خلافات واسعة في ثالث جلسات الحوار (الكردي-الكردي) في الحسكة السورية

أيهم مرعي – الحسكة

تبدو الجهود الأميركيّة في إنجاز اتفاق كردي- كردي، وفق النقاط التي يتمّ نقاشها، صعبة، مع رؤية كرديّة واضحة لضرورة تنسيق الجهود مع الجانب الروسي، لتكون الخطوة في حال أنجزت، واحدة من أهم الخطوات نحو تفعيل حوار قريب مع الحكومة السوريّة.

تغيب المعلومات عن جلسات الحوار الكرديّة-الكرديّة، في مرحلتها الثالثة، والتي عقدت في قاعدة غير شرعيّة للولايات المتحدة، في ريف الحسكة، وبرعاية وإشراف من مبعوثة الخارجية الأميركيّة، زهرة بيلي، لكن المعطيات تشير ألا خرق فعلي في الخلافات العميقة بين الطرفين.

ورغم شحّ المعلومات الواردة من الجلسات، إلا أن مصادر الميادين نت، تؤكد أن الجلسة الثالثة “تُعد الأكثر حساسيّة لجهة المواضيع المقررة للنقاش، والمخصصة لمناقشة واقع التجنيد الإجباري والتعليم، ومشاركة المجلس الوطني بالإدارة الذاتيّة، ودمج (بشمركة روج افا) بقوات قسد، والإفراج عن المعتقلين”.

وتؤكد مصادر مطلعة على تفاصيل ومسار الحوار بين الطرفين للميادين نت، أن “خلافات عميقة بين الطرفين توحي بصعوبة الوصول لاتفاق شامل بينهما، مع تركز الخلافات على التعليم والإدارة والجانب العسكري، واتفاق على ملف الافراج عن المعتقلين”.

كما لفتت المصادر إلى أنّ “أولى الملفات المناقشة، كانت مطالبة المجلس الوطني ضرورة إلغاء الإدارة الذاتيّة لمناهجها المؤدلجة وغير المعترف بها محلياً ودولياً، واعتماد المنهاج الحكومي مع إضافة بعض الحصص الدراسيّة باللغة الكرديّة، لضمان عدم تسرب الطلاب من التعليم، وانتشار الجهل والأميّة، وسط إصرار من أحزاب الوحدة، على الحفاظ على منهاجها، مع مناقشة تطويرها لاحقاً، أو دمجها مناصفة مع المنهاج الحكومي”.

وكشفت المصادر أن الملف العسكري لم يتمّ النقاش فيه حتى الآن، مضيفةً أن “الولايات المتحدة تمارس ضغطاً كبيراً على طرفي الحوار، مع طلب المبعوث الأميركي جيمس جيفري، من حكومة كردستان العراق، مؤازرتها في الضغط على الطرفين، لتقديم تنازلات، تؤدي لتفاهم شامل بينهما”.

وبحسب المصادر، فإن واشنطن “تضغط لتوقيع تفاهم أولي حول قضايا الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع والتعليم”، فيما يبدو أن واشنطن تريد إنجاز خطوة الحوار الكردي- الكردي، تمهيداً لتشكيل منصة معارضة داخليّة في الشمال الشرقي في سوريا، تكون النواة لمنصة جديدة تسعى واشنطن لتأسيسها، بعد فشل كل أطراف المعارضة في مهامها، وعدم قدرتها على توحيد صفوفها، طيلة السنوات السابقة.

الولايات المتحدة تريد استغلال وجود “المجلس الوطني” ضمن “الائتلاف المعارض”، مع الحضور السياسي والعسكري لـ”قسد” التي تسيطر على قرابة ربع مساحة البلاد، لخلق واقع جديد، يفرض على قوّة المعارضة الداخليّة والخارجيّة للرضوخ للضغوطات وتأسيس منصة معارضة واسعة، تكون جاهزة للدخول بحوارات مباشرة مع الحكومة السوريّة.

وتذهب آراء أخرى إلى الاعتقاد أن الجهود الأميركيّة، تهدف لتشكيل كيان كردي، وتحريضه على المطالبة بالانفصال، لخلق واقع جغرافي جديد في سوريا، تمهيداً لتجزئتها.

من جهة أخرى، تؤكد مصادر مقربة من الجانب الروسي، أن “مركز المصالحة الموجود في القامشلي، يعمل على فتح خطوط مع الجانبين الكرديين، للدخول على خط رعاية الحوار الكردي-الكردي”.

واعتبرت المصادر أن “التدخل الروسي يأتي لتقويض أيّ جهد أميركي يشجع الكرد على اتخاذ خطوات انفصالية عن دمشق”.

كما أضافت المصادر أن “الجهود الروسية بدأت تنشط على خط التمهيد لجلسات حوار جديدة بين الكرد والحكومة السورية، لبحث عن نقاط التقاء يمكن البناء عليها لانجاز الحوار”.

وأمام هذا الواقع، تبدو الجهود الأميركيّة في إنجاز اتفاق كردي-كردي، وفق النقاط التي يتمّ نقاشها، صعبة، مع رؤية كرديّة واضحة لضرورة تنسيق الجهود مع الجانب الروسي، لتكون الخطوة في حال أنجزت، واحدة من أهم الخطوات نحو تفعيل حوار قريب مع الحكومة السوريّة.

المصدر: الميادين نت

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا