تراجع أعداد الثروة الحيوانية ومشروع تطويرها اقتصر على ترقيمها ..!

لا تستطيع وزارة الزراعة ومشروعها لتطوير الثروة الحيوانية، أن تقدم لنا دليلاً واحداً مقنعاً لجهة الارتقاء بالثروة الحيوانية رغم كل ما طبلت وزمرت له منذ بداية الأزمة وحتى اليوم وفقاً لأحاديث المربين.

نعم هي تردد بين الحين والآخر بأنها قامت بترقيم الثروة الحيوانية في بعض المحافظات كسهل الغاب والمناطق القريبة جداً من حماة والسويداء وطرطوس ، ليطرح السؤال نفسه مؤداه: ماذا بعد ذلك وكيف انعكس على المربين، وهل لاحظ هؤلاء المشتغلون في مجال الأغنام والأبقار أي ارتقاء في ذلك؟ في حين جل ما يطلبونه هو توفير المادة العلفية وتسعير اللقاحات الدوائية لهذه القطعان لا ترقيمها من خلال صفقات وتأمين حلقات لتوضع في آذانها.
لكن بالمقابل قد يشكل ترقيمها قاعدة بيانات، شريطة ألا ينحصر عمل المشروع على الترقيم فقط فهذا مثار للسخرية والضحك.
عدد من المربين منهم فراس منصور ومهنا خليف وأبو خالد عزو قالوا: لم نر أي مؤشر وأثر على دور مشروع تطوير الثروة الحيوانية ، فقط نسمع باسم المشروع بين الحين والآخر.
وأضاف فراس منصور مربي الأبقار في منطقة الغاب: لولا بيع وتربية العجول المولودة من هذه الأبقار لما اشتغل أحد في هذا القطاع، فالأعلاف سعرها مرتفع جداً وكيلو الحليب في أحسن الأحوال يباع هنا للتجار بـ 190ليرة ، في حين يبيعه التجار بـ300 ليرة، فيكونون هم الرابحون ونحن الخاسرون.
إلى ذلك قال مهنا خليف مربي أغنام: لم تعد لدينا تلك الأعداد من الأغنام ولا الأبقار، فمنها ما تم تهريبه إلى دول الجوار وخاصة الغنم السوري المميز، والمتبقي منها يتم ذبحه في المسالخ السرية.
وأضاف خليف: ينفق مربو الأغنام الملايين ثمن أعلاف وأدوية سنوياً وخاصة من يملك أعداداً كبيرة منها، يضاف إلى ذلك أنه لا توجد رقابة على الأدوية البيطرية لجهة فعاليتها وكذلك لتسعيرها، وفي الحالتين يدفع المربون الثمن، بل قد يضطر البعض منهم لبيع قسم منها ليطعم المتبقي.
من ناحيته قال أبو خالد تاجر ومربي أغنام: تكفي جولة واحدة لبازارات الأغنام لتكتشف كم بات الوضع مقلقاً لجهة أعدادها وقلة اللحوم في أسواقنا المحلية وبالتالي ارتفاع أسعارها، فسعر الكيلو الحي في البازار وصل اليوم إلى 5500 ليرة، و في وزارة الزراعة يتحدثون عن تطوير الثروة الحيوانية أي تطوير.. هذا فقط بالاسم؟.
رئيس قسم الثروة الحيوانية في هيئة تطوير الغاب الدكتور حسن عثمان قال: نحن نقدم حملات لقاح وقائية دورية مجاناً وفقاً لتوافر الأدوية وبرامجها، وإن عدد المشتغلين في تربية الثروة الحيوانية في مجال منطقة الغاب 3200 أسرة يعتاشون من تربية الأبقار، لكن ما يعانون منه تدني أسعار مبيع الحليب وارتفاع أسعار الأعلاف وهذه مشكلة كبيرة تؤرق المربين.
بقي أن نشير إلى أن عدد الأغنام في مجال «زراعة حماة» والذي يتم بموجبه توزيع الأعلاف من قبل «أعلاف حماة» هو مليونان و900 ألف رأس وفقاً لآخر إحصاء معتمد من قبل وزارة الزراعة ما قبل الحرب، وفي المحصلة لم يقدم مشروع تطوير الثروة الحيوانية الفائدة التي سعى إليها سوى التصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولعل تخصيص مجلس الوزراء بين الحين والآخر جلسة لمناقشة واقع الثروة الحيوانية وما وصلت إليه خير دليل على ما ذهبنا بالقول إليه.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا