تحقيق هناء صالح – البلاد
اختارو زراعة الفرح ليزهر ويثمر سعادة وأمل لأطفال عانوا من أمراض الكلية ليعودوا لحياتهم الطبيعية .
مجموعة أطباء أخصائيين بأمراض الكلى وجراحتها عند الأطفال قرروا تخفيف معاناة الأطفال وذويهم لمساعدتهم ومد يد العون بكافة المجالات بتأسيس جمعية فرح للطفل المريض بالكلية أجرينا حوار خاص مع د. بسام سعيد رئيس الجمعية وهو استشاري أمراض وزراعة الكلية عند الأطفال ورئيس أطباء الكلية بالشرق الأوسط بالجمعية العالمية للكلية ليخبرنا عن التأسيس والهدف منها وسبب اختيار الاسم والتي يعتبرها مسيرة حياته الشخصية :
تم اختيار الاسم بعناية بهدف زرع الابتسامة والفرح على وجه الطفل وأسرته لأن مريض الكلية هو شقاء للعائلة فهو مرض يرافق المريض مدى الحياة وهدفنا إعادته للحياة بفرح ومحبة .
للجمعية هدف توعوي علمي اجتماعي .
يقول د. بسام جمعية فرح خيرية اجتماعية غير ربحية،
بدأنا العمل عام ٢٠١٣م في دمشق من خلال الاهتمام بالأطفال ذوي الأمراض الكلوية المزمنة ، كما نهدف لنشر الثقافة الطبية المتعلقة بالأمراض الكلوية عند الطفل للوقاية منها والحد من زيادة عدد الأطفال المصابين ودعمهم نفسياً وتهيئتهم للحياة الطبيعية .
أيضا من أهداف الجمعية إقامة مؤتمرات للبحث وتبادل الآراء حول آخر المستجدات العالمية لأمراض الكلى بمشاركة أطباء أخصائيين من كافة المحافظات السورية. وتعريف الوسط الطبي بتلك الشريحة من الأطفال . ومنذ تأسيس الجمعية لليوم تم إقامة خمس مؤتمرات تحت شعارات مختلفة ومؤتمرنا الأخير حمل عنوان يد بيد للكشف المبكر عن أمراض الكلية عند الأطفال . ويرافق كل مؤتمر معرض لآخر الاكتشافات والجديد بمجال الأدوية والأجهزة التي تخص مرض الكلية وجراحتها.
ولأن للأسرة دور بكشف المرض وعلاجه أخذت الجمعية على عاتقها توعية الأهالي من خلال جلسات استشارية لشرح الصعوبات والتحديات التي يمكن أن يواجهها الأطفال المرضى خلال حياتهم كالمأكل والمشرب والنشاطات وغيرها . وتثقيفهم بكل ما يتعلق بهذا المرض .
قامت الجمعية بعدة فعاليات بالتشبيك مع جهات أخرى بهدف دعم صندوق الجمعية لتأمين احتياجات الأطفال المصابين ونشر الوعي أكثر حول خصوصية هذا المرض وكيفية التعامل معه نذكر منها حملة تعالو نزرع الفرح مع شركة Crown Media ووكالة DNA .
حسب الدراسات يقدر عدد الأطفال المصابين بمرض القصور الكلوي بمختلف مراحله في سورية ٢٠٠٠ طفل.
٥٠٠ منهم في حالة خطرة بسبب وصولهم إلى مرحلة “الفشل الكلوي” التي تحتاج لعمليات الغسيل الكلوي.
و ما زالت هذه الأرقام في تزايد مستمر.
تعتبر سورية من الأوائل بزراعة الكلية والتي بدأت عام ١٩٧٩م وتقدر ب ٤٤٣ عملية كانت للأطفال. حيث كل عام هناك عمليات لزرع الكلية لعددٍ من الأطفال يتراوح عددهم من ٢٠-٢٥ طفل. ود. بسام أول من زرع كلية عام ٢٠٠٣م بمشفى الكلية الجراحي بمجمع ابن النفيس .
يؤكد د. بسام على أهمية الجانب النفسي للمريض خاصة الطفل لأنه لا يعبر عما بداخله إذا وجد نفسه مختلف عن أقرانه لذلك نقيم لهم الحفلات لتذكيرهم وذويهم بالاهتمام والدعم.
تضم الجمعية نخبة من الأعضاء الأكاديميين المختصين بمجال أمراض الكلية وجراحتها
كل همهم بلسمة جراح الأطفال المرضى ووقايتهم قدر المستطاع من الوصول لحالات حرجة تعيق حياتهم الطبيعية.
جهود إنسانية وعلمية واجتماعية حصدت ثمارها التي زرعتها بمحبة وفرح، فأطفال اليوم هم بناة المستقبل وعلينا دعمهم بكافة المجالات لبناء مستقبل قوي متين قادر على مواجهة كل التحديات .
Views: 21