راما دياب – البلاد
حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي ويتضمن أنماط محدودة ومتكررة من السلوك في التفاعل الاجتماعي والتواصل إنه اضطراب طيف التوحد
يعرف بأنه مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تتصف ببعض الصعوبات في التفاعل والتواصل الاجتماعي وبعض السلوكيات والأنشطة لدى الفرد.
كما أنه أحد اضطرابات النمو النفسي للفرد الذي يؤثر سلبا على سلوك الطفل وعلى التطورات النمائية له في مجالات عدة أهمها التواصل والمهارات الاجتماعية.
تاريخ اضطراب التوحد:
يعود تاريخ اضطراب التوحد 1943 إلى الطبيب النفسي “ليو كارنر” عندما نشر بحثه (اضطرابات التوحد في التواصل العاطفي) ووصفه لاضطراب التوحد كاضطراب مستقل حيث لاحظ حينها مجموعة من الأطفال المنغلقين على ذواتهم وانسحابهم من العالم المحيط وانطوائهم على أنفسهم، إضافة لاستجاباتهم غير السوية للمثيرات الخارجية.
وفي الستينات من القرن الماضي تم تحديد اضطراب التوحد على أنه إعاقة مستقلة وليس شكلا أو نوعا من الفصام الطفولي.
ينتشر اضطراب طيف التوحد في دول العالم أجمع ويصيب جميع الأعراق والأجناس ذكورا وإناثا كما أن نسبة إصابة الذكور تفوق نسبة إصابة الإناث بمعدل 4إلى واحد.
متى يبدأ اضطراب طيف التوحد في الظهور؟
“تبدأ أعراض التوحد بالظهور عند بعض الأطفال قبل عمر الثلاث سنوات” حسب ما أفاد به الطبيب الأخصائي بالأمراض النفسية والعصبية من ألمانيا “جلال شربا” لصحيفة البلاد كما نوه الطبيب الأخصائي “إلى ضرورة الانتباه لكثير من الأخطاء التي يرتكبها الأهل وبعض الأطباء في تشخيص هذا المرض، حيث يدمجون بين التوحد وأمراض أخرى كالتخلف العقلي أو الاضطرابات النمائية الأخرى”.
وأما عن أسباب التوحد فيضيف الطبيب شربا ” أنه حتى الآن لم يتمكن الطب من تحديد سبب واحد دقيق للتوحد ولكن هناك نظريات عدة مطروحة حول الأسباب ومن أهمها:
– الوراثة التي أصبحت ذو شأن كبير في مختلف الأمراض النفسية والعضوية.
– إصابة الأم أثناء الحمل بأمراض فيروسية (الكريب، التعرض لمواد كيماوية سامة).
– اضطرابات مختلفة”.
ويبقى السؤال الأهم ماهي الأعراض التي تظهر على الطفل الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد؟
يؤكد الطبيب الأخصائي جلال شربا لصحيفة البلاد “أن الطفل الذي يعاني من الاضطراب يظهر عليه الضعف في التفاعل والتواصل الاجتماعي ومشاركة الأطفال والاندماج معهم في الألعاب، إضافة لصعوبة التعامل مع الآخرين وكأنه لا يستجيب لمناداته باسمه بينما يستجيب لأصوات أخرى.
ويتابع الطبيب جلال ” أن من أهم الأعراض التي تظهر على الطفل الذي يعاني من الاضطراب ضعف التواصل البصري مع الآخرين فالطفل في هذه الحالة لا ينظر إليك عند الحديث معه، ضعف في القدرة على تقليد الآخرين، ضعف في القدرة على فهم انفعالات الآخرين، فقر اللغة لديه فمفرداته اللغوية تكون محدودة وكلماته المستخدمة قليلة ولاتتناسب مع عمره، نوبة الهياج والغضب التي تظهر على معظم الأطفال المرضى وهذا يحتاج لتدخل وعلاج دوائي حتما، الحركات النمطية المتكررة مثل الدوران والتصفيق والرفرفة، وأخيرا نقص الإحساس ببعض المثيرات الحسية الخارجية كالحرارة والألم مما يعرض هؤلاء المرضى إلى خطر إصابتهم بحروق أو رضوض.
علاج اضطراب طيف التوحد:
وأما عن طرق علاج هذا الاضطراب يبين الطبيب الأخصائي لصحيفة البلاد أنه لا يوجد علاج شاف ولكن هناك إجراءات عديدة تخفف من شدة الاضطراب فمن المهم حماية الطفل من إلحاق الأذى بنفسه وعدم إعطائه علاجات شعبية قد تكون ضارة وخطرة على حياته
إعطائه علاج لنوبة الهياج والغضب، ضرورة إلحاق الطفل التوحدي بمراكز خاصة ذات خبرة في إعادة التأهيل، إقامة دورات خاصة للأهل وتزويدهم بكل المعلومات الضرورية لطرق التعامل مع أطفالهم المصابين بالتوحد”.
ومن الجدير ذكره أن الطفل الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد يحتاج لرعاية خاصة وتعزيز بعض الاستراتيجيات لديه وعرضه على الطبيب الأخصائي والأخصائيين الاجتماعيين كل فترة.
Views: 67