ثناء عليان
“سوا منزرعها” هو عنوان العرض التشكيلي الذي أقيم اليوم – السبت في المركز الثقافي في الدريكيش بالتعاون مع مركز أحمد خليل للفنون ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
عن فكرة المعرض قال الفنان أحمد خليل في تصريح خاص لـ “تشرين”: المعرض جاء من وحي جرائم الحرائق التي أتت على رزق الناس وأراضيهم، ومؤكداً أن هذه الحرائق حدثت بفعل فاعل وهو مخطط ممنهج تخريبي، ومن هنا اجتمعنا انا وبعض طلابي وفنانين محترفين لإقامة ورشة عمل خاصة بهذه الفاجعه الكبيرة، ومن ثم إقامة معرضنا هذا تحت عنوان “سوا منزرعها”، لأن المتعارف عليه أن الذي ينتج هو المجموعة أكثر من الفرد وكنا السباقين بهذه الخطوة، ومن مبدأ حساسية الفنان المرهفة تجاه ما يجري حوله من أحداث وتوثيق للتاريخ، فسلاحه هو الريشة واللون كما الكاتب سلاحه القلم والفلاح سلاحه المعول، من هنا نقول: إننا نستطيع أن نزرعها ولأولادنا مهمة إكمال الطريق.
واشار خليل إلى أنه في العام ٢٠٠٢ أتت الحرائق على عشرات الدونمات في رأس البسيط وقد تمت الموافقة حينها على إقامة ملتقى دولي للرسم والنحت تحت مسمى /ملتقى الشجرة التشكيلي الاول/ وبعد موافقة الجهات المعنية ووزير الزراعة ومدير عام الحراج آنذاك انطلق الملتقى العالمي الذي شاركت فيه عشرين دولة عربية وأجنبية وكان للفنان السوري الدور الأكبر في المشاركة، وخلال شهر تحولت الغابة إلى متحف في الهواء الطلق، حيث قمنا بإعادة الحياة للأشجار المحروقة بتحويلها لتماثيل وأشكال فنيه.
ودعا خليل المجتمع الاهلي للتعاون مع الجهات العامة والخاصة لفعل شيء وتحويل الأراضي التي احترقت في الساحل السوري الى متحف طبيعي، وإعادة زراعتها من جديد بأنواع مهجنة وجديدة من الأشجار، وطلب من كل زائر أو سائح أو مواطن أثناء زيارته لهذه المناطق المنكوبة أن يصطحب معه غرسة يضعها قرب شجرة منكوبة ويد بيد وبزمن قصير تعود غاباتنا أجمل مما كانت عليه “وسوا نزرعها” مع قائدنا وشعبنا وجيشنا وأهلنا كي نعطي للجيل القادم الصورة الأجمل والأنقى، كما دعا خليل الفنانين في جميع أنحاء سورية إلى زيارة المناطق المنكوبة بالحرائق، متمنياً عليهم أن يصطحبوا معهم لوحة وغرسة لزراعتها في ساحلنا الجميل.
وأضاف خليل: قمنا بمشاركة عدد من الأطفال في ورشة العمل والمعرض بهدف إيصال رسالة إلى الجيل الجديد بأن الشجرة هي أكثير الحياة، لافتاً إلى أن المعرض يضم 40 لوحة فنية مرسومة بتقنيات فنية مختلفة، باستخدام الألوان الزيتية والمائية وقلم الرصاص ومواضيع اللوحات مستمدة من الحرائق التي حدثت مؤخراً في سورية، وأكد أنه سيتم بعد المعرض غرس أشجار بعدد المشاركين، وسيتم تكريم الجميع بشهادات مشاركة رسمية.
أما الفنانة ليال بو حسن وهي أحدى المشاركات بالمعرض فقالت: إيماناً من أن الكل يحمي وطنه بمهنته وإبداعه، قمنا بورشة عمل ونحن نتابع على شاشة التلفزة الحرائق، حيث اتخذنا من مقولة السيد الرئيس كلمة “سوا” لتكون عنواناً لمعرضنا هذا “سوا منزرعها” حيث استضفنا فيها مجموعة من الاطفال للمشاركة لأن الطفل يشبه تلك الغرسة التي سنغرسها لاحقاً.
ودعت بو حسن جميع الفنانين والفنانات لزيارة المناطق المنكوبة التي تضررت من الحرائق للمساهمة بإعادة الجمال للطبيعة من خلال مشاركتهم بلوحة وغرسة، وتمنت من مديرية الحراج والزراعة إقامة الملتقيات والتعاون مع الفنانين ودعوتهم للمشاركة في هذه الملتقيات لرسم لوحة سورية الأم وللمساهمة في تحويل الغابات المحروقة إلى معرض فني دائم، لافتة إلى أن يتم الآن التحضير لرحلة باتجاه المناطق المنكوبة استكمالاً لهدف المعرض.
الفنان سلمان سلامي المشارك بلوحة مشغولة بتقنية الغرافيك تجسد شجرة محروقة لكنها أثمرت من جديد، بيّن أن رغبته بالمشاركة جاءت من رحم الفاجعة التي ألمت بأراضنا وأشجارنا وطبيعتنا وجغرافيتنا الخضراء، وقال: رأيت بصيص الأمل في هذا المعرض الفني ومن طبيعتي كفنان يتأثر بما يحيط به من أحداث، رأيت أنه من واجبي أن أشارك بهذا المعرض كرد راقي على هذه الحرائق التي هي برأي عمل تخريبي ممنهج ومقصود.
وأضاف: مشاركتي جاءت من أمل في داخلي بأن هذا المعرض سيكون له صدى وتأثير في النفوس والضمائر لإعادة إحياء هذه الأراضي والأشجار المحروقة لتعود خضراء يانعة كما كانت، متمنياً من كل فنان في سورية المساعدة ولو بغرسة أو لوحة لتنبعث من رماد تلك الحرائق لوحة فنية خضراء جميلة أبدعتها يد الخلاق من أشجار وغابات وأحراج.
Views: 2