في الجامعة كان استاذ العلاقات الدولية دائما يؤكد لنا، وهو مسيحي يميني متطرف، ان المسيحيين يرفضون ما يعرض عليهم من تسويات ثم يندمون بعد فوات الاوان ويقاتلون للحصول على نصف ما عُرض عليهم.
مناسبة هذا الكلام أجواء التقارب التي تلف المنطقة والاقليم من التفاهم السعودي الايراني وانسحابه على اليمن، الى الانفتاح السعودي على سوريا وإمكانية عودتها الى الجامعة العربية ودعوتها للمشاركة في القمة العربية المقرر انعقادها في السعودية في ١٩ أيار المقبل، وصولا الى لقاء متوقع بين الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره الايراني رجب طيب اردوغان من دون نسيان الانفتاح الخليجي على سوريا وايضا من دون نسيان المباشرة بإعادة التبادل الدبلوماسي بين إيران والسعودية.
كل هذه الدلائل تشير الى ان التسوية الكاملة اتية لا محالة، وان على لبنان ركوب قطارها قبل فوات الاوان والمسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة والمباشرة بالإصلاحات اللازمة لإعادة الإنتظام الى مؤسسات الدولة.
لبنان امام فرصة ذهبية تسمح له بالتعافي ولكن هناك من لا يزال يكابر لانه متمسك بأنانيته وغروره وخوفه من فقدان مكتسباته وتراجع شعبيه وخوفه الاكبر من نجاح العهد المقبل في تذليل الصعوبات ووضع البلد على السكة الصحيحة فيحصد رئيس الجمهورية المقبل محبة واحترام كل اللبنانيين.
نعم هنا في لبنان من لا يريد لبلده ان يتعافى على يد غيره لذا يمعن في التعطيل والتجييش الطائفي وحتى المناطقي من اجل قطع طريق بعبدا على اي كان سواه، مرة بابتداع حجة التمثيل المسيحي ومرات بحجج واهية لا اساس لها الا لغاية في نفس يعقوب.
هناك اليوم فرصة ذهبية على لبنان واللبنانيين التقاطها قبل فوات الاوان فهل من يبادر كي لا نكون للمرة الالف على استعداد لخسارة ما يُقدم لنا على طبق من فضة لنقاتل من بعدها وباللحم الحي لنيل ليس فقط نصف بل ربع ما قُدم لنا؟.
Views: 4