د. حازم رضوان سلهب – البلاد
إن الأزمة الاقتصادية التي تعصف اليوم مزقت الشعب و أهلكت البيوت ، أثقلت أحمال الحياة. عصفت بالشعب السوري أزمة اقتصادية مدمرة ، فمزقته و أهلكته ، فازدادت نسبة الطلاق و قلة حالات الزواج و بالتالي قل الانجاب ، فنرى الأجيال الحالية تعاني الجوع و النقص و الحرمان و الضياع أما الأجيال القادمة .. الأجيال القادمة ! عن أي أجيال نتحدث ؟ عن طفلٍ يتيمٍ أم عن طفلةٍ تشتهي الخبز أم عن ولدٍ لم يولد ؟ على المدى القريب سنجد القرية التي كان يحتوى صف مدرسي منها على أربعين طالب ، سنجده يحتوي خمسة أو ستة طلاب لا أكثر ، هذا النقص في أعداد الولادات ستتبعه أزمات كبيرة على مستوى المتجمع كنقص اليد العاملة و تحول الشعب الفتي إلى شعب هرم يفتقر لجيل الشباب ، الجيل الذي يساعد في عنفوانه و طاقته المجتمع المحلي و البلاد للنهوض و تقديم الخدمات و تسيير الأمور . أن العجز الاقتصادي سينجب سياسة الطفل الواحد أو الطفلين على أكثر تقدير ستغير من طريقة التربية و أسلوب الحياة لتنتج شبابا أقل كفاءة و قدرة على الاعتماد على الذات و أكثر انطواءاً و انغماساً بمستنقع الانترنيت و الشبكات غير مبالي بتحقيق أهدافه أو السعي قدما نحو مستقبل أفضل. ولو اتجهنا إلى الجانب العمراني المزري فنجد المصيبة الكبرى ، و هي انعدام القدرة على تأمين مسكن و لو شقة لا تتعدى مساحتها المئة متر و ذلك نظرا لارتفاع أسعار العقارات بشكل جنوني ولا يتناسب مع الدخل المحدود لفئة واسعة من الشعب و هذا ما يؤخر المقبلين على الزواج من التفكير أصلا بفكرة السكن المستقبلي بل و يجبر البعض على السكن ضمن منزل العائلة المكون أصلا من أربع أو خمس أفراد و هذا ما يزيد توترات العلاقات العائلية و بالتالي زيادة المشاكل و حالات الطلاق و قلة الانجاب و و هكذا فأن الأزمة تخلق أزمة و الأزمة تخلق أزمات و لندخل في حلقة مفرغة و يستمر العناء السيزيفي دون جدوى .
Views: 39