بالتمام والكمال، مرت 48 سنة على لبنان من دون ان تنتهي عن حق وحقيقة الحرب الأهلية التي اندلعت في 13 نيسان من العام 1975 وان كانت اشكالها مختلفة وترتدي وجوهاً واقنعة متنوعة ولكن نتيجتها واحدة هي ضحايا بمئات الالاف واضرار لا تعد ولا تحصى.
في الحرب الأهلية سقط مئات الاف الشهداء وتشرد عدد مماثل من الاهالي وأصيب بإعاقات جسدية عدد كبير من المواطنين، فيما اليوم هناك مئات الاف ضحايا الوضع الإقتصادي المنهار وتشرد مئات الاف الموظفين عن وظائفهم، وبات نصف الشعب اللبناني يعيش على أدوية الاعصاب.
يخطئ من يظن ان الحرب الاهلية اللبنانية انتهت الى غير رجعة فهي لا تزال مستمرة الى الآن وإذا لم تكن قائمة على ارض الواقع، فهي قائمة في النفوس التي قد يؤججها مثلا خلاف على الصلاحيات او التعيينات او حتى على تقديم الساعة ساعة واحدة فيما ساعات المواطن يقضيها بحثاً عن لقمة عيش بات صعب الحصول عليها او عن دواء مقطوع وان وجد فبأسعار خيالية.
جاهل من يعتقد اننا نعيش زمن السلم بوجود مسؤولين يعتاشون من التحريض الطائفي واخرين يتغلب حبهم للسفارات على حبهم لبلدهم وهم على استعداد لفعل اي شيء ارضاء لمشغليهم الى غيرهم ممن تهمهم مصالحهم الشخصية اكثر من مصلحة وطنهم الى من قد يحرقون الأخضر واليابس في سبيل مكاسبهم.
48 سنة لم نعرف على مرّها كيف نتصالح مع بعضنا ونعتذر من بعضنا ونسامح بعضنا البعض رغم اننا جميعاً نكرر العبارة الشهيرة “تنذكر ما تنعاد” فيما العديد منا قد يجرؤ على اعادتها وتكرارها والانخراط بها حتى العظم.
في الحرب الجميع خاسر.. واكبر الخاسرين لبنان وشعبه الذي دفع الثمن غالياً، وما نعيشه اليوم هو بعض من هذا الثمن وربما اذا لم نتعظ قد يكون الثمن هذه المرة اكبر واكبر.
13 نيسان 1975 كان وسيبقى ذكرى اليمة لحرب عبثية لم توفر طائفة او منطقة، ولم تفرق بين طفل او شيخ او بين مشارك بها او مسالم نأى بنفسه عنها بل دفعت الجميع الى اتونها وجرت البلد الى الهلاك… فهل نتعظ؟
Views: 18