تناولت وسائل إعلام روسية وعربية باهتمام ملحوظ ما حدث في المهرجان العالمي للشباب والطلبة في سوتشي 2017 من لغط كبير دار حول بعض التحركات العربية الغاضبة جراء مشاركة اليمين الإسرائيلي في المهرجان العالمي للشباب والطلبة، ومحاولة حرق العلم الإسرائيلي من قبل إحدى المشاركات اللبنانيات التي استفزها وجود علم إسرائيل.
موجة الاحتجاج التي نظمها بعض ممثلي الوفود العربية على هذه المشاركة دون أن يكون هناك أي تنظيم فعلي جامع أو نية مسبقة لمثل هذه الوقفات، حرصاً على العلاقات مع روسيا والشعب الروسي، في الوقت الذي حاولت فيه بعض الجهات تسعير الاستفزاز لدرجة التجييش في محاولة لتشويه سمعة الفعالية وإحضار المغيب والترويج له، لكن اتضح من خلال التواصل مع ممثلي منظمة الاتحاد الديمقراطي للشباب العالمي الذين نسبت بعض وسائل الإعلام الروسية إليهم عملية القيام بتنظيم وقفات وتجييش الأوضاع في المهرجان من خلال الدعوات لمقاطعة المهرجان، ما قد يؤثر على الموقف والعلاقة مع روسيا. كما تم التلميح في ما تم نشره بشكل مغلوط عن أعضاء الوفد اللبناني وخاصة على لسان السيد عدنان المقداد، وهذا ما نفاه المتحدثون عن الاتحاد الديمقراطي للشباب العالمي مع احتفاظهم بموقفهم في مقاطعة الافتتاح، رداً على وجود مشاركة اليمين الإسرائيلي وعدم المقاطعة الكاملة لفعاليات المهرجان.
حول هذه الملابسات وتفاصيل ما جرى في مهرجان سوتشي 2017، كان لـ"سبوتنيك" حوار خاص مع كل من السيد على متيرك رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، والسيد عدنان المقداد نائب رئيس منظمة الاتحاد الديمقراطي للشباب العالمي
سيد المقداد حبذا لو تشرح لنا الملابسات التي حصلت فيما يخص مشاركة وفدكم في المهرجان الدولي للشباب والطلبة في سوتشي والمغالطات الإعلامية التي شابت الموقف؟
المقداد: أولا تحية لك، الذي حدث هو أن هناك تضارباً إعلاميا قد وقع، وأن هناك بعض الجهات التي عملت على إستغلال هذا الموضوع ولكن التصريح الأساسي الواضح هو الذي جاء بصفتي نائب رئيس المنطقة ونائب رئيس إتحاد الشبابي الديمقراطي العالمي ومنسق المنطقة العربية، بما أن كل منظمة من منظماتنا عندها موقفها السياسي. نائب رئيس المنطقة لا يرتبط بالوفد وهو عبارة عن منسق، والموضوع في الحقيقة هو أننا قمنا بمقاطعة الإفتتاح لكون أنه في الإفتتاح تأكد أن العلم الإسرائيلي يوجد بين الأعلام المشاركة وحتى من ضمن البرنامج ان إسرائيل مشاركة في المهرجان، وعلى هذا الأساس قام عدد من البلدان المشاركة من المنطقة العربية بمقاطعة الإفتتاح ، ولكن إلى حد الآن لم يتخذ أي موقف بخصوص المقاطعة العامة للمهرجان لأنه في نهاية الأمر هذا المهرجان هو مهرجان الإتحاد الديمقراطي العالمي الذي تنضوي تحت لوائه هذه المنظمات ، وتاريخياً لم يكن أن شاركت فيه أحزاب يمينية بشكل واضح وبشكل خاص يمين من الدولة الصهيونية.
سبوتنيك: يعني الموضوع هو أن بعض وسائل الإعلام نشرت هذا الأمر على طريقتها لإحداث استفزاز أكثر للوضع في المهرجان لإحراج الوفد وإحراج روسيا أيضاً بغض النظر عن صحة الموقف من عدمها؟.
