تنطلق النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية الليلة بمباراة قمة بين بطلي العالم الأخيرين فرنسا بطلة مونديال روسيا 2018 وألمانيا بطلة مونديال البرازيل 2014 على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ.
وتحمل المواجهة أهمية كبيرة حيث ستكون فرنسا أمام تحدي إثبات الجدارة أمام منتخب أحرز اللقب العالمي عام 2014 بقيادة المدرب يواكيم لوف، وخيب الآمال في روسيا بالخروج من الدور الأول، دون أن يحول ذلك في تجديد الثقة بالمدرب نفسه لقيادة عملية إعادة البناء.
واستدعى مدرب "اليدوك" ديدييه ديشان إلى المباراة تشكيلة مماثلة لتلك التي خاضت غمار المونديال، سيغيب عنها حارسا المرمى القائد هوغو لوريس وستيف مانداندا بسبب الإصابة. أما لوف، فاستدعى لاعبين من الشبان وأبقى على بعض وجوه المونديال لاسيما الحارس مانويل نوير وزميله في بايرن ميونيخ توماس مولر، بينما استبعد لاعب خط وسط يوفنتوس الإيطالي سامي خضيرة. وسيكون الغائب الأكبر لاعب أرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل الذي اعتزل اللعب دولياً بسبب المعاملة "العنصرية" التي قال أنه شعر بها، على خلفية الجدل الكبير الذي أثير حول صورة الاعب التركي الأصل (وزميله إيلكاي غوندوغان) مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي مقابل الضغط في المباراة الأولى على لوف، يبدو ديشان الذي أصبح ثالث شخص في تاريخ اللعبة يحرز لقب المونديال كلاعب ومدرب (بعد الألماني فرانتس بكنباور والبرازيلي ماريو زاغالو)، مرتاحاً للمرحلة المقبلة.
وقال هذا الأسبوع: "عليك أن تحسن إدارة لقب بطل العالم، لكنه ليس حملاً أو عبئاً، بل العكس (…) مع الجوانب الإيجابية التي تضيفها صفة بطل العالم، أكان في الشق الرياضي أو الإنساني والنفسي، هذا دافع كبير" بالنسبة إلى المنتخب الذي يتألف من تشكيلة شابة بمعظمها.
وأضاف: "هذا لن يمنعهم من اختبار أوقات أكثر صعوبة، إلا أن ذلك لن يكون بالضرورة مرتبطاً بكونهم يحملون لقب أبطال العالم".
الاعتبارات الألمانية ستكون مغايرة في مباراة الليلة. فالمنتخب الذي خرج من الدور الأول في مونديال روسيا، كان سراباً للمنتخب الذي بناه لوف منذ توليه مهامه عام 2006، وقاده إلى نصف النهائي على الأقل في كل بطولة كبرى، إلى حين وقع المحظور في 2018.
ولا يُحسد لوف على موقفه، اذ أن المباراة الأولى لمنتخبه بعد التجربة المخيبة، ستكون في ميونيخ أمام "خليفته" على عرش كرة القدم العالمية.
وقال في تصريحات الأسبوع الماضي: "جميعنا مراقبون وتحت ضغط كبير. أنا مدرك لذلك"، مضيفاً: "لكني ما زلت مقتنعاً بمستوانا وقدراتنا. فريق كأس العالم كان جيداً جداً لكننا لم نقدّم المستوى المأمول".
في المقابل، يبدو بعض لاعبي المنتخب الألماني أمام تحد شخصي لإثبات أنهم لا زالوا مؤهلين للدفاع عن ألوان "ناسيونال مانشافت"، بعدما شكل أداؤهم الضعيف مفاجأة في النهائيات، ومنهم المهاجم توماس مولر.
واعتبر الأخير أن بدء مرحلة ما بعد المونديال بمواجهة منتخب من عيار بطل العالم يشكل فرصة مثالية لأن "فرنسا ليست أي منتخب. الفوز عليها سيكون خطوة هائلة نحو تخطينا الخسارة الهائلة التي منينا بها في الصيف".
إيطاليا لنسيان الغياب التاريخي
وتشكّل المسابقة الجديدة فرصة للتعويض لبلد آخر من الكبار في القارة أيضاً، وهو منتخب إيطاليا الذي غاب عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاماً، ما أدخله في أزمة عميقة عهد إلى روبرتو مانشيني بإخراجه منها.
وستكون مواجهة الضيف بولندا الجمعة، فرصة لمانشيني الباحث عن ضخ حياة جديدة في "الآتزوري"، لاسيما من خلال الاعتماد على لاعبين شبان بعضهم لم يرتد القميص الوطني بعد.
وشكا الدولي السابق هذا الأسبوع من قلة عدد اللاعبين الإيطاليين الذين يشاركون كأساسيين مع فرقهم، ما يؤثر على خياراته في مسعاه لإعادة بناء المنتخب المتوج بلقب كأس العالم أربع مرات.
وقال مانشيني: "لم يكن ثمة عدد قليل إلى هذا الحد من اللاعبين الإيطاليين في الملاعب"، مضيفاً: "الإيطاليون المتواجدون على مقاعد الاحتياط غالباً ما يكونوا أفضل من الأساسيين في بعض الأندية".
المشكلة نفسها يبدو أنها بدأت تؤرق مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت الذي أوصل منتخب "الأسود الثلاثة" إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، بالاعتماد على تشكيلة عمادها اللاعبون الشبان.
وحذّر ساوثغيت الذي يستضيف إسبانيا السبت على ملعب ويمبلي في لندن، من أن تراجع عدد اللاعبين الإنكليز في أندية الدوري الممتاز، قد يدفعه إلى بدء البحث عن لاعبين للمنتخب في أندية الدرجات الأدنى.
إلى ذلك، تخوض البرتغال مباراتها الأولى ضد إيطاليا في 10 أيلول/سبتمبر، بغياب نجمها كريستيانو رونالدو الذي طلب إعفاءه من خوض المباريات الدولية حالياً للتركيز على ناديه يوفنتوس الإيطالي الذي انضم إلى صفوفه هذا الصيف من ريال مدريد الإسباني.
أما كرواتيا وصيفة فرنسا في المونديال، فتخوض مباراتها الأولى في 11 أيلول/ سبتمبر ضد إسبانيا، والتي ستكون الأولى للمدرب الجديد لـ "لا روخا" لويس إنريكي.
المصدر : أ ف ب
Views: 1