بينما بدأت أحكام الإعدام الصادرة عن القضاء العراقي تطول مسلحي تنظيم داعش الإرهابي ممن شاركوا بعمليات إرهابية في سورية، أكدت تقارير أن السجون والمخيمات في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» تشهد إعادة هيكلة التنظيم لنفسه.
وفي
بيان نقله موقع «السومرية نيوز» العراقي، قال مجلس القضاء الأعلى في
العراق: إن «الهيئة الأولى في محكمة جنايات الكرخ نظرت (في) قضية أربعة
مدانين بالانتماء لعصابات داعش الإرهابية نفذوا عمليات إجرامية استهدفت
المواطنين الأبرياء بهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل العراق وسورية».
وأشار البيان إلى أن هؤلاء الإرهابيين تم استلامهم من «قوات سورية الديمقراطية-قسد».
والأسبوع الماضي، أعلن مصدر قضائي عراقي تسلم ملفات التحقيق مع 900 من
مسلحي داعش قادمين من سورية»، وذلك بعد أيام من تسلم العراق 200 معتقل
داعشي من «قسد» في رابع دفعة يتسلمها من العراقيين المحتجزين لدى «قسد».
وكانت تقارير إعلامية أكدت أن هناك اتفاقاً بين «قسد» والعراق تضمن أن تسلم
الأولى بغداد ما يقارب ألفي من مسلحي داعش العراقيين الموقوفين لديها على
دفعات.
من جهتها، نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن الباحث في مركز الأمن الأميركي
الجديد نيكولاس هيراس: أن داعش «انهزم كخلافة، لكن الحقيقة لا تخفي حجم
النفوذ الذي لا يزال يحظى به عبر شبكة عملاء قادرة على تنفيذ الأوامر»،
وذلك بعد أن أعلنت «قسد» في 23 آذار الماضي وقبلها أميركا إنهاء داعش في
شرق الفرات.
من جانبه، قال الباحث المتخصص في شؤون الإرهابيين تور هامينغ، من معهد
الجامعة الأوروبية ومقره إيطاليا: «يشكل التنظيم تهديداً مستمراً »،
معتبراً أن التنظيم «نشيط للغاية وسيبقى كذلك. والعدد المنخفض للقوات
الأميركية لن يحلّ بالكامل» هذه المعضلة، وذلك تعقيباً على إعلان الولايات
المتحدة إبقاء 400 جندي أميركي في سورية، وفق «أ ف ب».
وحول الإرهابيين الموجودين في سجون «قسد»، أوضح رئيس ما يسمى مكتب العلاقات
الخارجية في «الإدارة الذاتية» الكردية التابعة لـ«مجلس سورية الديمقراطية
– مسد» عبد الكريم عمر، أنه «طالبنا بتشكيل محكمة دولية لمقاضاة هؤلاء
الإرهابيين، كون الجريمة من عمليات القتل والسبي والتهجير والتدمير وقعت في
هذه المنطقة».
وزعم عمر «أولويتنا هي مقاضاة المجرمين»، من دون أن يحدد عددهم الإجمالي الدقيق.
ووفق هامينغ، «لا تملك سورية (قسد) ولا العراق الموارد أو الاستقرار السياسي لإدارة مثل هذا العدد الكبير من السجناء».
وبحسب «أ ف ب»، أعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكل السجون والمخيمات، حيث يوجد الإرهابيون وعائلاتهم، سبباً لانتعاش التنظيم مجدداً.
وذكّرت الوكالة بأن مركز صوفان للشؤون الأمنية حذر في تقرير نشره في 12
نيسان الجاري من خطر أن «تتحول مراكز الاعتقال إلى أرض خصبة» للمزيد من
التشدد، محذراً في الوقت ذاته من احتمال أن يحاول الإرهابيون الفرار من
السجون.
ويقطن في «مخيم الهول» بريف الحسكة أكثر من 73 ألف شخص في ظل ظروف معيشية
قاسية مع نقص في الغذاء واللوازم الصحية والأدوية، في حين تؤوي مخيمات شمال
شرق سورية 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الإرهابيين
الأجانب، يقيمون في أقسام مخصصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل
هذا العدد العراقيين، بحسب «أ ف ب».
وتأكيداً لتوقعات المراقبين، قالت صحيفة «واشنطن بوست» أن مجموعة من النساء
المواليات لداعش تقوم بترويع المدنيين الموجودين في «الهول» مطالبات
بالالتزام بالقواعد الصارمة التي كان يفرضها التنظيم على المدنيين الخاضعين
لسيطرته.
واستخدمت النسوة للتهديد عدة وسائل، منها تهديدهم بالقتل عبر التلويح
بالسكاكين، البصاق عليهم ورشقهم بالحجارة، وصولاً إلى إحراق خيمهم، وذلك
بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
ووفق مسؤولي الاستخبارات، أعاد الموالون للتنظيم هيكلة أنفسهم وشكلوا خلايا
داخل المخيم لفرض العقاب على الناس بطريقة منهجية، لافتين إلى أن هذه
الخلية قادتها نساء من مصر والمغرب وتونس.
Views: 3