المهندسة هناء صالح – البلاد
إصرار ه وحبه لدراسته حققوا له النجاح والتميز ببلاد الاغتراب ,الدكتور فايز الحرش ينطلق للمغترب حاملا طموحه وحلمه ليثبت للعالم تميز وإبداع الإنسان السوري ,أهلا ومرحبا بك دكتور:
بداية لنتعرف على مسيرتك المهنية ونشأتك وانت ابن مدينة الحسكة ؟
أنا ابن قرية تل الشاير التابعة لمنطقة الشدادي التي تبعد عنها 40 كم في محافظة الحسكة، تلك القرية البسيطة الممتدة على الحدود العراقية من جهة الموصل. درست المرحلة الابتدائية هناك منذ عام 1991م وحتى عام 1996م في مدارس طينية، حيث لم يكن هناك أي مدارس إعدادية في القرية. كنا ندرس في ظروف صعبة، انتقلت بعدها لمدينة الشدادي لمتابعة دراستي الإعدادية والثانوية من عام 1997م إلى 2003م كنا نسافر لمدة خمس ساعات يومياً لقطع مسافة 40 كم بين القرية والمدينة، حيث لم تكن هناك طرق معبدة في ذلك الوقت. و نظراً لاحتواء منطقة الحسكة على النفط والغاز والمعادن الثمينة التحقت بجامعة دمشق لدراسة الجيوفيزياء في كلية العلوم وهنا أتذكر جيداً نصيحة والدي في بداية دراستي الجامعية، حيث طلب مني أن أكون الأول بين زملائي و إصراره كان دافعاً لي لتحقيق المركز الأول في جميع السنوات الدراسية، وتخرجت الأول على الدفعة في عام 2008
في عام 2010، تم تعييني في الجامعة باختصاص الطرائق المغناطيسية والجاذبية، واستمر عملي هناك لمدة ثلاث سنوات. في عام 2013، انتقلت إلى الصين كموفد من جامعة دمشق كلية العلوم قسم الجيولوجيا، حيث بدأت بدراسة اللغة الصينية ثم الماجستير في الهندسة الجيوفيزيائية، ومن ثم الدكتوراه في الجيوفيزياء.
– مافكرة سفرك للصين ولماذا اخترتها؟ وانت الخريج المميز بدرجة شرف للأبحاث المميزة من كلية العلوم جامعة دمشق؟
اختياري للصين كان بناءً على عدة أسباب، منها خبرتي السابقة مع شركة سينوبيك الصينية بين عامي 2008 و2010 ومعرفتي الكبيرة بالشعب الصيني وصبرهم وذكائهم في العمل. بالإضافة لطموحي تعلم اللغة الصينية التي كانت تشكل تحدياً كبيراً للكثيرين، وكنت أرى أن الصين سيكون لها دور قيادي في المستقبل. هذه الأسباب جعلتني أختار الصين، وحقاً كان اختياري موفقاً ولم أشعر بالندم على هذا القرار.
كما نعلم علوم الأرض من العلوم الهامة بحياتنا لأهميتها ما المقصود بها؟
علوم الأرض:هي مجموعة من العلوم التي تهتم بدراسة كوكب الأرض، بما في ذلك تركيبها، وتكوينها، والعمليات التي تؤثر عليها عبر الزمن. تشمل علوم الأرض عدة تخصصات فرعية تتكامل معاً لفهم الأرض بشكل شامل، ومن بينها
الجيولوجيا , علم المناخ, علم المحيطات , علم البيئة , علم الزلازل , علم البراكين , علم التربة وعلم الجيوفيزياء
درست بجامعة الصين لعلوم الأرض ما الذي اكتسبته من تلك الجامعة وما الذي أضفته انت لها؟
اكتسبت معرفة متعمقة في الجيوفيزياء والطرق الجيوفيزيائية المتقدمة و تعلمت استخدام تقنيات وبرامج حديثة في تحليل البيانات الجيوفيزيائية كما أقمت علاقات تعاون مع باحثين دوليين في مجالات ذات صلة , كما قدمت أبحاث ساهمت في فهم أعمق لهياكل القشرة وتحديد المصادر الجيوحرارية باستخدام الطرائق المغناطيسيه بالاعتماد على مطياف الطاقه لدرجه حراره كوري.و نشرت العديد من الأبحاث التي رفعت من سمعة الجامعة أكاديمياًوخاصه يوجد الكثير منها له علاقه بخوارزميات الذكاء الصناعي. ساهمت في تطوير تقنيات جديدة لتحليل البيانات الجيوفيزيائيةوالتي تعتمد على الذكاء الصناعي
بعد نيلك شهادة الدكتوراه وضعت منشوراتك و أبحاثك بالجامعة ما هدفك من ذلك ؟
نشر المعرفة والتقنيات الجديدة مع المجتمع العلمي. وإحداث تأثير إيجابي على الأبحاث المستقبلية والمشاريع التطبيقية. و فتح باب التعاون مع باحثين ومؤسسات أخرى في نفس المجال.
