واستقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز رئيس الوزراء العراقي في قصر العوجا بالدرعية مساء السبت بحضور مسؤولين سعوديين من بينهم وزير شؤون الخليج ثامر السبهان وغياب كل من ولي العهد محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير، وحضور وزيري الخارجية والدفاع العراقيين ووزراء آخرين.
وأطلق العبادي قبيل مغادرته بغداد ما سماه بـ "المبادرة الشاملة بأبعاد تنموية واقتصادية بالدرجة الأساس" من شأنها إعادة صياغة العلاقات السياسية بين دول وشعوب المنطقة على "أسس سليمة ودائمة".
وقال رئيس الوزراء العراقي إنّ "المشروع العراقي الجديد" يستهدف الخروج من عنق الزجاجة نحو دول المنطقة لنسج علاقات مبنية على أساس الشعوب وليس على أساس الأنظمة ولا تخضع للخلافات السياسية بين الدول، مضيفاً "نريد علاقات متينة يصعب تخريبها".
وأكد العبادي أنه "حان الوقت لمنطقتنا أن تلعب دوراً عالمياً خاصة فيما يتعلق بالأمن والسلم العالمي".
ولم يفصح المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء في العراق في بيان له عن الدول التي ستشملها جولة العبادي، لكنه قال إن الأخير سيجري لقاءات مع قادة الدول التي سيزورها.
وبحسب مراسل الميادين فإنّ زيارة العبادي ستشمل كلاً من الأردن ومصر وتركيا.
وذكر البيان أنّ العبادي سيحضر الاجتماع التنسيقي الأوّل بين العراق والسعودية.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى السعودية تلبية لدعوة من الملك السعودي الذي اتصل هاتفياً برئيس الوزراء العراقي قبل أيام وبارك للعراق الانتصارات التي تحققت على الإرهاب، مؤكداً رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع بغداد.
وتهدف الجولة بحسب البيان "لتعزيز التعاون بين العراق ودول المنطقة بما يخدم مصلحة العراق وشعبه، خصوصاً بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية على عصابات داعش الإرهابية واقترابها من حسم المعركة، ما يتطلب تضافر الجهود للشروع بمرحلة جديدة من التنسيق مع دول المنطقة لإعادة إعمار العراق والتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والمجالات الأخرى".
ويرافق العبادي في جولته عدد من الوزراء والمسؤولين والمتخصصين في المجالات المختلفة.
وكان العبادي التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في حزيران/ يونيو الماضي وأكدا في بيان مشترك على تصميمهما مواصلة جهودهما لمحاربة التنظيمات الإرهابية إضافة إلى تكثيف التعاون في المجالات كافة.
وتخلّلت الزيارة الأخيرة للعبادي إلى السعودية لقاء مع ولي العهد محمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين جرى فيها مناقشة للأوضاع الراهنة والتحديات السياسية والأمنية، وتم الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات وفي مقدمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره.
تطور ملحوظ في العلاقات السعودية العراقية
وتشهد العلاقات العراقية السعودية تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة حيث قام رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عثمان الغانمي بزيارة إلى الرياض الأربعاء الماضي على رأس وفد عسكري في زيارة رسمية بحث خلالها فتح المنافذ الحدودية بين البلدين والتنسيق بينهما في مجال مكافحة الإرهاب.
وتعد هذه أول زيارة يؤديها مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى للسعودية منذ أكثر من 25 عاماً.
كما شاركت 60 شركة سعودية في معرض بغداد الدولي المقام حالياً في العاصمة العراقية بحضور وزراء ومسؤولين سعوديين وتغطية من الإعلام السعودي لأول مرة منذ ربع قرن.
ودعا وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إلى زيادة التعاون الاقتصادي بين الرياض وبغداد وأشاد بالتنسيق القائم لتعزيز أسعار النفط الخام.
وفى كلمة ألقاها فى افتتاح المعرض قال الفالح إن التعاون بين العراق والسعودية أسهم في تحسن واستقرار سوق النفط.
وقال "وخير مثال على أهمية التعاون والتنسيق بين بلدينا ونجاحه ما نشهده من توجه أوضاع السوق البترولية نحو التحسن والاستقرار".
والفالح هو أول مسؤول سعودي يلقي خطابا عاما في بغداد منذ عدة عقود.
وبدأت الدولتان اتخاذ خطوات نحو الانفراج في العلاقات في عام 2015 بعد أعوام طويلة من العلاقات المضطربة منذ الغزو العراقي للكويت في عام 1990.
المصدر : رئاسة الوزراء العراقية
Views: 0