اكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة له في الاحتفال التكريمي الذي ينظمه «حزب الله» للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس ان من يريد منع قيام حرب إقليمية يجب ان يسارع لوقف العدوان عن غزة لافتاً ان المصالح الأميركية وجنودها وأساطيلها ستكون الخاسر الأكبر ومؤكداً ان المعركة هي معركة صمود وصبر وتحمل وتحقيق الإنجازات وتفشيل العدو وهكذا سننتصر ويجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة ولتنتصر المقاومة في غزة.
واوضح السيد نصر الله ان كل الخيارات مفتوحة ويمكن ان نذهب اليها في اي وقت من الاوقات ويجب ان نكون جاهزين لكل الفرضيات المقبلة.
واعتبر ان القلق من إمكانية ان تذهب الجبهة الى حرب كاملة أو أن تتدحرج المعركة الى معركة شاملة وهو خيار منطقي ويمكن أن يحصل وهو موجود في حسابات المسؤولين في إسرائيل وخلق القلق يجعل العدو يحسب خطواته تجاه لبنان وإسرائيل لديها خشية حقيقية من ان تذهب الأمور الى حرب شاملة.
ورأى ان الحضور اليومي في الجبهات يجعل العدو مردوعاً وعمليات المقاومة تقول للعدو انك سترتكب اكبر حماقة في تاريخك ووجودك في حال شن أي عملية على لبنان.
واشار الى تلى ان العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم في حالة الجنون والضياع التي تسيطر على العدو، والمشاهد في غزة ستقنعنا بالصمود والقتال وعدم الاستسلام مهما كانت الصعوبات والضغوط والأمر الثاني الذي يتحقق من خلال العمليات في لبنان الخسائر البشرية التي اصابت العدو.
وتوجه للاميركيين قائلاً: اساطيلكم التي تهددوننا بها نحن نعد لها عدتها ايضاً لافتاً الى ان لا حرب في لبنان إلا إذا إسرائيل فعلت ذلك.
وقال: وصلتنا رسائل بأن أميركا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب، مضيفاً أقول للأمريكيين إن من هزموهكم في بداية الثمانينيات لا يزالون على قيد الحياة وهناك ايضاً اولادهم واحفادهم.
واذ رحب بهذا الحضور الكبير والمهيب في احتفال اعتزازنا وافتخارنا بالشهداء كل الشهداء الذين اجتمعنا اليوم في حفل تجديد البيعة لدمائهم قال: يمتد تبريكنا وعزاءنا إلى كل عوائل الشهداء في كل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى التي أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة.
وقال لعوائل الشهداء: لن نجد معركةً كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال الصهاينة. وتابع: التحية للشعب الأسطوري الذي لا نظير له في العالم، لأهل غزة وشعب غزة.
وقال السيد نصرالله: يعجز اللسان والبيان عن التعبير عن عظمة شعب غزة وصموده وصبره وكذلك الأمر بالنسبة لأهل الضفة الغربية.
وأضاف: معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاما لكن أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جدًا وخصوصًا مع هذه الحكومة الحمقاء والغبية والمتوحشة، والحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الانساني سيء جدًا.
وتابع: قرابة العشرين عامًا هناك أكثر من مليوني انسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنًا.
وأردف قائلا: كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا وقهرا فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصًا في واشنطن ولندن، ومخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة.
وقال السيد نصرالله: كانت قضية فلسطين وما يجري في فلسطين منسية وفي آخر اهتمامات العالم في مقابل زيادة سياسة العدو صلافة.
وأكّد على ان عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينيًا مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة، وسرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة، وهذا الاخفاء لم يزعج احدا في فصائل المقاومة على الاطلاق بل أثنينا عليه جميعا وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة، وهذا الأداء من الاخوة في حماس ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصًا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الاقليمية.
وأضاف: معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف أقليمي ودولي، وما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها.
وقال: مهما فعلت حكومة العدو خلال الشهر الذي مضى وخلال الأسابيع المقبلة فلن تستطيع على الاطلاق ان تغير من آثار طوفان الاقصى الاستراتيجية على هذا الكيان، وكشفت عملية طوفان الأقصى عن الوهن والضعف في الكيان وأنها بحق أوهن من بيت العنكبوت.
وأضاف السيد نصرالله: سارعت الادارة الاميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة. وهذه السرعة الاميركية لاحتضان «اسرائيل» ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان. أن يأتي الجنرالات الاميركيون الى الكيان وفتح المخازن الاميركية للجيش الاسرائيلي وطلب «اسرائيل» من اليوم الأول 10 مليارات دولار فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟
وتابع: هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف ان التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة، وكان واضحًا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى ان العدو كان تائهًا وضائعًا. وأمام غزة والحادث المهول الذي تعرّض له العدو يبدو ان حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الاطلاق.
