منال صافي:
صور مرعبة ومخيفة زودنا بها المواطن محمد مجذوب لولده المصاب (بمتلازمة القدم والفم واليد) والبالغ من العمر 3 سنوات نتيجة عدوى من زملائه في رياض الأطفال، والتي نقلها أيضاً إلى أخته الرضيعة.
وأكد محمد أن المرض منتشر في رياض الأطفال بكثرة وسط تكتم من وزارتي التربية والصحة على نسب الإصابات بهذا المرض، وقلة الوعي في المدارس والاحتراز من طرق الوقاية للأطفال كون المرض معدياً.
للوقوف على حقيقة هذا المرض توجهنا الى الدكتور عصام أنجق رئيس قسم الانتانية والأمراض السارية في مشفى الأطفال إذ طمأن أن المرض ليس منتشراً بشكل كبير، وهو ضمن الحدود الطبيعية، ولا خطورة منه وأن الطفل عندما يصاب بهذه المتلازمة يكتسب مناعة، لكن المزعج في المرض أنه يشكل عائقاً بالتعذية لدى الأطفال، نتيجة اشتداد الحالة والاندفاعات الشديدة ومن الملاحظ أنه خلال كل 5 سنوات نجد أنه في سنة محددة ترتفع نسبة الإصابة.
بدوره الدكتور سمير مرعي اختصاصي طب أطفال أشار إلى أن متلازمة اليد والقدم والفم هي مرض إنتاني معد يصيب الإنسان فقط وخاصة الأطفال بين عمري 1-5 سنوات لكنه قد يصيب الكبار، وعرف بهذا الاسم لأنه يصيب اليد والفم والقدم فقط، وقد يكون إفرادياً أو يأتي على شكل وافدات كالوافدة الحالية في سورية ودول المنطقة وقد يحدث على مدار السنة وغالباً في أشهر الصيف والخريف.
وأضاف: إن العامل الممرض المسبب لهذا المرض هو نوع من الفيروسات يدعى «كوكساكي A» وهذا الفيروس ينتمي إلى طائفة الفيروسات المعوية التي تضم خمس عائلات تتألف من 67 نمطاً مصلياً، موضحاً أن الانتقال لهذا الفيروس يتم عن الطريق الفموي بالماء والطعام أو بالمفرزات التنفسية أو اﻷيدي الملوثة واﻷدوات الملوثة، وأن فترة الحضانة تتراوح بين 3-7 أيام.
وفيما يتعلق بالأعراض المرافقة قال الدكتور مرعي: إنها اندفاعات نفاطية حويصلية على قاعدة حمامية علي اليدين والأخمصين والساقين وقد تمتد إلى الأرداف وجذور الفخذين، مع اندفاعات قلاعية ضمن جوف الفم ترافقها حرارة وألم بالفم والحلق وصعوبة بلع ونزق وعصبية وضجر وتململ وأرق وعدم ارتياح وآلام معممة وصعوبات بالتغذية، وتختلف شدة الأعراض بين طفل وآخر، لافتاً إلى أن المرض لا يحتاج تشخيصه أي استقصاء مخبري أو شعاعي.
وعن علاج المرض أكد أن مدة المرض عادةً أسبوع ويشفى عفوياً ولا يستدعي القلق أو الخوف، تعطى خلالها السوائل والعصائر الباردة غير الحامضة مع المسكنات وخافضات الحرارة مثل مركبات الاسيتامينوفين والأيبوبروفين وأكد أنه لا علاقة لاستحمام الطفل بالمرض.
وحذر الدكتور مرعي من إعطاء الستروئيدات (الكورتيزون موضعياً على شكل مراهم أو جهازياً) ويمنع إعطاء الأسيكلوفير أو غيره موضعياً أو جهازياً.
كما يمنع إعطاء الصادات إلا في حال وجود إنتان ثانوي أو مشارك، ويمنع إعطاء الأسبيرين.
وأوضح أن الإنذار في هذا المرض ممتاز وبأنه يشفى عفوياً ولا يحدث أي اختلاط إلا بعض الأخماج الثانوية الموضعية كالتقيؤ، وفي بعض الحالات وبعد الشفاء قد تنقلع الأظافر وتتبدل عند بعض الأطفال.
وأنه بعد أسبوع تجف الاندفاعات وتشفى ولا تترك ندبات أو آثار مستقبلية وحول طرق الوقاية بين أنه لا يوجد لقاح حتى الآن لهذا المرض، ومن الضروري نشر ثقافة غسيل الأيدي واتباع وسائل النظافة الشخصية (في الشراب والغذاء، المحارم الورقية، غسيل السطوح والأدوات، السعال والعطاس، تقبيل الأطفال على أفواههم، منوهاً بأن الإصابة تترك مناعة لنفس النمط المسبب فقط.
من جهتها مديرية الصحة في وزارة التربية أكدت أنها عممت على دوائرها في كافة المحافظات بضرورة التحري عن الأمراض السارية والمعدية منذ بداية العام الدراسي، والتأكيد على الالتزام بوسائل الوقاية، ومنع انتشار العدوى بين التلاميذ وعزل المرضى منهم لحين انقضاء فترة سراية المرض، ولفتت المديرية إلى أن معدل انتشار هذه المتلازمة في هذا العام كانت منخفضة نسبة للعام السابق ولم تسجل أي حالة مختلطة في أي محافظة.
"تشرين"
Views: 5