مبارك للوردة الشامية

شكراً من القلب لكل من اجتهد وتعب وساهم وبذل الجهد لتسجيل الوردة الشامية كأحد العناصر التراثية الثقافية السورية على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في منظمة اليونسكو.
من القلب مبارك هذا النجاح للأمانة السورية للتنمية، وكوادرها الشابة، وأهالي قرية المراح في منطقة النبك بريف دمشق، الذين كان لهم دور كبير في هذا الإنجاز التوثيقي العالمي.
نعم أغلى من الذهب، إذ يمكن بيع الغرام الواحد بما يقارب 200 دولار أمريكي من زيت الورد، الذي يتطلب استخراج الكغ منه ما لا يقل عن طن من بتلات الورد، فتصوروا كم هي القيمة المادية لهذا المنتج الزراعي المهم إذا ما تمكن المعنيون من توظيف خبرة أهالي المنطقة مع المعدات الحديثة لعملية الاستخراج، وهو ما تحاول العمل عليه الأمانة السورية منذ توجهها عام 2007 لحماية الوردة الشامية، وزيادة جدواها الاقتصادية من خلال دعم الفلاحين، وتأمين مستلزمات التوسع في زراعتها، والمساعدة في استخراج ماء الورد عبر تقديم جهازين للتقطير، وتأسيس جمعية أهلية على مستوى القرية والحكومة تعنى بها.
الجمعية شجعت المزارعين على الاستفادة من عملية الري الحديث، فقدمت منحاً لـ 58 فلاحاً شرط إنشاء خزان للمياه في حقولهم، كما قامت بإنشاء مشتلين لإنتاج فسائل وخلفات جديدة من الوردة الشامية ليتم بيعها إلى المهتمين بزراعتها.
صحيح أن الوردة الشامية عانت أيضاً من تبعات الحرب على سورية بتراجع مساحة الأراضي المزروعة من 2000 دونم إلى قرابة الألف، إضافة لتأثرها بالطقس الجاف الذي مر على سورية في السنوات السابقة، لكن الخطوات الجديدة التي قامت بها الأمانة السورية والجمعية نأمل أن تتكلل بالنجاح بعودة تلك المساحات ومساعدة الإخوة الفلاحين في الحد من معاناتهم من ارتفاع أسعار المحروقات ونقص اليد العاملة الخبيرة، وهذا ما يتطلب من الجهات المعنية، وخاصة في وزارة الزراعة تقديم الدعم فيما يتعلق بالمياه والمحروقات، وإعادة تأهيل الأراضي التي خرجت من الخدمة، لتعود المساحات المزروعة كما كانت، وتالياً تخفيف الأعباء عن المنتجين لتحقيق الجدوى الاقتصادية من هذا المنتج الزراعي الغني بالفوائد وبالعائد المادي، فللوردة الشامية فوائد طبية وتجميلية واقتصادية كبيرة، فلنحافظ على هذا المنتج الزراعي الوطني المهم ولنستفد منه بالشكل الأمثل

Visits: 4

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا