مروان جنيد – البلاد
تعتبر أغنية “اعتزلت الغرام” لماجدة الرومي من أبرز الأعمال الغنائية التي تركت بصمة عميقة في وجدان المستمع العربي.
فما وراء هذه الكلمات المؤثرة التي لامست قلوب الملايين ، وما هي القصة الحقيقية التي ألهمت صاحبة الصوت الذهبي لتقديم هذا العمل الفني ؟
عندما تلتقي الموسيقى بالحياة… قصة أغنية “اعتزلت الغرام”
تبدأ قصة الأغنية بحادثة وفاة أخت ماجدة الرومي، وتأثّر زوجها الشديد بهذا المصاب ، فقد كان هذا الرجل مثالاً للإخلاص والحب الزوجي، حيث لم يفكر بالزواج مرة أخرى بعد وفاة زوجته، بل ظل يزور قبرها بانتظام ويضع لها الورود و يردد عبارة انا بعدك اعتزلت الغرام .
أعجبت الفنانة ماجدة الرومي كثيراً بكلمات زوج أختها الحزينة ، والتي عبّر فيها عن اعتزاله الغرام بعد وفاة زوجته.
ففي تلك الكلمات البسيطة والمعبرة، وجدت ماجدة عمقاً إنسانياً وحباً صادقاً يستحق أن يُخلّد في أغنية ، ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد ، بل أصبح عنوان هذه الاغنية مصدر إلهام للعشاق والكتّاب و الفنانين ، وحتى أصحاب النشاطات التجارية.
بالعودة إلى فتانتنا ماجدة الرومي فقد قررت تحويل هذه القصة المؤثرة إلى عمل فني ، فتعاونت مع الشاعر نزار فرنسيس الذي استطاع أن يترجم مشاعر الحزن والفراق إلى كلمات شعرية رقيقة وعميقة. كما لحّن الموسيقار ملحم بركات الأغنية بلحن مؤثّر يعكس مدى عمق العاطفة التي تحملها الكلمات.
وفعلاً حققت أغنية “اعتزلت الغرام” نجاحاً كبيراً فور طرحها، حيث استطاعت أن تصل إلى قلوب الملايين ، و تمكنت ماجدة الرومي من إيصال رسالة مؤثرة عن الحب والفراق والخسارة، مما جعل هذه الأغنية محفورة في قلب كل من سمعها ، فضلاً عن صوت ماجدة الرومي المميز أضفى عليها رونقاً خاصاً.
هذه كانت مسرحيتنا الشاعرية اللطيفة التي تجمع بين الوفاء وصدق المشاعر مع خير من يمثّل هذه الأمور بين فنانة وشاعرٍ وملحّن ، وهذا إن دلّ على شيء ، فيدلّ على غنى تراثنا بالإبداع.
Views: 6