أوضحت رئيسة فريق رصد حالات التشرد والتسول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فداء دقوري، أنه أثناء الجولات الليلية التي يقوم بها الفريق في حدائق دمشق والبحث عن المشردين تبيّن وجود مجموعة (شبكة) من الشباب يبلغ عددهم 13 شخصاً يقومون بممارسة الأفعال غير الأخلاقية ضمن الحديقة الكبيرة في منطقة المرجة وهم في حالة سُكر شديد.
حيث قام الفريق بتسليمهم إلى القضاء لأن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ليس من مهامها محاسبة هؤلاء, مضيفة أن تلك الحدائق كانت تجمّعاً كبيراً للمشردين وبعد أن قامت الوزارة بإخلائها منهم لجأ إليها أولئك الأشخاص لممارسة الأعمال المنافية للأخلاق.
وتساءلت دقوري في حديثها لصحيفة تشرين عن دور محافظة دمشق للحد من تلك المشاهد التي بدأت تظهر وبكثرة في الحدائق العامة، مبينةً أنه يجب على المحافظة تكثيف المراقبة بشكل أكبر على الحدائق العامة لما للدعارة من خطر على المجتمع كخطر التسول تماماً, وأشارت دقوري إلى أنه مازالت ظاهرة التسول تواجه صعوبات كثيرة، أهمها التأخير في تعديل القانون 16 الخاص بالتسول الذي يمنع إيقاف المتسول لأكثر من 6 أشهر وبعدها يخلى سبيله من دون التنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة أوضاعهم كإيداعهم في مراكز التسول التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وبينت دقوري أن المواطنين لن يلمسوا تغييراً في تحسن تلك الظاهرة لأن المتسول يقوم بإعادة تدوير نفسه من خلال التساهل بالتعامل معه من قبل القضاء الذي لا يوجد تنسيق بينه وبين الوزارة، مشيرة إلى أن أكثر حالات التسول التي يتم أخذها من الشارع هي حالات متكررة تم أخذها من قبل.
وأضافت دقوري أنه توجد ثلاثة مراكز كبيرة في دمشق وريفها لاحتواء المتسولين والمشردين، حيث يتسع مركز الكسوة لأكثر من 500 متسول, لكن دائماً ما يتم الاصطدام بقرارات القضاء بإخلاء سبيلهم من دون إحالتهم إلى المركز عبر كتاب استيداع نظامي يجنب الوزارة المساءلة عن كيفية إيقافهم, مؤكدة أن الاستيداع يفتح المجال أمام مراكز التسول والتشرد لتعليم هؤلاء مهناً مختلفة تقيهم من الشارع ومن أسباب العودة إليه, لافتةً إلى أن المتسول والمتشرد يعتبران ضيفاً لدى المركز ولا تستطيع الوزارة فعل أي شيء حيال ذلك ما يؤدي إلى ضياع جهود الوزارة وتقديمها أمام المواطنين على أنها غير متعاونة في مكافحة هذه الظاهرة.
Views: 14