مع رحيل نقيب الصحافة محمد البعبلكي يغيب رمز عصر الصحافة الذهبي وقد رحل آخر رموز هذا العصر والصحافة تعيش أصعب أيامها وتحتضر كبريات الصحف عجزا عن مواصلة التنفس والصدور، كما كان حال نقيبها في أيامه الأخيرة، ونقابة الصحافة التي عرفت معه عصرها الذهبي بقوة ومكانة الصحف لن تستعيد تلك الأمجاد والمكانة من بعده، وبقوة تجذره الصف الأول لصناع الراي العام لسنوات طوال لم يعد ممكنا تكرار شبيهة لها، ثقافة محمد بعلبكي ولغته الأنيقة وتاريخه المشبع نضالا وفي رأس صفحاتها سجنه ووقفته أمام سجانيه كعقائدي حزبي يترافع عن عقيدة الحزب السوري القومي الإجتماعي، وكداعية من دعاة نهضة زعيم الحزب ومؤسسه أنطون سعادة، و أخلاق بعلبكي وطباع الهادئه، وإبتعاده عن الصدامات العدائية رغم حفاظه على مواقفه ودفاعه عنها في الشؤون القومية التي بقيت مقدسة في قاموسه وخصوصا مقاومة الإحتلال والإخلاص لفلسطين، كلها عناصر صنعت مهابة النقيب وإحترماه، وضمنت بقاءه لعقود على عرش نقابة الرأي العام الأولى في لبنان، التي تفتقد مع غيابه دورها بغياب مكانة الصحافة وربما غياب الصحافة التي يضمر دورها ويشح زيتها.
البناء
أصدرت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:
ينعى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى الأمة وعموم السوريين القوميين الإجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، أحد قيادييه السابقين ونقيب الصحافة السابق المناضل محمد البعلبكي الذي توفي اليوم أمس الاربعاء 22 آذار 2017، عن عمر ناهز الـ 93 عاماً.
والنقيب البعلبكي، انتمى الى الحزب عام 1949، وكان عاملاً في الحقل الإعلامي، فتحمّل مسؤوليات حزبية عدة، وفي العام 1960/1961 كان رئيساً للمجلس الأعلى في الحزب، وقد أوقف على خلفية المحاولة الانقلابية، وتعرّض للتعذيب في زنزانات النظام اللبناني آنذاك، وحكم بالإعدام الى جانب أعضاء قيادة الحزب ومن ثم خفض الحكم الى المؤبد قبل صدور العفو.
توج الراحل مسيرته الإعلامية بأن انتخب نقيباً للصحافة اللبنانية في شباط 1982، وعلى مدى ثلاثة عقود بصفته نقيباً للصحافة، كان دائم الحضور بالكلمة والموقف، وهو المعروف بحكمته ووطنيته.
حفلت مسيرة النقيب البعلبكي بالعطاء، واقترن اسمه بمرحلة مهمة من تاريخ الصحافة والإعلام في لبنان والعالم العربي، وبالكلمة الملتزمة والموقف المسؤول، وترجم مبادئه القومية في العمل الصحافي وجعل من الصحافة منبراً للحرية والأحرار، وصوتاً للحق في وجه الظلم والاحتلال.
Views: 0