لماذا حذّر كيسنجر من هزيمةِ روسيا وطالب أوكرانيا بالتنازل أرضيًّا لها
؟ وما هي النبوءات الثلاث لنهاية الحرب؟ ولماذا كانت نبوءة لافروف أكثرها رُعبًا وقَلقًا؟
الحرب الأوكرانيّة مُستمرّة، والقوّات الروسيّة تتقدّم وفق الخطّة التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين أيّ انفصال إقليم دونباسك في جنوب شرق أوكرانيا، وقيام جمهوريتين مستقلّتين فيه (دونتيسك ولوجانسك)، ومُقاومة أي مشاريع أمريكيّة بضم 15 جمهوريّة سوفيتية سابقة لحلف الناتو، وإقامة قواعد عسكريّة بصواريخ باليستيّة نوويّة تُحيط بروسيا.
***
ثلاث نبوءات خطيرة جدًّا حول تطوّرات هذه الحرب ومُستقبلها، والنتائج التي يُمكن أن تتمخّض عنها صدرت في الأيّام القليلة الماضية وتحتّم علينا التوقّف عندها في مُحاولةٍ لاستشراف ما تُخبّئه الشهور والسنوات المُقبلة من مُفاجآت:
-
الأولى: النبوءة التي جاءت في خطابٍ ألقاه هنري كيسنجر وزير الخارجيّة الأمريكي الأسبق في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي يوم الاثنين الماضي و”حذّر فيها الغرب من مُحاولاته المُستمرّة لإلحاق الهزيمة بالقوات الروسيّة في أوكرانيا لما يمكن أن يترتّب على ذلك من عواقب وخيمة على استقرار أوروبا على المدى البعيد”، وفجّر قنبلة من العيار الثقيل في الخطاب نفسه عندما أكّد أن أوكرانيا يجب “أن تتخلّى عن بعض الأراضي لروسيا”.
-
الثانية: التصريحات التي أدلى بها الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكيّة المُشتركة أثناء خطاب ألقاه بمُناسبة تخريج دفعة من الضبّاط الإحتياط في جامعة برينستون وقال فيه “إن المُواجهة بين الولايات المتحدة من ناحية، وروسيا والصين من ناحية أخرى، قد تستمرّ لعُقود”، وأضاف “انتصار روسيا يعني نهاية جميع الإنجازات التي تحقّقت مُنذ الحرب العالميّة الثانية”.
-
الثالثة: تأكيد مليمان بون وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبيّة أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، سيستغرق على الأرجح من 15 إلى 20 عامًا، وأما انضمامها إلى حلف الناتو فقد يستغرق وقتًا أطول إن لم يكن شبه مُستحيل، وهذا اعتراف صريح من الحكومة الفرنسيّة بأنّ عدم التجاوب مع مطالب روسيا قبل اجتياح قوّاتها لأوكرانيا كان خطأ، وأن إصرار زيلينسكي على الانضمام للناتو والاتحاد الأوروبي كان خطيئةً كُبرى.
Discussion about this post