هل تطوف حافلة "الديوك" في عاصمة الأضواء بعد 20 عاماً على لقبها المونديالي الأول؟
"الديوك". لقب المنتخب الفرنسي. قلّما صاحت مؤذنة بكأس تطوف عاصمة الأضواء، باريس، التي في سان دوني، إحدى ضواحيها، عانقت أيادي الفرنسيين، الذهب المونديالي، للمرة الأولى واليتيمة. يومها، في عام 1998، كانت البطولة من حظّ المُضيف المُتسلّح بجيلٍ مُميَّز، من بارتيز وبلان إلى ديساييه وزيدان، يقودهم الناخب إيمي جاكيه. الجيل عينه، حدت به قوّته إلى نيْل لقب كأس أوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا. كان ذلك للمرة الثانية في تاريخهم، بعد فوزهم بـ "يورو 1984" عندما كانوا هم أيضاً أصحاب الدار.
ركبت فرنسا سفينة الخوض في كأس العالم منذ البداية، فكان بلد العطور من ضمن الفرق الأوروبية الأربعة التي شاركت في مونديال الأوروغواي 1930. وبعدها بثماني سنوات، كلّفت فرنسا باستضافة البطولة، آخر نسخة قبل انطلاق مدافع الحرب العالمية الثانية. وقتها، عبَر "الديوك" إلى رُبع النهائي، وأخرجتهم إيطاليا التي توِّجَت باللقب على حساب المجر في النهائي.
——–
1982 .. باتيستون و"السفّاح"
بعد الحرب، أقيمت 17 نسخة من المونديال وصولاً إلى 2014، غابت فرنسا عن ستٍ منها هي 1950، 1962، 1970، 1974، 1990 و1994. وبين هذه السنوات، دوَّنت فرنسا مشاركتين لافتتين، ذهبت خلالهما بعيداً. ففي مونديال إسبانيا 1982، وصلت فرنسا إلى نصف النهائي لتواجه ألمانيا الغربية في ملحمة "رامون سانشيز بيزخوان" في إشبيلية. عندها، شهِدَ اللقاء تدخلاً عنيفاً من "السفّاح" توني شوماخر على باتريك باتيستون، كاد أن يودي بحياة الأخير. وبعد تعادل بثلاثة أهداف لمثلها، وصلت الأمور إلى ضربات الجزاء، لتُحسَم لصالح "الماكينات" بنتيجة 5-4.
وفي المكسيك 1986، كرَّرت ألمانيا الغربية إقصاءها لفرنسا ميشال بلاتيني ولويس فرنانديز، هذه المرة بهدفين نظيفين في غوادالاخارا.
—–
فرنسا البطلة .. والخروج من المجموعات
قرَّرت المستديرة أن تبتسم للفرنسيين أخيراً، وعلى أرضهم، لتكون الفرحة فرحتين. فعقب غيابها عن مونديالين، صاحت "الديوك" في سان دوني، مُعلنةً فوزها باللقب الذي طال انتظاره، بثلاثة أهداف في مرمى البرازيل – المتألّقة بنجومها رونالدو وريفالدو ودينيلسون – تناوب على تسجيلها زين الدين زيدان وإيمانويل بوتي.
إلا أن القدر يغيظه دوام الفرح، ليقع ما لم يكن في الحسبان. بدأت القصة بمفاجأة كبرى سجّلتها السنغال، بفوزها على "الديوك" بهدفٍ نظيفٍ من نصيب بابا بوبا ديوب، ثم تعادل سلبي مع الأوروغواي فخسارة جديدة أمام الدنمارك. والمُحصّلة؟ فرنسا بطلة العالم وأوروبا، تخرج من دور المجموعات في مونديال 2002.
—-
زيدان يُطرَد ومعه آمال الفرنسيين
على موعدٍ مع بطولةٍ كبرى جديدة كانت فرنسا في ألمانيا 2006. اتّسم مسارها بالصعوبة، فلم تكن الأدوار الإقصائية هيّنة عليها، فها هم "الديوك" يطيحون بإسبانيا بثلاثيّة في دور الـ 16، وبعدها جاء دور برتغال فيغو وكريستيانو رونالدو، النجم الصاعد حينها، في نصف النهائي. وبين المنتخبين الأوروبيين، واجهت فرنسا أبطال العالم، البرازيل، فتكفّل "الغزال" الأسمر تيري هنري بتجريد "السيلساو" من عرشهم.
وفي النهائي، كان الموعد مع إيطاليا. وببرادة الخِبرة، وضع زيدان ركلة الجزاء في مرمى المُخضرَم جيانلويجي بوفون. ثم عادَل ماركو ماتيرازي للـ "الآدزوري". وفي الشوطين الإضافيين، تقدّم "زيزو" صوب ماتيرازي، ونفّذ "نطحته" الشهيرة، بعد أن تلقّى إهانة من الأخير. وهكذا، ختم الجزائري الأصل، مسيرته الكروية الحافلة، مطروداً ومعه أحلام الفرنسيين التي تكسّرت في ضربات جزاء ابتسمت للأزرق.
وفي المُلحق الأوروبي المؤهّل إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، ظهر هنري مجدّداً، فاشتهرت يده هذه المرة التي تلقّف بها الكرة ومرّرها لويليام غالاس فأسكنها شباك جمهورية أيرلندا مؤهِّلاً بلاده إلى نسخةٍ كانت أشبه بكابوسٍ خرجوا منها من دون تجاوز دور المجموعات.
مجدّداً، كان الموعد في الإقصاء من ألمانيا، في ربُع نهائي هذه المرة لمونديال البرازيل 2014 بهدف ماتس هاملس الذي أسكنه مرمى هوغو لوريس.
على أعتاب مونديال روسيا 2018، تبدو فرنسا قادرة على الخوض في منافسةٍ كبيرة، بعد أن وصلت نهائي كأس أوروبا 2016، بقيادة ديدييه ديشامب ونجوميّة أنطوان غريزمان مدعومً ببول بوغبا وبليز ماتويدي ونغولو كانتي. فهل تصيح "الديوك" مجدداً؟
المصدر : الميادين نت
Views: 1