وكالات | حمل انتقاد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن مدينة عفرين يجب أن يتم تسليمها للحكومة السورية، بوادر خلاف روسي تركي حول مصير المنطقة الخاضعة للاحتلال التركي ونوايا أردوغان بمواصلة هذا الاحتلال.
وأول من أمس طالب لافروف أردوغان بتسليم عفرين للحكومة السورية، وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكى سراج الدين أصلوف، في موسكو: «لن يصرح الرئيس أردوغان يوماً أن تركيا تريد احتلال عفرين، ونحن ننطلق دائماً من حقيقة أن أسهل طريقة لتطبيع الوضع في عفرين الآن، بعدما قال الممثلون الأتراك إن الأهداف، التي تم تحديدها هناك تحققت، تكمن في إعادة تلك الأراضي إلى سيطرة الحكومة السورية».
وكانت أنقرة شنت عدواناً في 20 كانون الثاني الماضي على عفرين انتهى في الشهر الماضي، باحتلال كامل منطقة عفرين وطرد مسلحي «وحدات حماية الشعب» الذراع العسكرية لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي منها.
وبحسب وكالة الأناضول التركية، قال أردوغان أمس، تعليقاً على تصريحات لافروف: «هذا الموقف خاطئ جداً، نحن نعلم جيداً لمن سنعيد عفرين».
وفي تصريحات للصحفيين، عقب اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة التركية أنقرة: أضاف أردوغان: «سنسلم عفرين إلى سكانها عندما يحين الأوان، ونحن من يحدد هذا الوقت وليس السيد لافروف»، معتبراً أنه «يجب الحديث أولاً عن تسليم المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الدول الأخرى إلى سورية، فعبارة أن النظام هو الذي سلّم تلك المناطق إلى الدول الأخرى، لا تطمئن تركيا» على حد قوله.
بدوره، قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي: إن بلاده ستواصل اتخاذ إجراءات في منطقة عفرين إلى حين القضاء على كل التهديدات «الإرهابية» هناك.
وحسبما نقلت وكالة «رويترز»، قال جانيكلي للصحفيين في البرلمان إنه سيجري تسليم عفرين لحكومة مركزية سورية ستتشكل بعد إجراء انتخابات بعد القضاء على التهديدات «الإرهابية» في المنطقة.
وجاء حديث أردوغان وجانيكلي بعد يوم واحد من تصريحات لنائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة، بكر بوزداغ، أكد فيها أن بقاء القوات المسلحة التركية في منطقة عفرين غير دائم، زاعماً أن القوات التركية ليست محتلة في عفرين، وأن بقاءها في المنطقة غير دائم.
وأوضح، «أن تركيا ستسلم المدينة إلى سكانها الأصليين كما فعلت في المنطقة التي طهرتها بعملية درع الفرات وهم بدورهم سيقومون بإدارة المدينة وتلبية احتياجاتها عبر المجلس الذي سيشكلونه، وستقدم لهم تركيا كل أنواع المساعدة»، وزعم بوزداغ «أن سورية تعاني من فراغ في السلطة».
وكانت أنقرة سلمت إدارة المناطق التي احتلتها بعمليات «درع الفرات» إلى ميليشيات مسلحة تأتمر بأمرها، وليس كما تدعي إلى سكان المنطقة الأصليين.
ويأتي تراشق التصريحات بين موسكو وأنقرة بعد أيام على استضافة أنقرة قمة ثلاثية جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني حسن روحاني وأردوغان، بحثوا خلالها تطورات الأزمة السورية باعتبار الدول الثلاث ضامنة لمساري أستانا وسوتشي للحوار السوري السوري.
في غضون ذلك لفت موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أن بلدة تل رفعت في شمال مدينة حلب «تشهد حالة من الترقب الحذر، إثر أنباء تتحدث عن إمكانية اقتحام الجيش التركي لها».
وجاء حديث الموقع الروسي في ظل أنباء كشفت عن تفاصيل اجتماع عقد في المجمع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، الخميس الماضي، جمع قيادات من الميليشيات المشاركة في العدوان التركي على عفرين وأردوغان، بحضور عدد من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي آكار.
ونقل موقع إلكتروني داعم للمعارضة عن قائد ميليشيا «تجمع أحرار الشرقية» أبو حاتم شقرا، الذي كان حاضراً في الاجتماع: أن «أردوغان لدى تطرقه للتطورات العسكرية السورية، توجه إلينا نحن أبناء المحافظات الشرقية السورية بالحديث لطمأنتنا بأنه سيتم طرد حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) ووحداتها الكردية من كامل الأراضي السورية».
وأضاف أبو شقرا، الذي تنحدر أغلبية عناصر ميليشياته من دير الزور وريفها: إن أردوغان وعد بطرد الميليشيات الكردية من منبج والرقة، وصولاً إلى دير الزور.
Views: 0