في غزّة يستقيل التحليل وتلتحف المعرفة جهلها ولا يبقى من مطارح الا للحزن والتحرر من أيّ انتماء لخدعة الانسانية.
في غزّة يغفو الطفل على حلم نهار ويستفيق باحثاً عن غيمة قادمة يختبىء فيها ليحمي نفسه من التحليق الى صوب غيمة وهو يهاب المرتفعات. طفل يودّع طفلاً ونجمة تستقبل نجمة.
مسنّ عصاه ايمانه ومسنّة حضنها قجّة للذكريات، طبيب يعجز عن إدراك ابنه الشهيد ومسعف لم يسعف نفسه، صحافي يصير الخبر وإعلامي يصعب عليه إعلان الخبر. عائلة تتكاتف وترتقي يداً بيد وفي الرحيل لا افتراق. شاعر تقيّده الأوجاع وأديب تعتقله الكلمات ورسّام يشهر ريشته سيفاً، ومقاوم يحمل جثته شهادة وفعل ولادة.
في غزّة يحترق النور وتُشرق النار، تجفّ المياه وترتوي الأرض، ينقطع الخبز ويُوزّع القربان، تتوقّف المساعدات وتقفل المعابر والضمير توافيه المنيّة، فيطلع من باطن الأرض حبّ والتحدي يفتح قنوات والوجدان يصير نشيدا والموت أغنية.
في غزّة ما يدفعك لتقف شاهدا على شهيد وواثقا بغد أكيد وعاريا من كل تفسير وتحليل وكلام عن جغرافيا وتاريخ وسياسة واقتصاد وخطوط نفط وغاز وخارطة جديدة. في غزّة تتفقّد نفسك لتشوف بنفس
Views: 23