كل المعطيات الداخلية والدولية تؤكد الدفع في اتجاه تشكيل سريع للحكومة، وفي هذا الإطار تكشف اوساط واسعة الإطلاع في “الثنائي الشيعي”، ان الفرنسيين وبعد الانتخابات النيابية اجروا مروحة اتصالات داخلية واسعة، وشملت بالدرجة الاولى حزب الله وكان تأكيد فرنسي على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. كما لم يلمس من التقى الفرنسيين اي ممانعة بعودة الرئيس نجيب ميقاتي بل تأكيد على إكماله المسيرة الحكومة لإنجاز “المسار الانقاذي” للبلد.
وتشير الاوساط نفسها الى ان الفرنسي اجرى اتصالات خارجية وشملت واشنطن والرياض ومجموعات محسوبة على الحراك والمستقلين. كما شملت الاتصالات النواب “التغييريين” و”المستقلين”.
وتلفت الى ان لا فيتوات اميركية او سعودية حكومية، ولكن في المقابل لا حماسة كبيرة تجاه اي شخصية حكومية.
وفي هذا الإطار علمت “الديار” من مصادر رفيعة المستوى، ان شخصية سنية وموظفة في البنك الدولي وتدعى صالح النصولي، قد اجرى في الايام الماضية لقاءات رفيعة المستوى لـ “تسويق نفسه” كمشروع رئيس حكومة مستقبلي مستقل وعلى علاقة بالبنك الدولي.
وتكشف المصادر ان كل من التقاهم النصولي كانوا “مستمعين” لطروحاته ولم يكن هناك اي اجوبة.
كما تشير المصادر الى ان لا جهة دولية او داخلية محددة تتبنى ترشيحه والنصولي شخصية مستقلة ومن صنف “التكنوقراط”.
وتكشف اوساط الثنائي الشيعي نفسها ان اللقاءات مع الفرنسيين لم تركز فقط على الحكومة، بل شملت ايضاً المرحلة السياسية بكاملها ومنها مستقبل لبنان السياسي ومؤتمر تطوير النظام السياسي، بالاضافة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي وكيفية انجازه وعدم دخول البلد في الفراغ او تسليم صلاحيات الرئيس للحكومة الجديدة.
من جهة ثانية يواكب حزب الله الورشة السياسية والحزبية والمجلسية والحكومية مع حلفائه. فبعد إنجاز الاستحقاق النيابي الاول بإنتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونائبه النائب الياس بو صعب واعضاء هيئة مكتب المجلس واميني السر وكلهم بأكثرية مطلقة اي النصف زائداً واحداً، يواصل حزب الله ووفق اوساط “الثنائي” نفسها، لقاءاته واتصالاته مع الحلفاء للحفاظ على هذه الاكثرية، والتي ستضمن تكليف شخصية حكومية ولتأليف حكومة سريعاً تواكب مسار الانقاذ سواء بمتابعة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وبما يحفظ البلد وسيادته وكذلك البحث عن خيارات انقاذية بديلة من الاتجاه شرقاً، الى الاستثمار بالثروة الغازية والنفطية، ومن دون الركون الى ابتزاز الاميركيين والخضوع للصهاينة وشروطهم، وترك الامر للاجماع الداخلي وبندقية المقاومة لمنع اي تماد صهيوني على ثروة لبنان الغازية والنفطية.
وتكشف الاوساط ان حتى الساعة، يبدو ان الرئيس ميقاتي هو “الاوفر حظاً” مع التبني الفرنسي لإعادة ترشيحه، وان لا مشكلة في اعادة تسميته من “الثنائي الشيعي”، وكل ما يحكى عن حظوظ لشخصيات اخرى ليس جدياً طالما ان ليس هناك تبن داخلي او دولي واضح لهذا الترشيح.
Views: 3