من بين كل خمسة أفلام تُنتج في بيروت، شريط واحد يتمتع بمواصفات سينمائية مميزة، وآخر الحصاد ما أطلقه المخرج والسيناريست والممثل "خليل زعرور" بعنوان"نور"، متناولاً قضية مهمة في مجتمعنا الشرقي "زواج القاصرات" الذي يرتد سلباً على مجتمعنا ولا يؤمن سعادة للعروسين بأي حال، وعالج الموضوع في نص متوازن صاغه مع "أليسا أيوب"، وجاءت النتيجة موفقة جداً.
"نور"( فانيسا أيوب) صبية صغيرة في الخامسة عشر من عمرها، تعيش في قرية لبنانية( مسيحية) هادئة، وتجمعها صداقات متفرقة مع فتيان هم أقارب وأصدقاء وجيران، يلهون معاً يخرجون معاً في مناخ نموذجي من السعادة والهناء. لكن الجميلة الصغيرة تميل إلى الفتى وسيم (شربل بيطار) وتقتصر لقاءاتهما على الضحك معاً واللهو والعبث معاً، وما من تفكير غير تمضية وقت طيب في المدرسة وساحة الضيعة أو بعض الجلسات الهادئة تحت الأشجار الوارفة.وتنقلب الأمور عندما تقع عينا الشاب الثلاثيني "موريس"(خليل زعرور- المخرج) على "نور"، وهو إبن عائلة ميسورة من وجهاء القرية، فيقرر طلب يدها عبر والدته المتعجرفة "أوجيني"( إيفون معلوف)وتضغط والدة "نور"، "منى"(جوليا قصار) على إبنتها لعدم عرقلة هذا المشروع مع عائلة أشراف.
تولت "راشيل نوجا" إدارة التصوير الذي جاء منسجماً مع أحداث الرواية التي تستند إلى وقائع حقيقية، فحين تأخذ الكاميرا وجه "نورا" تبدو سعيدة بجمالها، وحين تنزعج الصبية من أجواء محيطة بها تذهب الكاميرا إلى غير جهة من التعبيروتحمل معنى الإحباط والخنوع، وعندما يلعب الفتيان مع بعضهم البعض يضج المشهد بالحركة والفرح، وتبكي اللقطات مع ظهور الزوج في مشهد أقرب إلى الإغتصاب مع "نور" في ليلة الدُخلة، وتتطور الأمور صعوداً مع ضربه لها لأنها ردّت على والدته، وهنا تبدأ بالتحدّي فحين رد الزيارات مع حماتها للذين شاركوا في حفل الزفاف تدخل منزل ثم غرفة وسيم وتكتب له على المخدة إنها تريد أن تراه، ويلتقيان وتتعدد اللقاءات إلى أن يعرف بأحدها زوجها "موريس"، فمرّ على شقيقها "جريس"(خليل حاج حسن) وطاردا الحبيبين إلى أن أوقفاهما فأخذا الفتاة وضربا الفتى ضرباً مبرّحاً.
Views: 0