تالين قزازيان – البلاد
استكمالاً للمقال السابق عن بلدة كسب وروعتها وطيبة سكانها،أعود وأذكّر بأنها من واحدة من أجمل المناطق السياحية في سوريا بطبيعتها السّاحرة وقُراها المتعددة المشهورة بينابيعها العذبة وروعة سحر اتصال البحر بجبالها …
في كل عام وفي منتصف شهر آب يحتفل أهالي كسب بعيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء وذلك برعاية المطران ،مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها مع مشاركة الفعاليات الأهلية والحكومية في البلدة ،حيث تقام الصلوات والقداديس والذبائح ومباركة للفاكهة والعنب التي ترمز لنعم الله علينا على مدى ثلاثة أو أربعة أيام ويشدّد المطران ضمن مواعظه في الكنيسة على مفهوم الحب والسلام والعطاء والوحدة الوطنية مع الأخوة في الوطن يداً بيد وتقوم الفرقة النحاسية التابعة للكنيسة بالعزف النشيد الوطني السوري وأناشيد وطنية أُخرى….
في قرية /اسكوران/ وهي إحدى قُرى البلدة توجد شجرة دلب كبيرة جداً قديمة قدم التاريخ وكنيسة قديمة أيضاً في هذا العيد يقوم الأهالي مساءً بالتجمع حول الشجرة متآلفين ومتحابين ليرقصوا الدبكة التي هي الرقصة الشعبية الفلكلورية للبلدة على صوت الطبل والمزمار وذلك لارتباط الدبكة بفكرة حب الأرض بضربات رمزية بالأقدام لتحية الأرض منتظرين انتهاء طبخة الحنطية أو
/الهريسة/ في قدور كبيرة على نار الحطب وذلك بعد تقديم الأهالي أو المتبرعين باللّحم أو المال لتلك الأكلة الشعبية بغرض فعل الخير أو الزكاة وتوزيعها على جميع الموجودين هناك…
في تلك الأيام أيضاً تقوم جمعية الصليب لإعانة الأرمن بإقامة معرضاً لمن يرغب من سيدات كسب بتقديم وعرض منتجاتهن اليدوية من خيرات الأرض المتنوعة في البلدة والمنسوجات اليدوية الجميلة والتي تساهم نوعاً ما من الناحية الإقتصادية مورداً هاماً للسكان وجذب واستقطاب الزوار إليها في تلك الأيام…
لهذا العيد نكهته وجماليته وقدسيته الخاصةمن حيث إعطاء الطابع الجمالي والسياحي والاجتماعي والديني لأبناء وزوار البلدة كافةً نسأل الله أن يعيده على أبناء الوطن جميعاً بالخير والسلام والصحة…
Views: 55