المقداد: أولاً ، موضوعنا الأساسي هو شعار المهرجان هو للسلام والمحبة والصراع ضد الإمبريالية وأننا نرى الماضي ونبني المستقبل على هذا الأساس ، وبحد ذاته الشعار واضح وموجه بشكل مباشر ضد الأمريكيين ونحن توقعنا أن هناك من ينتظر لإحداث أي فشل بحد ذاته للدولة الروسية ، وما حدث أن هناك من ينتظرون إستغلال لهذا الوضع وإستغلال "الوفدي" أيضاً بنفس الوقت وإيجاد نقاط ضعف للوفدي لإستغلالها ضدنا ، وما أريد أن أقوله أنه حتى بموضوع الأحزاب اليمينية هناك رسالة واضحة من اللجنة المقررة وهي اللجنة الدولية لتحضير المهرجان وهي من كل بلاد العالم ومحضرة من جمعية عامة تؤكد على عدم قبول أي مشاركة من اليمين الإسرائيلي واللجنة واضحة في هذا الموضوع.
سبوتنيك: هذا هو الرد على ما جاء في بعض وسائل الإعلام الروسية سواء أكان من قبل راديو صدى موسكو أو من قبل وكالة إنترفاكس وهناك من اتهمكم بتجييش العرب وجمعهم وإقامة مظاهرات ومسيرات مناهضة للمشاركة بالمهرجان؟
المقداد: هذا غير صحيح، هذه بالأساس كانت وقفة سلمية بكل معنى الكلمة من أجل إظهار الموقف العربي ومنظماته بأننا نرفض مشاركة اليمين الإسرائيلي.
وتابعنا الحوار حول هذا الموضوع مع السيد على متيرك رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي.
سبوتنيك: أستاذ علي أترك لك الكلمة والسؤال واضح هناك من يحاول أن يلعب على وتر إشعال فتيل الخلاف بين الوفدي والإتحاد الديمقراطي العالمي للشباب وحتى على مستوى الدول يعني عندما يكون هناك مواطن يشارك في مهرجان ثقافي فلكلوري يقوم بإجراء أو عمل سياسي يستفز دولة ما أو كيان ما الخ ، ماقد يسبب لهذه الدولة الإحراج ومن هنا بدأت بعض وسائل الإعلام باللعب على هذا الوتر لإحراجكم وإحراج روسيا، أنتم كيف تعلقون على هذا الموقف وبما تتوجهون إلى روسيا ليس فقط للتعبير عن الشرح لملابسات ما حدث ولكن للتعبير عن موقفكم الحقيقي الضمني والواضح على الساحة سواء كانت العالمية أو اللبنانية؟
متيرك: أولاً الوفد اللبناني المشارك يضم مايزيد عن مئة شاب وشابة والمشاركة هي ذات مهمة مزدوجة ، أولاً تحية للذكرى المئوية لثورة أكتوبر ، وكذلك دعوة لوحدة الشباب العالمي لمناهضة ومواجهة الإمبريالية وبطبيعة الحال مواجهة الإمبريالية وأدواتها ، إن كان الكيان الإسرائيلي الغاصب ، وإن كان من المؤسسات الإقتصادية صندوق النقد الدول أو البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
مشاركتنا على أساس — أولاً: مشاركة على المستوى السياسي ، ومشاركة رمزية لها علاقة بتوجيه التحية إلى ثورة أكتوبر بمناسبة الذكرى المئوية وكذلك التحية لمحمد عبد العزيز رئيس الصحراء وارنستو تشي غيفارا، وفيديل كاسترو، أما في مسألة العلاقة مابين الشعبين اللبناني والروسي فهي علاقة قديمة ومتينة وطبعا في كثير من المراحل كان الشعب الروسي يقف إلى جانب الشعب الببناني إن كان على مستوى العلاقات التربوية وإن كان على مستوى العلاقات التي لها علاقة بالإعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتي كانت تنفذ ضد لبنان ، أما فيما يخص حديث بعض وسائل الإعلام المكتوبة حول مقاطعتنا للمهرجان فنحن لم نقاطع المهرجان حتى الآن ، نحن قاطعنا حفل الإفتتاح ، أولاً لأننا نحن على بينة بقرار للإتحاد الديمقراطي للشباب العالمي بأنه لن يكون هناك أي مشاركة لليمين الإسرئيلي ، بعض رفاقنا تفاجأوا بوجود علم للكيان الإسرائيلي داخل المهرجان وهذا للوهلة الأولى وبطبيعة الحال سيستفز هذا الرفيق كأي أحد آخر يمكن أن يرى هذا العلم ، وبالتالي كان ممكن يتصرف بهذا الشكل ، إذا هذه المجموعات المتواجدة هنا هي ليست في ساحتها وليست في المكان الذي يجب أن تتواجد فيه لأن هذه المجموعة التي تمثل الكيان الإسرائيلي تواجدت داخل المهرجان.
