عبث السياسة.. يوم تنتهي «صلاحية» الدمى!..بقلم ـ د. مهدي دخل الله: 2020/01/28

أغرب أنواع العبث في السياسة هو ذاك المتعلق بمصير «الدمى», أو الزعماء أتباع واشنطن. أتصور أن صورهم موجودة في إحدى غرف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وفي أسفل كل صورة جملة «تنتهي صلاحيته عام كذا»…
هذا ليس ادعاء!.. إن لم تصدقوا فلنقرأ معاً مصير بعض أتباع الولايات المتحدة:
1- الجنرال أوغستو بينوتشه: قام عام 1972 بانقلاب في تشيلي لصالح واشنطن ضد الرئيس سلفادور اليندي المنتخب ديمقراطياً والمدافع عن استقلال بلاده. نجح الانقلاب وحكم بينوتشه حتى انتهت صلاحيته عام 1990، لم تستقبله بريطانيا في مشافيها ومات مختبئاً في إحدى القرى النائية في تشيلي..
2- شاه إيران: خدم الولايات المتحدة حتى انتهت صلاحيته ولم يعد قادراً على الإمساك بالوضع في إيران أواخر السبعينات. هرب بطائرته الى واشنطن وكان مريضاً لكن السلطات الأمريكية لم تسمح له بالهبوط فذهب إلى مصر ومات هناك منبوذاً.
3- أنور السادات: من المعروف أن المشرفين على حرسه الشخصي كانوا من المخابرات الأمريكية، ويوم اغتياله نصحوه بعدم ارتداء الدرع الواقي تحت قميصه حتى يبدو أكثر رشاقة, كما أنهم لم يشددوا إجراءات تفتيش الجنود في العرض العسكري. لقد انتهت صلاحية الرجل بعد توقيعه «كامب ديفيد» كي ينسى المصريون المشكلة مع الرئيس الجديد الذي لن يكون مسؤولاً عن ما فعله السادات..
4- أمير قطر السابق والرئيس التونسي السابق: كانا ذكييْن فانسحبا بهدوء عندما شعرا بانتهاء صلاحيتيهما..
5- الملك الأردني حسين: عندما انتهت صلاحيته أرسلوه من أمريكا إلى الأردن ليوم واحد بعد إعطائه مقويات لكي يسمي ابنه ولياً للعهد بدلاً من أخيه الحسن..
6- فولغينسو باتيستا: ديكتاتور كوبا, تركه الأمريكيون لمصيره الأسود أمام ثوار كاسترو, وبعد أن أرسلوا قوة بحرية لإنقاذه إلى خليج الخنازير سحبوا هذه القوة بسرعة في واحدة من أكبر هزائم واشنطن. تم اغتيال باتيستا منبوذاً في إسبانيا عام 1973 بعد أن رفضت أمريكا إيواءه.
7- شان كاي شك (تايوان): لم يفعل الأمريكيون شيئاً لإنقاذ حكمه المنهار في بكين (بيجينغ) عام 1949 فهرب إلى الجزيرة على الرغم من غضب الجنرال ماك آرثر قائد القوات الأمريكية في تلك المنطقة وانتقاده الشديد للرئيس الأمريكي ترومان «الذي يتخلى عن أتباعه» ..
هذا غيض من فيض تخلي واشنطن عن أتباعها عندما تنتهي صلاحياتهم.
وهناك عشرات من الأمثلة الأخرى في إفريقيا وأمريكا الجنوبية. ترى ما السر في هذا التصرف الذي يخالف منطق السياسة كما يخالف المعايير الإنسانية.. هل هناك تفسير آخر غير أن أمريكا تحتقر أتباعها؟… إنه علم النفس السياسي

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا