر هذه الزيارة أطول رحلة خارجية لكيم منذ توليه السلطة في أواخر عام 2011.
وقال مراقبون إنه من المتوقع أن يعود كيم إلى بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، بعد ظهر الاثنين تقريبا.
والتقى الزعيم الكوري الشمالي خلال زيارته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقاطعة “أمور” أقصى الشرق الروسي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وزار عدة منشآت عسكرية ومدنية روسية.
وفي 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، وصل كيم إلى روسيا بالقطار الخاص، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره الروسي.
وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها كيم روسيا في أبريل/ نيسان 2019، حيث عقد لقاء مع بوتين في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية على جزيرة روسكي.
وقبل أن يصعد الى متن قطاره المصفح ويتجه نحو الحدود الكورية الشمالية، أمضى كيم صباح الأحد في منطقة بريمورسكي بشرق روسيا حيث تلقّى هدايا شملت خمس مسيّرات متفجرة وسترة واقية من الرصاص هدية من حاكم المنطقة، وفق ما أفادت وكالة “تاس” الروسية.
وكان كيم وصل الثلاثاء في أول زيارة خارجية له منذ جائحة كوفيد-19، تخللها لقاء مع بوتين ومعاينة أسلحة متطورة بينها صواريخ فرط صوتية.
وأوردت وكالة “ريا نوفوستي” أن “حفل وداع زعيم جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية أقيم في محطة أرتيوم-بريمورسكي-1 حيث كان القطار المصفّح لكيم جونغ أون”، مشيرة الى أن القطار “اتجه نحو معبر خاسان الحدودي… المسافة تناهز 250 كلم”.
ونشرت الوكالة مقطع فيديو يظهر لقطات من حفل الوداع، حيث بدا كيم قرب القطار مودعا الوفد الروسي الرسمي برئاسة وزير البيئة والموارد الطبيعية ألكسندر كوزلوف.
وأمضى كيم صباح الأحد في منطقة بريمورسكي حيث تلقى من حاكمها أوليغ كويمياكو هدايا تذكارية، وفق “تاس”.
وأوضحت أن “زعيم جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية تلقى خمس مسيّرات انتحارية ومسيّرة استطلاع من طراز +جيران-25+ ذات الإقلاع العمودي”.
كما تلقى الزعيم الكوري الشمالي هدايا ذات رمزية خلال زيارته فلاديفوستوك. وأوضحت تاس أن الحاكم كويمياكو “قدّم لكيم جونغ أون مجموعة للوقاية من الرصاص” إضافة الى “ملابس خاصة لا ترصدها الكاميرات الحرارية”.
كما التقى كيم الأحد مجموعة من الطلاب الكوريين الشماليين الذين يتابعون دراستهم في حرم فلاديفوستوك للجامعة الفدرالية لمنطقة أقصى شرق روسيا، وحضر عرضا بهلوانيا مائيا في حوض المدينة، وفق ما أفادت “تاس”.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الأيام الأخيرة من زيارة كيم شهدت أجواء “حماسية ودافئة” في وقت “يدشن عصر جديد من الصداقة والتضامن والتعاون في تاريخ تنمية العلاقات بين جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وروسيا”.
– مخاوف غربية –
وعكست الأيام الستة التي أمضاها كيم جونغ أون في روسيا، التقارب بين القوتين النوويتين في ظل أوضاع جيوسياسية عالمية مضطربة، خصوصا الحرب الروسية في أوكرانيا والتوتر في شبه الجزيرة الكورية وتزايد الاختبارات الصاروخية لبيونغ يانغ.
وأكد كيم وبوتين خلال لقائهما الأربعاء عزمهما على “تعميق” العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ، بما يشمل المجال العسكري، على رغم العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها الصاروخية والنووية.
وعقد اللقاء بين الزعيمين في قاعدة فوستوتشني الفضائية في شرق روسيا على بعد نحو ثمانية آلاف كلم من موسكو.
وتحدث بوتين عن آفاق للتعاون العسكري بين البلدين على رغم العقوبات الدولية والتحذيرات الغربية. وقال إن موسكو ستساعد بيونغ يانغ على بناء أقمار اصطناعية ملمحا إلى أن البلدين قد يناقشان أيضا التعاون العسكري. وأضاف أنه “سعيد جدا” للقاء كيم.
من جهته قال كيم “دائما ما عبرنا عن الدعم الكامل وغير المشروط لكافة الإجراءات التي تتخذها الحكومة الروسية، وأغتنم هذه الفرصة مجددا لأوكد أننا سنقف دائما إلى جانب روسيا” في تلميح ضمني لحرب أوكرانيا.
وتبادل بوتين وكيم خلال لقائهما الأربعاء بندقية، وفق الكرملين.
وأثارت الولايات المتحدة مخاوف من أن تكون روسيا تسعى للحصول على ذخائر لدعم قواتها في حرب أوكرانيا، بينما تطمح كوريا الشمالية للاستفادة من خبرات موسكو في مجال الفضاء.
وشدد الكرملين على أنه لم يتم خلال زيارة كيم توقيع “أي اتفاق” تعاون.
وخلال الزيارة، تفقّد كيم مصنعا للطيران العسكري في أقصى الشرق الروسي، حيث تابع عن قرب عمليات انتاج مقاتلات من طراز سوخوي سو-35 وسو-57 الروسية إضافة إلى رحلة تجريبية لطائرة سو-35.
كما التقى الزعيم الكوري الشمالي السبت في فلاديفوستوك وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي عرض عليه في مطار كنيفيتشي مقاتلة “ميغ-31” مجهّزة بصواريخ “كينجال” الفرط صوتية، وتفحّص أيضًا قاذفات قنابل من طراز Tu-160 وTu-95MS وTu-22M3.
وأعلنت بيونغ يانغ أنّ بوتين قبِل دعوة لزيارة كوريا الشمالية وجهها إليه كيم خلال القمّة التي جمعتهما الأربعاء
Views: 5