نجاح السيد نصر الله بدعوة الحليفين للحزب والخصمين لبعضهما جبران باسيل وفرنجية على طاولة إفطار واحدة.. استراتيجية أبعد من الطقس الانتخابي.. وما دور الوزير جورج قرداحي؟
بيروت ـ “رأي اليوم” ـ نور علي:
بعد خلاف وسجال وتصعيد في التصريحات والمواقف وحرب إعلامية امتدّت لسنوات خمس بين رئيس التيار الوطني الحر “جبران باسيل” وزعيم تيار المردة “سليمان فرنجية” نجح الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” في جمع الخصمين الحليفين للحزب واستضاف السيد “نصر الله” على مائدة الافطار يوم أمس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير النائب جبران باسيل بحضور عدد من القيادات المعنية، وقال اعلان مقتضب صادر عن الحزب ان اللقاء كان مناسبة للتداول في الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.
وفي تعقيبه على اللقاء أكّد فرنجية أنّ “اللّقاء مع رئيس “التيار الوطني الحر” جاء في سياقه الطّبيعي، وبمعزل عن أيّ تحالف انتخابي كما بات واضحًا، وأردناه علنيًّا لأنّنا نعتمد معكم الشّفافيّة والوضوح”.
ولفت، على هامش اللّقاء مع مجموعة من أساتذة “المردة” في القطاع التّعليمي الخاص، في بنشعي، إلى أنّه “كان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وإمكانيّة استتباع اللّقاء بجلسات تنسيقيّة”، موضحًا أنّ “اللّقاء جرى بدعوة من الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله الّذي هو ضمانة لأيّ لقاء، وكنّا لنُلبّي أيضًا لو وُجّهت إلينا الدعوة من البطريرك الماروني أو من رئيس الجمهوريّة”. وشدّد على أنّ “لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود، في مرحلة دقيقة وحسّاسة دوليًّا وإقليميًّا وداخليًّا”.
ومن المرجح أن حزب الله بهذا الإنجاز التوافقي يهدف إلى رصّ صفوف حلفائه قبل الانتخابات النيابية المقررة الشهر المقبل. على الرغم من وضوح ان هدف الحزب ابعد من الطقس الانتخابي، الى ما هو ترتيب استراتيجي نحو مرحلة جديدة في لبنان، تلحظ كافة التغييرات الحاصلة في الإقليم، وتداعياتها على لبنان.
الخصمان باسيل و فرنجية ينتميان الى فريق سياسي واحد ، ويجمعهما التوافق على الخطوط السياسية الاستراتيجية العامة ، لكنهما بذات الوقت يعتبران المرشحين الاوفر حظا لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس عون هذا العام ، مما يجعلهما في موقع التنافس . وحتى الان حسب المعلومات لم يحسم حزب الله قراره في صف من سيصوت لهذا المنصب ومن سوف يختار من الحلفين، والأرجح ان الحزب اجل أي بحث في هذا الموضوع الى حين انتهاء ولاية الرئيس عون، والبحث عمليا في ترشيح الرئيس البديل.
وحسب الأوساط اللبنانية فان الوزير السابق جورج قرداحي لعب في الشهور السابقة دور الوسيط بين فرنجية وباسيل وبمباركة من حزب الله، وكان الحديث وقتها عن تهدئة وإدارة الخلاف، والسعي لحصول لقاء يجمع بين الطرفين. ومن غير المعروف ان كان الاجتماع الذي حصل امس بين فرنجية وباسيل على طاولة إفطار الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله هو ثمرة هذه الوساطة
Views: 3