مباريات الجولة الثانية من دوري الكرة في المجموعة الأولى أظهرت بعض الملامح التي أعطت صورة واضحة عن الفرق خصوصاً أن بعضها لعب مباراتين، فكانت الدلالة بيّنة عن واقع الفرق ومدى جاهزيتها والنواقص التي تعاني منها.
في العموم مباراة واحدة أو مباراتان لا تكفيان لإعطائنا صورة كاملة عن الفرق المشاركة، إنما ترسم ملامح عن واقع الفريق وأهليته للمنافسة.
ومع ذلك فهذا الكلام غير نهائي، لأن الفرق التي لم يحالفها التوفيق قادرة على النهوض من جديد إن أعادت ترتيب أوراقها وخصوصاً أن الوقت متسع للعمل على تدارك الأخطاء وإصلاحها فالمباريات الأولى في عرف (دوري الأزمة) هي تحضير واستعداد للمباريات الأخرى.
افتتاحية قوية
الجيش قدّم نفسه بقوة منذ المباراة الأولى ففاز على تشرين بهدفين نظيفين، فوز الجيش له مدلولاته الكثيرة، في أهمها أنه قادم للمنافسة على الصدارة بقوة وفوزه على تشرين وهو صاحب الأرض والجمهور فيه رسالة واضحة لكل الفرق، الأمر الآخر أن الفريق قادر على إدارة المباراة كما يشاء، فاستوعب (فورة) الشوط الأول وامتلك زمام الثاني فسجل فيه هدفين الثاني كان آخر الوقت، ما يدل على جدية التعامل مع المباراة حتى صافرة الحكم.
الأمر الثالث: أن اللاعبين اللذين سجلا هدفي المباراة كانا من لاعبيه الجدد، ما يدل على أن اختيار المدرب للاعب كان صحيحاً وفي محله.
وإذا قلنا إن الشوط الثاني هو شوط المدربين فإن أنس مخلوف مدرب الجيش كان رجل المباراة فقرأها بشكل صحيح في الشوط الأول ونال ما تمنى في الثاني.
والكلام نفسه ينطبق على فريق الشرطة الذي بدأ الدوري بقوة وتصدر بعد مرحلتين، ونجد في المباراتين أن أهدافه جاءت في منتصف الشوط الثاني، فأدرك التعادل مع المجد في الدقيقة 75 وسجل هدفي الفوز على الطليعة في الدقيقتين (54 و74) وهذا دليل على أن قوة الفريق تظهر في الشوط الثاني وهو دليل كالجيش على حسن قراءة مدربه للمباراة، الشرطة سجل في المباراتين، وهو دليل على الحضور الفاعل، وكان من الممكن أن يفوز على المجد، لو أنه أحسن استغلال فرص الشوط الثاني وأهدافه الثلاثة سجلها ثلاثة لاعبين منها لاعب بديل (ربيع ليلى) وهي نعمة وربما كانت نقمة، فالنعمة أن هناك أكثر من لاعب مهاجم قادر على التسجيل، أما النقمة فقد تدل على غياب ما يسمى الهداف، وهذا ما سنكتشفه في المباريات اللاحقة.
الدفاع المتين
الوثبة شريك الشرطة في الصدارة حتى نهاية الجولة الثانية، وفوزه على الاتحاد كان كبيراً بمدلولاته وخصوصاً النفسية التي ستمنح الفريق جرعة ثقة كبيرة ليستمر بين الكبار ومنحت مدرب الفريق محمد خلف (الذي يقود تجربته الأولى) نفساً ليقارع كبار المدربين من أصحاب الخبرة، ميزة الوثبة في المباراتين أنه حافظ على شباكه نظيفة رغم غياب حارسه الأساسي إبراهيم عالمة مع المنتخب الوطني وهذا يدل على قوة دفاعه، لكن قد نجد مشكلة في خطه الأمامي، فهو لم يسجل إلا هدفاً واحداً في مباراتين وأضاع ركلة جزاء.
صدمة
الاتحاد بدأ الدوري بصدمة، فرغم أنه في عرف أهل الكرة كان أفضل الفرق جاهزية لأنه خارج من امتحان جدي وقوي (الدورة السداسية) ورغم أنه عزز صفوفه بعدد جيد من لاعبيه المخضرمين من أصحاب الخبرة إلا أنه سقط في الامتحان الأول أمام الوثبة وخسر جهوده مهاجمه رضوان قلعجي الذي خرج بالحمراء، وتشرين أيضاً صدم جماهيره في نتائجه أول الدوري فلم يحقق أكثر من التعادل وأضاع جزاء، وخسر الثانية أمام الجيش.
الخسارة أول الدوري ليست كارثة إذا تم الاستفادة من دروسها وأخطائها، وهذا ما يدركه الفريقان ليعوضا، وخصوصاً تشرين الذي لم يلعب في جولة الأمس وغير مدربه على أمل الاستفادة من ذلك.
