أطماع النظام التركي في الأراضي السورية لها بداية وليس لها نهاية ، وآخر ما تفتقت عنه عبقرية رئيس النظام رجب طيب أردوغان تمثلت في مشروع توطين مليون لاجئ في مناطق الشمال السوري التي يحتلها نظام أردوغان كمرحلة أولى على حساب تهجير الأهالي والسكان الأصليين في عملية تغيير ديموغرافي واسعة بدأها بعفرين وصولاً إلى رأس العين في إطار الأطماع الاستعمارية التركية وتثبيت ما يسمى قواعد الميثاق الملي عام 1920 .
ولا داعي للتذكير أن أردوغان هو وريث العقلية العثمانية التي استباحت أراضي الغير, ولاسيما ضم الأراضي السورية من: كيليكيا وأعالي الأناضول و لواء إسكندرون..إلى امبراطوريتها, ويتباهى في كل مناسبة بأنه يريد أن يحيي “أمجاد الإمبراطورية “العثمانية البائدة تحت مسمى العثمانية الجديدة, واعتمدت سياسته في تنفيذ ذلك على مشروع الإخوان المسلمين الإر*ها*بي الذي ضرب عدداً من الدول العربية وانتهى به الأمر إلى التقهقر على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وحلفائه الذين أفشلوا هذا المشروع الإجرامي في المنطقة .
يحاول أردوغان أن يستغل الأحداث الجارية في أوكرانيا لمتابعة مشروعه الاحتلالي الإر*ها*بي في سورية فيعرض مقايضة موافقة بلاده على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي بإقامة ما يسمى “منطقة آمنة “في الأراضي التي يحتلها، والمضي في مشروعات من أجل تثبيت احتلاله للأراضي السورية ، كما ويستمر في استخدام عصاباته الإر*ها*بية تارة في نقلهم الى ليبيا وتارة أخرى بزجهم في النزاع الأرمني الأذربيجاني، واليوم ينقلهم إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب نظام كييف .
هذا هو أردوغان يريد أن يرقص على كل الحبال ويستغل كل الأزمات، و يريد أن يلعب بما يملك من أوراق لترسيخ احتلاله للأرض السورية من خلال مشروع التوطين الجديد بعد أن مهّد له بنشر اللغة التركية بدلاً من اللغة العربية وفرض التعامل بالليرة التركية بدلاً من الليرة السورية حتى أسماء الأماكن استبدلها بتسميات تركية فضلاً عن المناهج والتعليم و اتباع سياسة التتريك التي اتبعها أجداده ، لكن أردوغان لم يعتبر من الماضي ولم يتعظ من دروس التاريخ وحقائقه الراسخة التي تقول:” إن الاحتلال مهما طال أمده وامتدت سنواته إلى زوال” وإن استعمار العثمانيين بعد خمسمئة عام اندحر مذموماً مرذولاً و ولّى إلى غير رجعة .
tu.saqr@gmail.com
Views: 9