تم اختيارك كواحد من أفضل الخريجين المميزين والدكتوراه ماشعورك كسوري بهذا الاختيار؟
كمواطن سوري، الشعور بالفخر والاعتزاز يأتي في المقام الأول. هذا الاختيار ليس فقط اعترافًا بجهودي الشخصية، بل هو أيضًا تمثيل إيجابي لبلدي ومساهمتي في مجال الجيوفيزياء على المستوى الدولي. يمنحني هذا الإنجاز حافزًا إضافيًا لمواصلة البحث والتطوير، ويساعد في تعزيز صورة سوريا في الأوساط الأكاديمية العالمية. كما أنه يعزز من فرص التعاون الأكاديمي والبحثي مع المؤسسات الأخرى، مما يساهم في تطوير العلوم وتبادل المعرفة. ساهمت بإضافة اسم جامعة دمشق في أبحاثي في رفع ترتيبها بين الجامعات العالمية. كما أضفت قيمة لأبحاث الجامعة وجعلتها أكثر شهرة في الأوساط العلمية. و ألهمت الطلاب السوريين لتحقيق إنجازات مماثلة ورفع مستوى التعليم في سوريا.
تتكلم عدة لغات الإنكليزية والفرنسية والصينية ما الذي إضافته لك تلك اللغات؟ وهل من صعوبات واجهتك؟
فهم ثقافات متنوعة والتفاعل مع أشخاص من خلفيات مختلفة. الاستفادة من المصادر الأكاديمية والعلمية بلغاتها الأصلية.أصبحت مترجمًا معتمدًا ومدرسًا للغة الصينية في سوريا. تعليم الطلاب الدوليين عبر الإنترنت حتى الوقت الحالي.
واجهنا الكثير من الصعوبات عندما وصلنا إلى الصين، لأننا لم نكن نتحدث اللغة الصينية، وكان ذلك يبدو كمهمة مستحيلة. كان حلمًا كبيرًا أن نتعلم هذه اللغة، لكن بفضل الإصرار والتفاني، وبفضل السفر المكثف والتفاعل الوثيق مع الشعب الصيني، تسهَّلت هذه الصعوبات وتلاشت تدريجياً.
رغم التحديات، فإن إتقان اللغة الصينية فتح أبوابًا مهنية جديدة وساهم في تطوير مهاراتي الأكاديمية والعملية بشكل كبير، ما جعلني قادرًا على تقديم خدمات قيمة في مجالات مختلفة.
حضرت المؤتمر الاقتصادي بإشراف غرفة التجارة الصينية بالتنسيق مع السفارة السورية في بكين وعدة مؤسسات سورية ما انعكاسات ذلك على سورية ؟
تعزيز العلاقات الدولية , جذب الاستثمارات الصينية , تعزيز التبادل التجاري ,نقل التكنولوجيا والخبرات , باختصار يمكن لهذا المؤتمر أن يكون له تأثيرات إيجابية متعددة على الاقتصاد السوري من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين وجذب الاستثمارات الأجنبية ونقل التكنولوجيا والمعرفة.
ماقصة الفيلم الوثائقي طريق العودة للوطن لدلافين نهر اليانفتسي ودورك بذلك؟
الفيلم الوثائقي “طريق العودة للوطن لدلافين نهر اليانفتسي” يتناول قصة حزينة ومؤثرة عن مجموعة من الدلافين النهرية في نهر اليانفتسي. هذه الدلافين، عانت من أوضاع صعبة بسبب التلوث البيئي النفطيوالذي عمره اكثر من ٦٣ سنه والتدخل البشري في موطنها الطبيعي. دوري كان في تقديم هذا الفيلم الوثائقي (الذي تم تصويره في مدينه ايتشانغ في ولاية هوبي بالصين) يتمثل في إلقاء الضوء على معاناة هذه الكائنات الحية والجهود المبذولة لإنقاذها وحماية موطنها الطبيعي. بالرغم من أنها تعد من الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن هناك جهودًا مستمرة للحفاظ على بقاء هذه الدلافين وتحسين بيئتها المعيشية. بمشاركتي في تسليط الضوء على هذا الموضوع، أتمنى أن يتمكن الفيلم من إلهام المشاهدين لاتخاذ خطوات إيجابية للمساهمة في حماية الحياة البرية والحفاظ على التوازن البيئي في البيئات المائية.
