أكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود “تطورات إيجابية غير معلنة” حول تطور علاقات كيانه بالأنظمة العربية ما يثبت مضي هذه الأنظمة في خطوات التطبيع مع الكيان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
إعلان نتنياهو يأتي بعد أيام قليلة على تنفيذ الولايات المتحدة قرارها المشؤوم بنقل سفارتها لدى كيان الاحتلال إلى القدس المحتلة في تجاهل للقانون الدولي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتزامنا مع الذكرى السبعين للنكبة لتكون هذه الخطوة حلقة ضمن سلسلة المخطط الأمريكي المسمى “صفقة القرن” الرامي لتصفية القضية الفلسطينية بمباركة وتواطؤ مشيخات الخليج.
ونقلت صحيفة هآرتس عن نتنياهو قوله تعليقا على الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الجامعة العربية الذي عقد في القاهرة أمس لمناقشة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.. “نرحب بمناقشة (أبناء اسماعيل) يقصد (العرب) لموضوعنا المهم وبالرغم من المشكلات الرئيسية التي تسببوا بها لنا إلا أن هناك تطورات إيجابية لا يعرف عنها أحيانا الرأي العام لكنها مفاجئة”.
وأضاف.. “الأمور السلبية معروفة لكن الأشياء الإيجابية معروفة بصورة أقل بكثير ونحن نتعامل مع ما هو سلبي فيما يخص أبناء إسماعيل لكننا في الوقت ذاته نبحث عما هو إيجابي”.
وأكدت مصادر دبلوماسية لصحيفة هآرتس أن نتنياهو كان يقصد بـ “الإيجابية” تطور علاقات “إسرائيل” مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات على الرغم من أنه لم يحدد أسماءهما مبينة أن “نتنياهو يعتز بهذا الأمر”.
وكان نتنياهو أكد في تشرين الثاني الماضي وجود تعاون سري مع بعض الأنظمة العربية وقال “هو بشكل عام أمر سري إلا أنني واثق من أن العلاقات معهم ستستمر بالنضوج” بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان زار على رأس وفد من نظامه كيان الاحتلال سرا مطلع أيلول الماضي.
يشار إلى أن السعودية وافقت في آذار الماضي على السماح للخطوط الجوية الهندية باستخدام مجالها الجوي في الرحلات المتوجهة إلى إسرائيل والقادمة منها ووصف نتنياهو هذا التطور ب”الحدث التاريخي الذي حصل بفضل عمل طويل الأمد وراء الكواليس” في حين أقر بن سلمان في حوار مع مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية مؤخرا بوجود مصالح مشتركة بين بلاده وكيان الاحتلال إضافة إلى الأردن وممالك ومشيخات الخليج معتبرا أن “(إسرائيل) تملك اقتصادا كبيرا مقارنة بحجمها وهذا الاقتصاد متنام وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معها”.
في سياق متصل كشف وزير البيئة الإسرائيلي زئيف إلكين أن بعض الدول الإسلامية مهتمة جدا بتطوير العلاقات مع إسرائيل مبينا أن “بعضها يفعل ذلك علناً والبعض الآخر وراء الكواليس”.
وقال إلكين في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية: “إسرائيل لا تستبعد أن تستدعي عدة دول أخرى سفراءها بسبب عواقب قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس.. ربما يسحب بلد آخر أو اثنان السفراء لكن معظم الدول تهتم اليوم بتطوير العلاقات مع إسرائيل”.
يشار إلى أن رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي غادي ايزنكوت أعلن في مقابلة حصرية مع موقع إيلاف السعودي أن النظام السعودي لم يكن يوما عدوا لكيانه لافتا إلى وجود مصالح مشتركة كثيرة تجمع إسرائيل مع السعودية وخصوصا في مواجهة إيران في حين كشف وزير الحرب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أن كيانه يجري اتصالات مع عدد من الأنظمة العربية وأن “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وثمة تفاهم على نحو 75 بالمئة من الأمور” داعيا مسؤولي هذه الأنظمة لزيارة “إسرائيل” كما فعل أنور السادات.
جمعة الجاسم
Views: 3