وأكّد ان ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمي ونوعي ولكن من نفس الطبيعة، ومن أهم الأخطاء التي ارتكبها “الإسرائيليون” ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها. وفي عام 2006 وضعوا هدفًا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الاسيرين من دون تفاوض وتبادل ولمدة 33 يومًا لم يحققوا أهدافهم واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر.
وقال السيد نصر الله: ما يقوم به «الاسرائيلي» هو قتل الناس في غزة فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء فالاسرائيلي يدمر أحياء بكاملها. وكلنا شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين في غزة فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة كيف سيتعامل العدو الاسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع.
وتابع: المشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة تقول لهؤلاء الصهاينة مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة بأنك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر ان تصل الى أي نتيجة.
وأشار الى ان اليوم شهداء غزة وأطفالها والنساء يكشفون كل هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل اعلام عالمية ودولية للتغطية عن هذا الكيان، وما يجري في غزة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا، ومشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو.
وأكّد السيد نصرالله على ان الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة لذلك أتى قرار المقاومة الاسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا وهو قرار حكيم وشجاع. وواجب كل حر وشريف في هذا العالم ان يبيّن هذه الحقائق التي تحدثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الذين يقتلون الاطفال والنساء والرأي العام العالمي يرى ذلك، وما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية.
وأضاف: في العام 1948 عندما تخلى العالم عن الشعب الفلسطيني قام هذا الكيان ودفع الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة تداعيات وآثار قيام هذا الكيان ولبنان من اكثر الدول التي عانت من وجود هذا الكيان الغاصب.
وقال: هناك هدفان يجب العمل عليهما هما وقف العدوان على غزة والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزة، وانتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الاسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصًا دول الجوار، وانتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية. وعليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزة ولا يكفي التنديد بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء، وللأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا واليوم نطلب بوقف التصدير الى «اسرائيل»! أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟
أما عن الأحداث في الجنوب قال نصرالله: بدأت المقاومة الإسلامية في لبنان المعركة منذ 8 تشرين الأول وانتقلنا سريعا من مرحلة الى مرحلة وامتدت الى كامل الحدود اللبنانية، وما يجري على جبهتنا من جهة هو غير مسبوق في تاريخ الكيان، والمقاومة الإسلامية تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل من مقاتلين ومن السكان، وما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يتم الاكتفاء به على كل حال.
وأضاف: الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخّر للهجوم على غزة، لو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الاسرائيلي مرتاح عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب الى غزة، وجبهة لبنان استطاعت ان تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان.
وتابع: العمليات على الحدود اوجدت حالة من القلق والذعر والخوف لدى قادة العدو السياسية والعسكرية، وإيجاد حالة من القلق والذعر لدى قادة العدو تجعله يحتسب خطواته تجاه لبنان، والعدو يتحمل اليوم كل عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأن لديه خشية حقيقية من ذهاب الأمور إلى ما يخاف. وهذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر ايمانا وقناعة بوجوب التحدي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات واحتمال تدحرج الجبهة اللبنانية نحو معركة واسعة هو احتمال واقعي.
وقال السيد نصرالله: عمليات المقاومة في الجنوب تقول للعدو الذي قد يفكر في الاعتداء أو في شنّ عملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخك، وهذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم. وقيل لنا منذ اليوم الأول إن الأساطيل الأميركية جاءت من أجلكم ولقصفكم، وأحذر العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني.
وقال: كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون مهيّأين لكل الفرضيات المقبلة، والأساطيل الموجودة في البحر المتوسط لم تخيفنا ولن تخيفنا ولقد أعددنا لها عدّتها.
وتابع السيد نصرالله: انتم الأميركيون تستطيعون ان توقفوا العدوان على غزة واذا حصلت الحرب في المنطقة والذي سيدفع الثمن غاليًا مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم.
وتابع: المعركة هي الصمود وافشال العدو ومن تحقيق أهدافه ويجب ان نعمل ليقف العدوان على غزة، ومن يريد منع قيام حرب أميركية يجب ان يسارع الى وقف العدوان على غزة واذا حصلت الحرب في المنطقة فلا اساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع.
وقال لـ«الشعب الفلسطيني ولكل المقاومين الشرفاء في المنطقة»: ما زلنا نحتاج الى وقت ولكننا ننتصر بالنقاط وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزة وهكذا حققت المقاومة في الضفة انجازات.
وختم قائلا: لأهلنا في غزة نقول تحملنا المسؤولية وصمودنا سيكون نتيجته النصر الأكيد ونحن واياكم سنلتقي قريبًا بانتصار غزة وشعب غزة ومقاومة غز
Views: 17