البلاد. عبد الرحمن جاويش
نتيجة الأوضاع المعيشية التي يعيشها المواطن في هذه الظروف, الكثير من الأسر السورية بدوا يغيرون عادتهم في التسوق و الشراء و الاختصار في الكثير من الكماليات, فهذا التغيير حسب خبراء اقتصاديين انتقل ليشمل شريحة كبيرة من المجتمع بسبب الغلاء الفاحش بمستلزمات الأسرة السورية, معتبرين أن هذا التغيير الطارئ جاء قسريا كما وصفوه, فالكثير من العائلات بدأت تقتصر شراء الحاجيات الضرورية فقط و المضطرين عليها, و حتى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة امتنعوا عن شراء بعض الأدوية مما أثر على صحتهم, نتيجة ارتفاع أسعار الأدوية والبعض اختصر شراء الخضروات لمدة أسبوع, و امتنع عن شراء الفواكه و تبديل الجوال, و تبديل أشياء تعود أن يبدلها أو يجددها, فهذه الأشياء لم تعد ضرورة للأسرة فالضروري شراء مادة الخبز و قوت يومهم من الغذاء, و من وجهة نظر الخبراء أن هذا التغيير جاء نتيجة للظروف المادية القاسية للمواطن, الذي جعل من بعض فئات المجتمع أن تعتمد سياسة المقاطعة للأسواق و العزوف عن شراء الألبسة و الأحذية, و شراء الفواكه أو الخضار بالحبة للضرورة القصوى و بتكاليف معقولة,
عادة جديدة
هل تأقلم المواطن السوري مع هذه الأوضاع البلاد التقت بعض المواطنين تحدث منهم طالب جامعة الذي قال أن مصروفه في الجامعة لا يكفيه طول الشهر, و اضطر لإلغاء بعض الحاجيات الخاصة بالجامعة و حتى وجبة الطعام اليومية ألغاها, هذا الطالب غير من عادته الشرائية نتيجة ارتفاع أسعار الكتب و النوطات و القرطاسية و الأطعمة و غيرها, و أصبح يشتري ما يلبي احتياجاته في الجامعة, وحسب الآراء الاقتصادية أن بتغيير العادة الاقتصادية لطالب الجامعة اثر سلبا على دراسته الجامعية,مواطنة قالت غيرنا عادتنا الشرائية نتيجة ارتفاع الأسعار و أجبرنا على إلغاء الكماليات و لم نعد نشتريها أبدا و هذا ينطبق على كل فرد من الطبقة الفقيرة و ذو الدخل المحدود , فالذهاب إلى مطعم أو رحلة على البحر مثلا أصبح من المنسيات, ونوفر المبالغ للغذاء قدر الإمكان و ينقصنا أشياء كثيرة في المنزل لا نستطيع شرائها لذلك قاطعنا أسواق الألبسة و الحاجيات الفردية و أجبرنا على الحفاظ على الحذاء و البنطال و إصلاحه عند الخياط, و تقول إن أزمة الغلاء غيرت الكثير من العادات لدى الأسرة, تقول ربة أسرة مطلوب منا التأقلم بهذا الوضع نحن الكبار نستطيع التحمل أما الطفل لا يمكن إن يحرم من ابسط الأشياء و هذا ظلم, و لم نستطيع فالطفل لا يعرف التوازن ما بين تامين حاجته و الدخل و المصروف و مستوى الأسعار , فانا أم يجب أن اعمل على تامين حاجة أولادي
. محامي قال أن من العادة أن أمر للسوق يوميا و اشتري الفواكه و الأكلات الطيبة لأطفالي الصغار و بعض الحاجيات للمنزل, و نتيجة الأوضاع الحالية اختصرت شراء من الأشياء المذكورة و لم استطيع إلغاء الأكلات الطيبة للأطفال ورغم ذلك البسكويت و الشوكولا و الملبس ارتفع سعره فكيف لعائلة فقيرة لديها خمسة أطفال أن تشتري بسكوتة أصبح سعرها 400 ليرة و لا تكاد تشبع الطفل, سيدة تعمل بالقطاع الخاص لدى منشاة سياحية تتقاضى راتب 200 ألف بالشهر قالت من الصعب تلبية حاجات منزلي و ألغيت بعض الكماليات من ميزانيتي مثل الموالح و الحلويات و بعض الألبسة, وتغيير العادة الاستهلاكية حتى للعاملين بالقطاع الخاص أصبح ضرورة ليكفي الراتب طيلة أيام الشهر, موظفة مصرف اختصرت شراء اللحمة التي كنت اشتريها كل شهر قبل غلائها و اختصرت الفواكه و الحلويات و اشتري طبخة ليومين لتخفيف المصروف ,
رأي اقتصادي