نحن الآن بعصر الذكاء الاصطناعي ما تأثيره على علوم الأرض برايك؟
عصر الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا كبيرًا في مختلف المجالات العلمية، وعلوم الأرض ليست استثناء من ذلك. لقد أحدث الذكاء الاصطناعي تغييرات وتطورات ملحوظة في كيفية تحليل وفهم البيانات الجيوفيزيائية والجيولوجية، وتوفير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والجيولوجية التي تواجه العالم
بشكل عام، يمثل الذكاء الاصطناعي تقنية محورية في تطوير علوم الأرض، حيث يمكن أن يسهم بشكل كبير في حل المشاكل البيئية وفهم العمليات الجيولوجية بطرق أكثر فعالية ودقة مما كان ممكنًا في الماضي.
ما الذي قدمته من معلومات ونصائح أو اي شيئ لأرض الوطن أثناء كارثة الزلزال ؟
لعبنا دورًا كبيرًا في توجيه الناس وتوعيتهم، وفي تخفيف الرعب والخوف الذي أصابهم في مثل تلك اللحظات الصعبة. كان من المهم أيضًا تحذيرهم من الاستماع إلى الأشخاص غير المختصين الذين قد يثيرون الهلع دون معرفة صحة المعلومات التي ينقلونها، بسبب جهلهم بالموضوع.
ما الشيئ الذي لفت نظرك بالصين وتود نقله لوطنك الأم سورية؟
التركيز الشديد على التكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى التعليم الشامل والتقدم في مجالات العلوم والتكنولوجيا. في الصين، يتم تعزيز البحث العلمي والابتكار بشكل كبير، مما يساهم في تطوير تكنولوجيا متقدمة وحلول مبتكرة للتحديات العالمية. كما لاحظت الاهتمام الكبير بالبنية التحتية والتنمية الحضرية المستدامة، مما يعزز من جودة الحياة ويسهم في تحسين البيئة والبنية التحتية في المدن الصينية.
هذه الجوانب تعد مصدر إلهام وقدوة يمكن أن تساهم في تحسين الواقع في وطني الأم سوريا، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا، التعليم، وتطوير البنية التحتية لخدمة الناس وتعزيز الاستدامة والتقدم الشامل.
ماالأثر الذي تركته كسوري ببلاد المغترب ليشار إليك هذا السوري الذي فعل؟
شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، حيث قدمت ثقافة بلدي السورية في الصين وتبادلت الخبرات والمعارف مع الثقافات الأخرى. كما أسهمت بشكل كبير في العمل الإنساني والمجتمعي خلال جائحة كورونا في الصين، من خلال المشاركة في الجهود الإغاثية والتطوعية، مما ساهم في تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين والمتضررين.
من الناحية العلمية حصلت على لقب الخريج المتميز في الجامعة، بفضل الأبحاث التي نُشرت في مجلات عالمية مرموقة، وحيث تم ذكر جامعة دمشق بفخر في كل بحث، مما عزز صورة سوريا عالمياً وساهم في تعزيز التفاهم والتعاون الدولي.
هذه التجارب تعكس التزامي القوي بتقديم القيم الثقافية والإنسانية والعلمية كسوري في بلاد المغترب، وتعزز من روح التعاون والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة
كلمة أخيرة
أود أن أوجه كلمة شكر خاصة إلى جامعة دمشق التي قدمت لي الدعم المالي اللازم للإيفاد لدراسة الماجستير والدكتوراه في الصين، وأيضًا إلى المجلس الصيني الثقافي CNC على دعمهم المالي الكريم. كما أرغب في أن أعبر عن شكري العميق لجامعة الصين في علوم الأرض في ووهان ولأستاذي الرائع البروفيسور تشن تشاو، الذي أدلني بيده عبر رحلة طويلة ومهمة من طالب إلى دكتور. شكرًا للجميع على هذه الفرصة العظيمة والدعم اللا محدود الذي قدموه لي. أيضًا، لا أنسى أن أشكر بعمق وامتنان أبويَّ وأصدقائي الأعزاء، الذين كانوا إلى جانبي طوال هذه الرحلة. بفضل دعمهم الدائم والمعنوي، تمكنت من تحقيق أهدافي والوصول إلى هذا الإنجاز. أنتم جزء لا يتجزأ من نجاحي، وأنا ممتن لكم جميعًا على الثقة والدعم الذي أظهرتموه لي.
كل الشكر للدكتور فايز الحرش وإلى لقاء آخر مع حكاية سوري بالمغترب حكاية يفخر لها الوطن وأبناؤه ليقولو للعالم نحن السوريين هاهنا أبناء حضارة عريقة واليوم سنكمل طريق الآباء والأجداد لتبقى سورية منارة للعالم كله .
Views: 104