سبوتنيك: يعني أنتم لم تقاطعوا المهرجان؟
لم نقاطع المهرجان ، وثانياً بخصوص مسألة مشاركتنا بشكل رسمي نحن نشارك ليس بالنيابة عن الدولة اللبنانية أو كوفد رسمي ، مشاركتنا تأتي كلجنة وطنية لبنانية تضم العديد من المنظمات والجمعيات والاتحادات النقابية ومشاركة وفدنا يتعتبر من أكبر الأعداد المشاركة في هذا المهرجان ، حتى مسألة رئاسة الوفد حيث تم توجيه التهمة إلى الرفيق عدنان بأنه رئيساً للوفد وأنه أعطى توجيهات وقرارات للبعض للقيام بعمل ما ، أقول:
أولاً: الرفيق عدنان ليس رئيسا للوفد وهو يمثل المنظمة في موقع نائب رئيس منظمة إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وأنا رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني ، رئيس الوفد اللبناني.
وثانيا: مسألة أن هناك بعض الرفاق تجاوبوا مع الدعوات التي جاء بها الرفيق عدنان والبعض الآخر لم يتجاوب هذا الأمر لم يحدث أبدا ، نحن موقفنا واضح وثابت وجامع.
سبوتنيك: يعني في الحقيقة أنه تم استخدام هذا الأمر لاستفزازكم واستفزاز روسيا لتجييش الأمر، بما أنكم أتيتم إلى هنا للمشاركة في هذا المهرجان على أساس أنكم تنوون فعل ذلك مسبقاً، وهذا الأمر ليس صحيحا بالأصل فقط، كما أن الموضوع في أن هذا الشخص قد استفز وجود هذا العلم لهذه البلاد أو لهذا الكيان في المهرجان؟
متيرك: بالتأكيد مشاركتنا هي حتى نكون ضمن فعاليات مهرجان ال 19 للشباب والطلبة ، هذا المهرجان يمثل كل المنظمات الشبابية الديمقراطية على مستوى العالم وليس الهدف افتعال أحداث أو أي إشكاليات ولكن طبيعة الأمر أن نرفض وجود تمثيل إسرائيلي أو حضور إسرائيلي أو رفع العلم الإسرائيلي وليس لدينا رغبة بأن لا تكون العلاقة جيدة بين الشعبين اللبناني والروسي ، لا بالعكس نحن نسعى إلى الحفاظ عليها وأن كان بمشاركة جزء كبير من أعضائنا داخل جمعية الصداقة اللبنانية الروسية أو إن كان ضمن جمعية خريجي جامعات ومعاهد الإتحاد السوفييتي سابقا.
سبوتنيك: يعني ستتابعون المشاركة في فعاليات المهرجان؟
حتى الآن سنشارك ولكن بطبيعة الحال سنبقى رافضين لمشاركة وحضور الوفد الإسرائيلي
Views: 1