السويداء-سانا
تجربة فنية واسعة الأفق قدمها الفنان التشكيلي برهان السعدي محولا بإزميله وإحساسه خامات مختلفة إلى منحوتات وتماثيل ناطقة تحاكي المكان والزمان والطبيعة.
السعدي الذي أبدع في واقعية أعماله أعطاها من روحه وحياته كما أشار لمراسلة سانا منطلقا من موهبته في الرسم التي ظهرت بعمر ست سنوات مستفيدا من تجارب جده وأعمامه الذين برعوا فيها ليثابر على تطويرها بروح شغوفة ويحول أفكاره لرسومات تحكي ما يدور بخاطره.
تجربته الأولى كانت تجسيد آدم وحواء أو سر الخليقة ومن ثم أعمال تناولت تراث البيئة الشعبية في المحافظة كما اتخذ من المرأة عنوانا لأعماله بوصفها على حد تعبيره الأم والأخت والحبيبة ومنها تتشكل كلمة وطن.
خامات متعددة من الرخام والخشب والجص والبازلت وأساليب متنوعة واقعية وسريالية وتعبيرية اشتغلها السعدي لتكون حياته رحلة تنوع فني بين الرسم والجداريات ومن ثم النحت مجسدا لوحات ومنحوتات تمثل الإنسان والطبيعة والتراث وتعكس في جوهرها صورا من الماضي على غير صعيد.
السعدي ابن مدينة شهبا يحمل في ملامحه وقلبه حبا وتشبثا بالأرض وبيئته وما تكتنزه من تراث إنساني وحضاري مطلقا العنان لخياله لتجسيد أي حالة وبأي وقت انطلاقا من أن ذاكرة الفنان تختزن الكثير من الصور والأحداث التي يستحضرها ويقرؤها حسب رؤيته الفنية والفلسفية تاركا قراءات العمل مفتوحة للمتلقي من خلال سيكولوجية اللون والخطوط والمنحنيات وتأثيرها على المشاهد.
وعن تجربته الفنية بين الفنان التشكيلي نضال خويص أن السعدي فنان موهوب يجيد صياغة موضوعاته ليبهر متذوقيه ويعرف جيدا كيف يوظف موضوعاته التشكيلية بأماكنها الملائمة وأما مصداقيته فيكتسبها من شغفه المستمر بعمله الجاد والمثابر الذي يرسخ مفهوم الانتماء لبيئته بكل رموزها وألوانها وسماتها الجمالية بصياغات مباشرة تؤدي غرضها ببراعة الفطرة.
يشار إلى أن الفنان برهان السعدي من مواليد شهبا عام 1959 وله أعمال مقتناة بالعديد من الدول وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين.
خزامى القنطار
Views: 1