دام برس:
لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تعيش حالة من الذهول غداة الهجوم المسلح الذي راح ضحيته 5 ضباط شرطة خلال احتجاجات في مدينة دالاس على قتل الشرطة لمواطنين من ذوي أصول إفريقية.
واجتاحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إدانات شديدة لأعمال العنف الموجهة ضد الأمريكيين السود ونقاشات عن دوافع الهجوم العرقي الأخير والمفاوضات التي جرت بين المسلح والشرطة.
وكان قائد شرطة مدينة دالاس ديفيد براون أعلن الجمعة، أن قناصا واحدا قتل خمسة من رجال الشرطة في مدينة دالاس وأصاب سبعة آخرين في هجوم له دوافع عرقية انتهى حين استخدمت الشرطة إنسانا آليا يحمل قنبلة لقتل المهاجم.
وقال براون إن المسلح أعلن في مفاوضاته المطولة مع الشرطة أنه يريد قتل البيض وضباط الشرطة البيض وأنه يشعر بالغضب من أحداث إطلاق النار في الآونة الأخيرة ضد السود، نافيا أن يكون جزءا من مجموعة أكبر.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية حقائق عن المتهم بإطلاق النار على الضباط، ليتضح أن اسمه ميكا إكس جونسون من ذوي الأصول الإفريقية وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي، وخدم في أفغانستان.
وصرحت المتحدثة باسم الجيش الأمريكي سينتيا سميث في بيان بأن جونسون عمل في أفغانستان بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 ويوليو/تموز 2014، مشيرة إلى أنه كان جنديا متخصصا في أعمال البناء والنجارة.
من جهته سارع البيت الأبيض لإبعاد علاقة المتهم بالإرهاب، معلنا أن المحققين خلصوا لعدم وجود أي علاقة للرجل بأي منظمة إرهابية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، في العاصمة البولندية وارسو حيث يحضر الرئيس باراك أوباما قمة حلف شمال الأطلسي، "ما أعلمه هو أن المحققين استبعدوا بشكل علني الآن احتمال أن يكون الشخص الذي نفذ هذا العمل المروع على أي علاقة بمنظمات إرهابية سواء داخل الولايات المتحدة أو في أي مكان من العالم."
وأضاف إيرنست "لا أعتقد أن هناك أي نوع من التآمر الإرهابي".
وأكدت السلطات الأمريكية أن التحقيقات مستمرة لمعرفة تفاصيل الهجوم وما إذا كان هناك شركاء في الجريمة، علما أن الشرطة ألقت القبض على 3 من الشتبه بهم، دون توضيح علاقتهم بالمهاجم.
وأمر الرئيس باراك أوباما، وفق بيان للبيت الأبيض، بتنكيس العلم الأمريكي إلى النصف في جميع المباني الحكومية داخل الولايات المتحدة وخارجها لمدة 5 أيام بداية من الجمعة وحتى غروب شمس الثلاثاء المقبل، حدادا على مقتل أفراد الشرطة في دالاس.
وكان المسلح جونسون يعيش مع والدته في إحدى ضواحي دالاس، حيث قال أحد القاطنين في الحي إنه كان منعزلا نوعا ما بعد عودته من مناطق الحرب، في حين قال أحد أصدقائه إن جونسون لم يبدو عليه الاكتئاب أو أنه أظهر مؤشرات على وجود نية لديه لتنفيذ مثل هذا العمل.
وعثرت الشرطة خلال عمليات تفتيش منزل جونسون على مواد لصنع القنابل وسترات مضادة للرصاص وذخيرة إلى جانب العثور على كتيب شخصي عن تكتيكات القتال.
وجرى الهجوم خلال واحدة من احتجاجات اجتاحت مناطق الولايات المتحدة على قتل الشرطة لأمريكيين اثنين من أصول إفريقية، في لويزيانا وأريزونا الأسبوع الحالي، في أحدث حلقة من سلسلة طويلة من أعمال القتل التي أدت إلى بروز حركة "بلاك لايفز ماتر" أي "حياة السود مهمة".
وقال حساب على موقع تويتر قدم نفسه ممثلا لحركة "بلاك لايفز ماتر" في تغريدة "حياة السود مهمة"، مؤكدا أن الحركة تدافع عن الكرامة والعدالة والحرية وليس عن القتل.
ولم يمنع حادث مقتل رجال الشرطة في دالاس آلاف الأشخاص من الخروج إلى الشوارع في مدن أمريكية يوم الجمعة للتنديد بقتل الشرطة للرجلين الأسودين بالرصاص.
وأغلق المتظاهرون الطرق في مدينة نيويورك وأتلانتا وفيلادلفيا مساء الجمعة. ولم تتحدث وسائل الإعلام المحلية عن وقوع أي اشتباكات أو إصابات خطيرة.
المصدر: وكالات
Views: 5