«نجاح كبير حصلت عليه الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في عرضها على مسرح «الاكويلا» في جولتها الأولى في إيطاليا، تصفيق حار لأعضاء الفرقة الذين أهدوا إلى جمهور مدينة «فيرمو» حفلة للذكرى، فهذه الأوركسترا بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، والذي استطاع رغم شبابه إثبات احترافية عالية، أكدت أنها لا تبتعد عن مثيلاتها ذات الباع الطويل في سجلاتها…». هكذا كتبت صحيفة «كوريرة أدريانيكو» عن فرقتنا السيمفونية الوطنية في مقال تحت عنوان: «حدث موسيقي في مسرح الأكويلا – الكل سحروا من الأوركسترا» عندما قامت الفرقة بجولة موسيقية قبل ما يقارب عشر سنوات. فرقتنا اليوم تضاهي الفرق العالمية، حيث قدمت الكثير وأدهشت الكثير، ليس في سورية فحسب بل في العالم أجمع، وهذا ليس ثناءً أعطيه للفرقة بل هو شهادات من صحف عربية وأجنبية وشخصيات موسيقية يضرب بها المثل في العالم.
يظهر هذا عند استعادة محطاتها منذ التأسيس. وهاهي ورغم الظروف الصعبة التي تمر فيها بلادنا تحقق نجاحاً آخر بقيادة قائدها الأساس المايسترو ميساك باغبودريان؛ وذلك خلال أمسية قدمتها ضمن مهرجان الثقافي الدولي السادس للموسيقا السيمفونية في الجزائر، الذي انتهت فعالياته منذ أيام وجيزة، وتميزت فرقتنا بين19 بلداً مشاركاً، منها: السيمفونية البلجيكية، الأوركسترا الصينية، الأوركسترا الروسية، الأوركسترا التونسية، الثنائي المكسيكي، الرباعي الياباني، وآخرون من عدة دول عربية وأجنبية.
ربما يسأل سائل: كيف تقول نجاحاً وتميزاً وأنت لم تحضر الأمسية.. ؟.. إذاً لنرَ ماذا كتبت الأقلام والصحف الجزائرية الناطقة بالعربية والفرنسية لنفتخر جميعنا بإنجازات فرقتنا السيمفونية الوطنية، نبدأ من جريدة «المحور» التي تقول في مقالة كتبتها «جميلة زيكيو» تحت عنوان «روسيا تداعب الجمهور بمقاطع تشيكوفسكي وسورية تغازله بـ(يا الرايح): »…وكان ختام السهرة مسكاً مع الموسيقا الشامية الشرقية التي تفننت في عزف أروع السيمفونيات السورية والعربية؛ وكذا الجزائرية التي كانت حاضرة من خلال لدحمان الحراشي المسماة «يارايح وين مسافر»… من جهته أبدى الجمهور الحاضر امتنانه للأوركسترا السيمفونية السورية لهذه الالتفاتة، بتصفيقاته ووقوفه أكثر من مرة… كما تذوق الجمهور من عبق الأصالة الشامية التي ميزها الوتر الدافئ والموسيقا الهادئة والحزينة..».
وفي مقالة تحت عنوان «سورية تعزف أمل العودة إلى الوطن على ركح بشطارزي» كتبها حسان مرابط في جريدة الفجر، قال فيها «… أسدل الستار على السهرة الأولى بعزف عربي سوري خاص طاف حول التراث العربي المشرقي والجزائري. وأعد أشهر المقاطع العالمية على خشبة بشطارزي التي احتضنت الأمل والحب معاً، فأدت أوركسترا سورية رغم جراح بلدها معزوفات جميلة كما عودت الجمهور العاصمي والجزائري الذي ألفها في خرجاتها الفنية ومشاركتها بالجزائر، وتألق كعادته ميساك باغبودريان الذي كرّم الفن الجزائري من خلال تأدية الجوق لأغنية الراحل دحمان الحراشي… ».
وفي مقال آخر كتب ح/سلامة في جريدة الموعد تحت عنوان «بلجيكا تبهر، روسيا تبدع وسورية تعزف لحن الأمل»، قال فيها: «امتزجت النكهة العربية بالأوروبية في سهرة اليوم الأول من فعاليات المهرجان الدولي السادس للموسيقا السيمفونية بمشاركة 19 دولة حيث صنع الأجواء الرائعة في مسرح بشطارزي أوركسترا بلجيكا وروسيا وسورية الجريحة بقيادة ميساك باغبودريان، والذي تألق وسيّر الأوركسترا بنجاح تام، عزف على إثره معزوفات عالمية من روائع الموسيقا الكلاسيكية وكتكريم للفن الجزائري أعاد بصيغة سيمفونية أغنية الراحل الحراشي «يارايح وين مسافر تروح تعيا وتولي» في إشارة واضحة إلى أن الشعب السوري لابدّ من أن يأتي يوم ويعود إلى وطنه الجريح… ».
تحرص السيمفونية الوطنية دائماً أن تقدم الأعمال السورية وخاصة في حفلاتها الخارجية لتعرّف العالم على الموسيقا السورية المعاصرة ولتنشر أسماء موسيقيينا بين مختلف الشعوب. وضمن هذا السياق وفي حوار مع جريدة «صوت الأحرار» الجزائرية يقول المايسترو ميساك باغبودريان: «ليست المرة الأولى التي تشارك الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية وتقدم عروضاً في الجزائر، وهذا شرف كبير لنا من أجل تعزيز التعاون الثنائي واللقاء الفني الراقي الذي تتيحه لنا مثل هذه المواعيد الاحترافية لكون الموسيقا لغة عالمية تقرب الشعوب وتؤسس علاقات إنسانية رفيعة، والمشاركة السورية تتمثل في تقديم نخبة من المقاطع المستلهمة من التراث الموسيقي السوري الثري والمتنوع والنابض وتالياً سنقدم مقاطع سورية بروح سورية ولغة عالمية هي لغة السيمفونية، وسوف يستمتع الجمهور الجزائري بالآلات الموسيقية الشعبية السورية على غرار آلة الناي والبزق..».
وصل تعداد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في المهرجان الدولي السادس للموسيقا السيمفونية في الجزائر إلى ما يقارب ثلاثين عازفاً، واعتمدت على العازفين المنفردين حيث رافقتها في هذه الجولة مجموعة من أمهر الموسيقيين السوريين منهم: العازف محمد نامق «التشيللو»، العازف محمد عثمان «البزق»، روبينا أرتينيان «فلوت»، وخماسي دمشق النحاسي المتكون من كل راني الياس ودلامة شهاب «الترومبيت» محمود العاقل «الترومبون»، فؤاد شيلغين «الهورن»، شربل أصفهان «التوبا» فضلاً عن بقية أعضاء الأوركسترا.
كعادته استطاع المايسترو باغبودريان أن يحقق نجاحاً آخر للموسيقا السورية على محفل دولي مهم وينافس بفرقتنا الوطنية السورية أكبر الفرقة العالمية ويرفع اسم وطننا عالياً، ويبرهن للعالم بأنه من هنا، من سورية كانت أول نوتة موسيقية، ومازلنا نستطيع أن نقدم وأن ندهش العالم بحضارتنا وثقافتنا وموسيقانا
Views: 4