منذ أن طرح الاتفاق النووي الإيراني كفكرة، وقف الكيان الصهيوني ضده بشدة وصعّد معارضته إلى أقصى الحدود إبان التوقيع على هذا الاتفاق عام 2015، وعندما فشل في منع التوقيع عليه راح يدبر المؤامرات لعرقلة تنفيذه إلى أن جاءت إدارة دونالد ترامب التي تجاوبت مع المطلب الإسرائيلي في الانسحاب من الاتفاق، ما أدى إلى تعطيله وابتعاد الدول الأوروبية عن ايران رغم مصالحها الاقتصادية الكبيرة معها، ما جعل العدو الإسرائيلي يفاخر بهذا الإنجاز الذي أوقف محركات الاتفاق النووي عن الدوران .
وعندما فاز جو بايدن في الانتخابات وجلس على كرسي البيت الأبيض تحرك فوراً باتجاه إحياء هذا الاتفاق الذي كانت العودة إليه أحد بنود برنامجه الانتخابي، حيث بدأت المفاوضات بين إيران وأطراف الاتفاق مباشرة ومع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مباشر وعاود كيان الاحتلال الاسرائيلي محاولاته التخريبية للحيلولة دون الوصول إلى أي تقدم نحو التوقيع مجدداً على الاتفاق .
لقد تحركت اللوبيات الصهيونية لممارسة أقصى الضغوط على إدارة بايدن لثنيها عن مواصلة إتمام الصفقة مع ايران والتشويش على المفاوضات ونشر الأخبار الكاذبة حول شروط جديدة تفرضها واشنطن على إيران .
في الآونة الأخيرة كثّف كبار قادة العدو الإسرائيلي زياراتهم إلى واشنطن لوقف المفاوضات مع إيران والتهويل بخطر الاتفاق النووي ، وتكرار التهديدات بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية بشكل منفرد إذا امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن الاشتراك في هذا العمل، ويبدو أن المحاولات الإسرائيلية التخريبية قد باءت بالفشل، ويبدو أيضاً أن هناك رغبة لدى إدارة بايدن بالوصول إلى اتفاق من دون الالتفات للضغوط الإسرائيلية التي لم تتوقف، وأظهر المفاوض الإيراني قدرة كبيرة على الثبات والمهارة لإنجاز اتفاق لمصلحة بلاده غير آبه بالتلويح بعقوبات جديدة أو حتى بقيام أمريكا و«إسرائيل» باعتداء عسكري .
سواء مضت واشنطن في المفاوضات حتى النهاية أو توقفت فإن إيران لم تتوقف عن إتمام إنجازاتها وتطورها في مختلف الميادين ومنها مشروعاتها النووية على أساس سلمي، ولن توقع على أي اتفاق لا يتجاوب مع مصالحها وحقها في امتلاك القدرات النووية السلمية لأنها بالأصل لا ترغب بصنع القنبلة النووية، وهي تعرف أن الكيان الإسرائيلي لا يجرؤ على مهاجمة إيران وأن دوره تخريبي وأن تهديداته جوفاء ولن تخيف طهران في أي وقت من الأوقات .
Views: 16