حسن سلامة – البلاد
يعاني الفريق التمريضي بكل أطيافه من الاحتراق الوظيفي، وفي مقدمتهم التمريض وأهله، والذي ربما يحترق منذ زمن ، ولعل تحذير المجلس الدولي للممرضات من احتمال نقص يصل إلى 13 مليون ممرض بحلول عام 2030 ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية أكبر دليل على كارثة قد تحل بالتمريض جراء الاحتراق. في سورية يعاني الكادر التمريضي من الاحتراق سواء كان مادياً او نفسياً أو معنوياً نتيجة ظاهرة الملوث النفسي اي التمييز بين مكونات العمل الواحد وضغط العمل نتيجة نقص الممرضين من خلال الهجرة والتسرب وترك العمل والاستقالة من خلال مايلي: 1- منح المخدرين وفنيوالمعالجة والأشعة والأطراف الصناعية والأطباء والصيادلة ومشافي الأورام طبيعة عمل لا تقل عن 100% شهريا وتم استنثاء التمريض ( قد تم تشكيل لجنة من قبل وزير الصحة السابق الدكتور حسن الغباش منذ نيسان 2022 برئاسة الدكتور أحمد ضميرية الذي أصبح وزيرا” للصحة حاليا” وبعدعام كامل أقرت اللجنة طبيعة عمل للتمريض 50% وأصبحت بعهدة وزارة المالية ويحتاج إلى قرار وموافقة من وزارة المالية ومجلس الوزراء وان لاتمهر بالتريث من قبل وزير المالية كما حصل سابقا في رده على كتب أعضاء مجلس الشعب أيمن بلال وهادي مشهدية الممرضون ينتظرون إنصافهم وان لا تتاخر هذه المقررات ) 2- عدم تفعيل نقابة التمريض المرسوم رقم 38 لعام 2012 وعدم الجدية بانتخاب نقيب للتمريض وإقرار النظام الداخلي والمالي للنقابة وعدم إحداث صندوق تقاعد للممرضين وبالتالي منحهم راتب تقاعدي من النقابة عند تقاعدهم أسوة بالنقابات الآخرى يوجد مجلس مؤقت منذ عام 2016 لم يقدم أي شيء ناهيك عن عرقلة مرسوم نقابة التمريض من المجلس المؤقت وكافة الجهات . 3- تم إيقاف قانون الأعمال المجهدة رقم 346 لعام 2006 أي السنة بسنة ونصف والشامل للتمريض المشافي الذين يتعاملون مع الدماء والمفرزات والأوبئة والكورونا فقط لانهم ممرضون حيث لانقابات ولا اتحاد عمال تدافع عنهم. 4 – غياب التوصيف الوظيفي للممرضين رغم الوعود الكثيرة بأنه جاهز في أورقة وزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك عدم شمولهم بقرار الوجبة الغذائية رغم دورهم الكبير في الحرب الظالمة على سورية وأزمةالكورونا وعمليات الأنقاذوالإسعاف. كل هذه العوامل أدت الى هجرة الممرضين إلى الخارج وتقديم استقالاتهم. يُعرّف احتراق الممرضة على أنه “استنفاد القوة الجسدية أو العاطفية أو الدافع؛ نتيجة الإجهاد أو الإحباط لفترات طويلة”، ونلحظ أنه ويومًا بعد يوم يتزايد عبء المريض على التمريض، فعلى سبيل المثال في العناية المشددة ، وبسبب النقص قد يصل الحال إلى أن يكون لدى كل ممرضة ثلاثة مرضى للعناية بهم. الاحتراق محرقة وربما مقبرة لكل المهن ومنها التمريض، والذي قد يرتبط بالضغوط المرتبطة بالعمل؛ مثل غياب الشعور بالانتماء للمجتمع، نقص الموارد وغياب العدالة في توزيع طبيعة العمل والحوافز، وزيادة الإجهاد والملوث النفسي التمييز بين مكونات العمل الواحد، إضافة إلى عدم التقدير وربما قلة الاحترام من الإدارة والقيادة، والعمل لنوبات أطول والتي قد يترتب عليها الحرمان من النوم، ناهيك عن العمل تحت أشد الضغوط. في الوقت الذي يتزايد الطلب على مهنة التمريض فإن أكثر من ثلث الممرضات (40%) إنه من المحتمل جدًا أن يتركوا عملهم بحلول نهاية 2025، وأشار 50% منهم إلى أن الإرهاق والبيئة الشديدة التوتروقلة المحفزات والرواتب الضيعفة سبب لرغبتهم في المغادرة، أشارت الممرضات إلى أن الفوائد والأجور وغياب المحفزات من طبيعة عمل وحوافز وقلةالاحترام وضغط العمل هي السبب الرئيسي الثاني (50%) لترك وظائفهم. ألم يحِن الأوان لأن يُعاد النظر في مهنة التمريض ويُنصف أهلها على كل الأصعدة.
Views: 16