نسيم الرحبي – البلاد
سلمتُ أوراقي وأنا بالانتظار وغادرتُ الأمكنة التي ألِفتُها تلك مشيئةُ الأقدار ..
صديقتي الوسادةُ البيضاء والمليئةُ برسوم الأزهار..
حاولت الإقتراب من الحلم لفظَني وابتعد مسار.
لم تعد الأوراقُ وما تحمل من أفكار حقيبتي التي أحملها بالأسفار ..
قالت لي الحمامةُ ابتعدي إنهم حمقى ومثَار ..
يُزيِّفونَ الأوراق ويقيمون الحروب، ويفخرون ويعلو صوتُهم بافتخار ..
ها أنا أغادر الوقت، لكن الوقتَ لا يغادرني..
إنهُ زمنُ الاستعجال للقتل الجرار ..
يا حبيبتي الحمامة انا من بلدٍ قدمت السنين لمَّا هذا وذاك صار.
ضَحِك -الأكروباتي- وخرجت أسنانه باختصار.. يا زمن النخيلِ وقمرات الحب ،عَمِّري القلوبَ والغي حروبَ التتار..
إني من مدينةٍ حملت على أكتافها السماءَ ،حباً بفرحٍ آتٍ ومن تاريخ عشتار.. لكن لم أعلم أن الأشباهَ عمَّروا في المدينة وجعلوها أحجار..
يا سيدي النظيف إحمل سيفكَ من جديد ورتِّب أشجار العمر لعلها تزيد إثمار ..
ولعل النهرَ الطويل أغانٍ للعشقِ ، ذهاباً وإياباً وفَخَار..
يا وطني وشيتُ لك سري لأني لا أريد السفر، إني أحبُ الخبز وأرفضُ الدولار
Views: 52