والاتحاد عالج الخسارة واتخذ إجراءات وعقوبات بحق المتمردين والمشاغبين من فريقه.
تعادل مزعج
جبلة والمجد لم يحققا أكثر من التعادل في مباراتيهما في الجولتين الأولى والثانية، وهي دلالة سلبية على عدم تمكن أي من الفريقين على الحسم، اللوم على جبلة أكبر لأنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، والحظ وقف معه عندما تصدى حارسه لركلة جزاء كانت لو سجلت لأوقعت الفريق في الخسارة، المجد أيضاً لم يتمكن من الفوز، ربما ظروف المباراتين مع الشرطة (الجار) ومع جبلة (الصعب على أرضه) فرضت لغة التعادل الإيجابي في فريق المجد وجود هداف كبير (رجا رافع) الذي سجل هدفي الفريق، لكن السلبي أن يتم التركيز على رجا على الدوام، لأن ذلك قد يضعف الفريق إن فشل الرافع بالتسجيل!
غير مقبول
التصريح الذي أدلى به محمد العطار مدرب الطليعة عن ضعف استعداد فريقه كان غير مقبول.
والعطار الذي نحبه ونحترمه ما كان ينبغي أن يصرح بذلك، لأنه المعني بهذا الضعف وهو سببه، ولا نأمل أن يكون انشغال العطار مع منتخب الناشئين ساهم بضعف الإعداد والاستعداد للدوري، ويمكن للعطار أن يتدارك سوء النتائج في المباريات القادمة.
أرقام
11 هدفاً سجلت في سبع مباريات كان أكثرها للشرطة (3) أهداف ثم هدفان لكل من: الجيش والمجد وهدف واحد لتشرين والطليعة والوثبة وجبلة، والاتحاد لم يسجل، والجزيرة لم يشارك يتصدر رجا رافع قائمة الهدافين حتى نهاية الجولة الثانية برصيد هدفين.
ثلاث ركلات احتسبت، سجل منها واحدة وكانت للشرطة عبر مهاجمه محمد أسعد د(54) وكانت الأولى المسجلة، على حين أخفق معتز كيلوني من تشرين بمواجهة الطليعة وكانت الأسرع احتساباً وضياعاً في الدوري وكانت في الدقيقة الأولى من انطلاق الدوري، والركلة الثانية أضاعها مهاجم الوثبة أنس بوطة في الدقيقة 65 بمواجهة جبلة.
الجولة الثانية شهدت بطاقتين حمراوين، الأولى نالها حارس الطليعة محمد داوود في لقاء فريقه مع الشرطة للإنذار الثاني في الدقيقة (51) وهو بذلك دفع ضريبة إنذاره الأول في الدقيقة الخامسة وهي نصيحة للاعبين بتجنب الإنذار الأول المبكر، الحمراء الثانية نالها مهاجم الاتحاد رضوان قلعجي بلقاء الوثبة بالدقيقة 93.
هدفان مبكران سجلهما خالد البابا من الطليعة د(5) ورجا رافع من المجد د (6)، وهدف متأخر سجله لاعب الجيش عبد اللطيف سلقيني د(93).
البدلاء سجلوا ثلاثة أهداف من مجموع أهداف الشوط الثاني البالغة ثمانية أهداف وهم: رعد فران وربيع ليلى (الشرطة) ومحمد منصور (الوثبة) وهذا الأخير سجل هدفه من اللمسة الأولى لنزوله أرض الملعب.
مباريات الأمس
اعتلى الوثبة صدارة الترتيب بنهاية مباريات الجولة الثالثة بفوزه الصعب والمتأخر على الجزيرة بهدف ماهر دعبول في الدقيقة 93، وبلغ رصيد الوثبة سبع نقاط على حين كانت هذه مباراة الجزيرة الأولى في الدوري.
وجاء الشرطة وصيفاً بخمس نقاط إثر تعادله مع الجيش سلباً في مباراة دانت الأفضلية في شوطها الأول للشرطة، وبالثاني للجيش الذي رفع رصيده إلى أربع نقاط بالمركز الثالث.
وحقق الطليعة فوزه الأول وكان على جبلة بهدفي يوسف مكفا د4 وخالد مبيض د34، مقابل هدف لجبلة سجله محمود البحر من جزاء في الدقيقة 50، وصار الطليعة رابعاً بأربع نقاط على حين توقف رصيد جبلة عند نقطتين.
ونال المجد تعادله الثالث على التوالي وكان الأخير بلقاء الاتحاد حيث أدرك التعادل هدفه رجا رافع في الدقيقة 94 وكان الاتحاد تقدم في شوط المباراة الأولى بهدف عبد الله نجار د26، وصار المجد خامساً بثلاث نقاط على حين احتل الاتحاد المركز السابع بنقطة وحيدة متساوياً مع تشرين ومتقدماً عليه بفارق هدف.
المصدر: الوطن
Views: 8