بوتين: المغامرة الهتلرية درس رهيب للإنسانية وعلينا توفير الأمن للجميع
من الواضح أن الغرب وحملاته الدعائية، والعديد من وسائل الإعلام التي تنقل عنها، يعيدون عملية خلط الأوراق، ليس فقط بهدف التقليل من دور الاتحاد السوفييتي في دحر النازية وتحرير أوروبا، وألمانيا نفسها من الطغمة النازية، بل لتشويه صورة الانتصار وإلقاء ظلال الشك على القيمة الإنسانية والأخلاقية لهذا الانتصار العظيم.
ووسط محاولات تزوير التاريخ وتشويه الحقائق جاءت احتفالات موسكو في الذكرى الـ70 للانتصار على النازية لتثبت من جديد أنها الذكرى الذروة في تاريخ روسيا المعاصر واستحضار لدور الاتحاد السوفييتي في دحر النازية ورسم يوم النصر العظيم.
وعلى وقع العرض العسكري الأضخم في تاريخ روسيا والذي شهدته الساحة الحمراء بموسكو أمس, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العالم يشهد انتهاكا للمبادئ الأساسية التي ضحت من اجلها البشرية ومحاولات لبناء نظام عالمي احادي القطب وتفوق منطق القوة، موضحاً أن كل ذلك يؤدى إلى إضعاف الاستقرار العالمي.
وقال بوتين: المغامرة الهتلرية النازية كانت درسا رهيبا بالنسبة للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن النصر العظيم على النازية سيظل ذروة في تاريخ بلاده المعاصر.
وأضاف: نحتفل اليوم بهذه الذكرى المقدسة ونتذكر عظمة انتصارنا على النازية ونفتخر بأن آباءنا وأجدادنا استطاعوا دحر وسحق تلك القوة الظالمة حينما لم تَر أوروبا الخطر المهدد في إيديولوجية النازية وبعد مرور سبعين عاما يدعو التاريخ إلى يقظتنا.
وتابع: علينا ألا ننسى أن أفكار التفوق العنصري أدت إلى أكثر الحروب الدموية حيث شارك فيها أكثر من 80 بالمئة من البشرية وتم الاستيلاء على دول عديدة في أوروبا, مؤكداً أن الاتحاد السوفييتي تحمّل ضربات رهيبة من قبل العدو الذي جمع القدرة القتالية العظمى حيث جرت في أراضي الاتحاد السوفييتي المعارك الحاسمة في الحرب العالمية الثانية ومن الأمر الطبيعي أن الجيش الأحمر قد اقتحم برلين وسحق النازية وحارب الشعب متعدد القوميات كله من أجل حرية البلاد.
وأشار بوتين إلى أن جميع أبناء الشعب تحملوا هذه الأعباء وأنقذوا البلاد وحددوا مصير ونتائج الحرب العالمية الثانية وحرروا من النازيين شعوب أوروبا وقال :أينما كان يعيش قدماء الحرب العالمية الثانية والوطنية العظمى عليهم أن يتذكروا أننا في روسيا نحترمهم ونفتخر ببطولاتهم ومآثرهم البطولية.
وأضاف الرئيس الروسي: النصر العظيم سيظل ذروة في تاريخ بلادنا المعاصر إلا أننا نتذكر حلفاءنا الذين شاركوا في النضال ضد النازية ونحن نشكر شعوب بريطانيا والولايات المتحدة على دورها في دحر الفاشية وعلى القوة المناوئة للفاشية الذين ناضلوا في صفوف الفدائيين بما فيهم في ألمانيا نفسها ونتذكر اللقاء التاريخي للقوات الحلفاء في نهر ألبا وتلك الثقة والوحدة التي ورثناها من اجدادنا وهي مثال لتوحد الشعوب من أجل السلام والاستقرار.
وأشار إلى أن هذه القيم رسخت في أساس النظام العالمي بعد الحرب وتم تأسيس هيئة الأمم المتحدة وتم بناء منظومة القانون الدولية وهذه المؤسسات الدولية أثبتت فعاليتها في تسوية الأزمات والنزاعات إلا أنه في العقود الأخيرة نرى محاولات لبناء نظام عالمي أحادي القطب وتفوق منطق القوة, مؤكداً أن كل ذلك يؤدي إلى إضعاف الاستقرار العالمي.
وشددّ بوتين على أن المهمة المشتركة هي بناء منظومة الأمن المتساوي لجميع الدول وهي منظومة تواكب وتستطيع التحدي لكل المخاطر العالمية المعاصرة، وقال: في تلك الظروف فقط سنستطيع توفير الأمن والسلام والهدوء في كوكبنا.
وضمن فعاليات إحياء الذكرى شارك نحو 300 ألف شخص في مسيرة «الفوج الخالد» التي انطلقت وسط موسكو يتقدمهم الرئيس بوتين تخليداً لضحايا الحرب الوطنية العظمى.
ومسيرة الفوج الخالد التي يحمل فيها المشاركون صوراً لذويهم ممن حاربوا في جبهات الحرب الوطنية العظمى وضحوا بحياتهم في معارك القتال، أو عملوا ليل نهار في المصانع، ترمز إلى متانة الروابط بين الأجيال ووفاء الأحفاد لأجدادهم ووفق ما ذكره موقع «روسيا اليوم».
وكانت الساحة الحمراء بموسكو شهدت صباح أمس العرض العسكري الأضخم في تاريخ روسيا بمناسبة الذكرى الـ70 لعيد النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى بحضور نحو 30 زعيما وقرابة 40 مسؤولاً أجنبياً.
وشارك في العرض العسكري بموسكو نحو 16 ألف عسكري و190 قطعة من المعدات الحربية و150 طائرة ومروحية، بما فيها أحدث نماذجها، كما شهدت 26 مدينة روسية أخرى استعراضات عسكرية كبيرة بمشاركة نحو 85 ألفاً من أفراد القوات الروسية
Views: 14