يحذر خبراء في الصحة العامة وباحثون ومصنّعون أميركيون من أن موسم الإنفلونزا القادم قد يؤدي إلى تفشي مشكلة تنفسية “مزدوجة” في الولايات المتحدة، تماماً كما يُتوقع أن يؤدي الخريف والشتاء إلى تفاقم انتشار كوفيد-19، لكنهم يأملون في أن تحدث التغيرات السلوكية التي يتم نهجها للوقاية من الفيروس المستجد تأثيراً على انتشار الإنفلونزا أيضاً.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 15 أغسطس/آب 2020، فإن الباحثين يجمعون على أن الاستراتيجيات المطبقة حالياً لمنع انتقال كوفيد-19- أي غسل اليدين وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي- يمكن أن تساعد أيضاً في الحد من تفشي الإنفلونزا، إذا كان الأميركيون مستعدين للالتزام بها.
عدوان اثنان: يقول الدكتور ويليام شافنر، المدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في تينيسي: “سنواجه موسماً من فيروس تنفسي مزدوج، الإنفلونزا وكوفيد”.
فموسم الإنفلونزا يبلغ ذروته عادة بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط في نصف الكرة الشمالي. وتسبب في ما يقدر بنحو 61 ألف حالة وفاة و810 آلاف حالة دخول إلى المستشفى عام 2019 في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
بالمقارنة، تسبب كوفيد-19 في وفاة أكثر من 166 ألف شخص في الولايات المتحدة قبل نهاية العام بأشهر، وفقاً لمركز Coronavirus Resource بجامعة جونز هوبكنز. وكما أدى إلى دخول ما يقدر بنحو 293 ألف حالة إلى المستشفى بين مارس/آذار ومايو/أيار عام 2020، وفقاً لشركة استشارات الرعاية الصحية Avalere.
هذه الوفيات والإصابات، حدثت أيضاً رغم الجهود الهائلة -مثل إغلاق أجزاء كبيرة من الاقتصاد الأمريكي- التي اُتخذت لإبطاء مسار الفيروس.
سلاح واحد: وفي حين أن موسمية الإنفلونزا ليست مفهومة بشكل واضح، فطريقة انتشارها موثقة جيداً. إذ تنتقل الإنفلونزا بالطريقة نفسها التي ينتشر بها فيروس كوفيد-19: السعال والرشح والعطس من مسافة قريبة في الأماكن المغلقة وفي الأماكن المزدحمة. ولهذه الأسباب، تعد إجراءات التباعد الجسدي فعالة مع الإنفلونزا وكذلك كوفيد-19 ونُفذت خلال جائحة الإنفلونزا الفتاكة عام 1918.
يقول الدكتور ريتشارد كينيدي، المدير المشارك لمختبر أبحاث اللقاحات في Mayo Clinic، إنه عندما بدأ انتشار كوفيد-19 المجتمعي في الولايات المتحدة في مارس/آذار، أدت عمليات الإغلاق الواسعة النطاق إلى تقليص موسم الإنفلونزا ما بين “4 و6 أسابيع” عام 2020.
وقال كينيدي إن ذلك كان “على الأرجح نتيجة مباشرة للتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والإغلاق”. وتحدث ظاهرة مماثلة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يبدأ موسم الإنفلونزا الشتوية في التراجع الآن. وشهدت بلدان مثل تشيلي تراجعاً في انتقال الإنفلونزا.
يقول كينيدي: “هل سنرى الشيء نفسه هنا؟ الجواب، إذا ارتدينا الكمامات والتزمنا بالتباعد الجسدي، نعم. وإذا التزمنا بالإغلاق، نعم. لكنني لا أعرف ما إذا كان الأميركيون سيفعلون أياً من هذه الأشياء أو كلها”.
وتابع قائلاً: “نحن نرى أناساً يريدون فتح الاقتصاد بغض النظر عن المخاطر. ثم نرى أناساً يقولون: “نريد فرض الإغلاق ولا نهتم إذا انهار الاقتصاد””.
السيناريو الأسوأ: وقد يؤدي تفشٍّ هائل للإنفلونزا إلى الضغط على المستلزمات والفحوصات والقوى العاملة المحدودة أصلاً، وكلها ضرورية لمكافحة كوفيد-19. كما يمكن أن يثير الارتباك، حيث قد يندفع المرضى الذين يعانون من الحمى والسعال جراء إصابتهم بالإنفلونزا إلى غرف الطوارئ في المستشفى خوفاً من أن يكونوا مصابين بكوفيد-19.
يقول الدكتور ليونارد فريدلاند، مدير الشؤون العلمية والصحة العامة في قسم اللقاحات في أميركا الشمالية بشركة GlaxoSmithKline والعضو في اللجنة الاستشارية الوطنية الأميركية للقاحات: “ليس لدينا علاجات لعلاج كوفيد أو الوقاية منه، وليس لدينا لقاحات للوقاية من كوفيد حتى الآن. لكن ما لدينا هو لقاحات يمكن أن تساعد في الوقاية من الإنفلونزا، ولقاحات الإنفلونزا تحدث فرقاً هائلاً في تخفيف الضغط على نظام المستشفيات لدينا”.
Views: 1