أستاذ في قسم الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور علي كنعان قال أن الأوضاع المالية الضيقة التي يمر بها الناس و خاصة الشباب و الشابات و حتى الأطفال جعلتهم يغيروا مزاجهم الاستهلاكي الحياتي المعيشي و مجبرين على هذا الأمر مكرهين, و لاشك أن هؤلاء الشباب الذين يفقدون دخلهم و يغيرون عادتهم الاقتصادية و خاصة في الأزمات هم أكثر تأثرا بها فالعزوف عن شراء ما يحتاجونه مشكلة كبيرة بالنسبة له, و أشار كنعان إن غلاء المعيشة أدى إلى التغيير في عادات الناس الاقتصادية الشرائية و من وجهة نظر الدكتور كنعان, إن المواطن السوري اصطدم بارتفاعات الأسعار في كافة المواد و خاصة مستلزماته الشخصية و هذا ما جعله أن يغير عادته الاستهلاكية و جاء هذا في ضوء الظروف الحالية والتضخم وارتفاع الأسعار الفاحش في جميع السلع والخدمات ومتطلبات الإكساء والنقل والاستئجار وغيرها و يرى أن على كل أسرة أن تضبط ميزانيتها بالورقة والقلم كي لا تلجأ لقضايا بغنى عنها ،ويتوجب على ربات البيوت تعلم كيفية تقسيم الميزانية في حدود الاحتياجات، مع التأكيد على أن وضع ميزانية للإنفاق في الأسرة ضروري لأنها تساعد على معرفة الفائض من الواردات أو العجز، كما أنها تساعد على سد العجز إن وجد والاستفادة من الفائض المتوافر بالإضافة إلى التحكم في الإنفاق، بالمقابل لا نستطيع أن نتجاهل أن ارتفاع تكاليف الحياة تدفع العديد من الأسر إلى الاستدانة من جهتها
رأي اجتماعي
أستاذة في علم الاجتماع بجامعة دمشق الدكتورة هناء برقاوي ترى أن بعض الشباب السوري خلال الأزمة أثبت قدرته على تحمل المسؤولية دون أن ينسلخ عن أسرته. وأضافت برقاوي أن الشباب قادر على اتخاذ القرار والتأقلم مع الظروف الحالية حتى على مستوى احتياجاته الشخصية والضرورية منها، فنرى العديد من الشباب قد تخلوا عن الكماليات نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، ونبهت إلى أن الأزمة قد أفرزت نوعين من الشباب، الأول منهما هو الأكثر فاعلية في المجتمع، والآخر الاتكالي الذي لا يتحمل المسؤولية، والذي لم يخرج من الفطام الاجتماعي. وتنصح د. برقاوي بالتوعية إلى ضرورة أن يتحمل الشباب المسؤولية ضمن منهاج ونظام التنشئة الاجتماعية التي تتبلور في المدرسة ومن ثم الجامعة، لكن يبقى مهدها الأسرة.
رأي تمويني
أما وجهة نظر التجارة الداخلية حول غلاء الأسعار, معاون وزير التجارة جمال شعيب أوضح نحن كوزارة تجارة مختصة نعمل على مراقبة الأسعار وضبط الأسواق والتجار ومحاسبتهم على غلاء الأسعار من خلال تداول الفواتير بين حلقات الوساطة التجارية وتفعيل عمل مديرية حماية المستهلك ونشر الوعي الاستهلاكي وتفعيل جمعية حماية و دورنا أساسي في ضبط عملية التسعير وحصر عملية التسعير مع مشاركة الجهات والوزارات والقطاعات المعنية و تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي, إضافة
لتطوير الأنظمة الاقتصادية والتجارية لتواكب حجم الطلب المتزايد و
دعم الحكومة للسلع ولاسيما السلع الأساسية وتخفيف الجمارك بالنسبة للمواد الغذائية .
و أكد شعيب على دور القطاع العام والسورية للتجارة و سندس وكافة جهات القطاع العام الأخرى لتأمين وطرح تشكيلة واسعة تلبي حاجة المواطنين والقيام بدورها كجهات تدخل إيجابي لتكون هذه المؤسسات نقاط ارتكاز لتثبيت الأسعار ما أمكن والمساهمة بتحقيق التوازن بالسوق و تحقيق المعادلة والتوازن بين ارتفاع الأسعار ومستويات الدخول.و ضرورة
زيادة الإعانات والمساعدات للفقراء سواء نقدياً وعينياً للمساعدة على مواجهة غلاء الأسعار
Views: 10