متابعة هناء صالح – البلاد
لم تستطع بعد المسافات عن وطنه الام سورية من إضعاف ارتباطه بها ، لعب دور بمساعدة الكثير من الشباب السوريين بالمهجر ، مهند أبو عويضة رجل اعمال مميز يملك ويدير شركة تصدير عريقة في الصين لها علاقات مع معظم البلاد العربية وهو محبوب من الجاليات العربية كان لنا معه الحوار التالي:
– أستاذ مهند لو تحدثنا عن نشأتك وبداية رحلتك بالاغتراب وسببها؟
نشأت في عائلة أكثر ما تعتز به هو دينها وكرامتها وعشقها للعمل وكان هذا دافعي الدائم للاجتهاد في مراحل الدراسة
سعيا للرزق لم اتردد حين حصلت على فرصة عمل في شركة يملكها شخص سوري في دبي وسرعان ما انتبه صاحب ومدير الشركة لدقة عملي والتفاني الواضح بانجازه فحصلت على الترقية تلو الاخرى،و مع توسع الشركة تم افتتاح مكتب يؤمن احتياجاتها في الصين ، ومن هنا كانت بداية نهضتها والاقامة فيها ، وهو نوع من المغامرة للعيش ببلد لا أعرف عنه شيئ إلا أني قبلت المجازفة.
ذهبت للصين واسست مكتبا تحول فيما بعد لمورد لشركة دبي واصبح له عديد من الزبائن في العالم العربي.
– لكل مجتمع خصوصيته كيف تأقلمت مع المجتمع الصيني وهل من صعوبات واجهتك بالمغترب؟
البداية لم تكن سهلة هناك فرق بالعادات واسلوب الحياة وخاصة بمجال الطعام مثلاً حين بدأت في الصين لم يكن الخبز معروفا، لكن تاقلمت مع الوقت كما ان وجود عديد من العرب استلزم فتح مطاعم عربية ومخابز مما خفف من حدة الشعور بالغربة.
– ماهي القيم التي اكتسبتها من المجتمع الصيني وما هي القيم التي استطعت أن تنشرها بالمجتمع الذي يحيط بك؟
خلافا لما يظن البعض المجتمع الصيني محافظ وشرقي الطباع والحياة العائلية لديهم مقدسة، وقد تلاقت امزجتنا من حيث حب العمل…كثيرا ما حدثتهم عن الاسلام وبددت الصورة البغيضة التي يرسمها البعض عن الاسلام وعن مجتمعاتنا.
– كيف ترى تقبل المجتمع الصيني لنا كسوريين بعاداتنا وتقاليدينا؟
المجتمع الصيني مجتمع بسيط يعشق العلاقات الاسرية والاجتماعية، وهم بهذا يشبهوننا.. يحترم ثقافة الاخر مما يجعل ثقافة الاخرين موضع احترام وتقدير.
– من المعروف أنك تسعى لاقامة احتفلات للعائلات العربية في الأعياد، هل لك أن تحدثنا قليلاُ عن أجواء هذه الحفلات؟ وهل لديك خطة لاحتفال هذه السنة؟
نحن في الغربة بحاجة لترفيه يذكرنا باجواء الوطن والعائلة الكبيرة، لعل حنيني لهذا الجو الجميل وذكريات دفئ العائلة هي التي تدفعني رغم ضيق وقتي لتنظيم تلك الحفلات..
عادة نقوم بحجز أحد المطاعم العربية ونقوم بتحضير الأكلات العربية ويكون المطبخ السوري أبرز الحضور ونقوم بالتعاقد مع شخص يلبس ثياب المهرج ويقوم ببعض الألعاب المسلية ونوزع بعض الهدايا البسيطة للأطفال مما يضفي على الجو بهجة خاصة.
هذه السنة بمناسبة عيد الأضحى تعاقدنا مع مطعم سوري صاحبه من مدينة حلب في مدينة قريبة وهو مطعم مميز بكل مافيه، وقد وعدنا بتقديم بعض الأكلات السورية بنكهة حلبية مميزة نرجو أن يكون الاحتفال هذه السنة أكثر تميزاً .
– كنت بمقدمة المطالبين بفتح مدرسة سورية في الصين ما وجهة نظرك وميزات واسباب هذه المطالبة:
لايوجد في الصين اي مدرسة عربية مرخصة، والصين ترتبط بعلاقات طيبة مع سورية لذا نحن نأمل ان ننجح بانجاز هذا المشروع بحيث يتم تدريس المنهاج السوري للسوريين ولكل الاخوة العرب لربط أبنائنا بوطنهم الأم من خلال المنهاج المعتمد من قبل وزارة التربية السورية.
-ما رأيك بالشباب السوري اليوم وماذا تنصحه ؟
معظم الشباب السوري متاثر بوسائل التواصل، أرجو أن يعي بأن هذه الوسائل ليست بريئة، وسيف ذو حدين إذا لم نحسن استخدامه ونصيحتي لأي سوري أو عربي هي التسلح بالعلم والعمل فهما الرافعة الحقيقة والطريقة الوحيدة الآمنة للخروج من الفقر.
لا يغركم من يبرق من الخارج ولا تلتفتوا لأبطال الفيسبوك واليوتيوب فهم ظواهر ليست بريئة .
لا تلتفتوا لمنتقديكم وتجاهلوهم ولا تكلفوا انفسكم عناء الرد عليهم فالحياة ستقوم بما يلزم.
-ما الحلم الذي حملته معك من بلدك وهل تحقق ؟
في البداية كان حلم حياتي ان أملك شركة كبيرة متخصصة بالتصنيع والابتكار و التصدير وقد استطعت بفضل الله ان أؤسس شركتي الخاصة بالتصدير والان احلم بان اشاهد ابني و ابنتي يكملا تفوقهما الدراسي ليكملا المشوار.
– كل انسان يحلم أن يقدم شيئ لوطنه كيف حققت ذلك من خلال اقامتك في الصين؟
قبل مغادرتي المنزل باول تجربة سفر إلى الإمارات العربية قال لي والدي يا بني اعلم انك سوف تكون سفيراً لنا في الخارج فكن بافضل صورة ممكنة ومع مرور السنين حاولت ان اعكس صورة وطني المشرقة وخاصة في الصين فعندما يسألني اي شخص في الصين من اين بلد انت، أجيب بفخر أنا من سورية وأنطقها باللغة الصينة.
– كلمة أخيرة نختم بها الحوار؟
احذروا وسائل التواصل فهي بغاية الخطورة ويمكن استغلالها لتمرير اهداف سيئة.
كل الشكر للسيد مهند ابو عويضة وتمنياتنا له بمتابعة مسيرته الاغترابية بالنجاح والتوفيق، على أمل اللقاء مع مغترب سوري آخر وحكاية جديدة .
يثبت السوريين أنهم قادرون على التكيف مع كافة الظروف خاصة بالمغترب ، إنهم بجعلونك تشعر بالفخر والاعتزاز بكل الأحوال والظروف.فجذورنا هنا وحدودنا العالم
Views: 219