هم نازحون سوريون، ولاجئون فلسطينيون، إحتضنت مواهبهم في العزف والغناء "مدرسة العمل للأمل والموسيقى" بإدارة "فواز باقر"وبعد فترة تدريب وتعليم مكثفة وجادة، كان حفل كبير إستقبلته خشبة مسرح المدينة، وقد لبينا الدعوة بعدما سمعنا الكثير عن التحضيرات ونوعية المواهب التي ستعرض طاقاتها في حفل التخرج هذا، والذي شمل 22 طالباً سورياً وإثنين من الفلسطينيين، يجمعون ما بين العزف وإدارة الأوركسترا والغناءخصوصاً الفتى حسن الجبير من سوريا الذي درس العزف على العود وأصول الغناء، وإذا به مفاجأة الحفل ونجمه بإمتياز.
زحام لا يُصدق. أساتذة العزف واللغات، أهالي الطلبة، إضافة إلى مدعوين جاؤوا لاستطلاع هذا النموذج الجديد من المدارس التي إتخذت لها هدفاً تقديم الثقافة الموسيقية لجيل من النازحين واللاجئين، بدا أن بينهم مواهب كبيرة تعد بمستقبل مضيء في حال تمت متابعتهم وتوجيههم على المدى الطويل، وقد عشنا لحظات دهشة مع العرض الذي تضمن عزفاً لمقطوعات وألحان عربية تراثية خالدة أداها الفتيان والفتيات وإن يكن بينهم من هم في عمر الأطفال، قدّموا ما عندهم، من دون مايسترو، أو ورقة نوتة، أو أي شخص ينسّق لهم الحضور أمامنا، اللهم إلاّ في الكواليس، لكن ما شاهدناه بدا عملاً إحترافياً بإمتياز، جعلنا نتذكر ما عرفناه مع صغار البرنامج الناجح"فويس كيدز".
اللافت هو مشهد الآلات الموسيقية بين يدي الصغار، الذين لم يشغلهم الحاضرون في الصالة، ولا تأثروا برفاقهم عن يمين أو شمال، كانوا يعزفون أفضل من الكبار، فمن يصدق أن هؤلاء الطلبة يؤدون ما عليهم من دون نوتة يقرأونها لضبط العزف ومعرفة متى يدخلون وكيف يتوقفون للإفساح في المجال أمام زملائهم للمتابعة من حيث إنتهوا هم، لكن كلما جاء دور الفتى حسن الجبر في الغناء كان الحضور يصغون إليه بإهتمام ومع كل "قفلة" تصفيق حاد لصوت خاص لن يلبث أن يصبح نمرة في مربع قبل أن يتوج نجم غناء، هذا ما واكبناه، في وقت تنوعت المواهب وتعددت على مدى العرض الذي الذي إستمر مئة دقيقة من دون أخطاء.
حمل الحفل عنوان"محلى نورها"(سيد درويش)وتضمن محطات جميلة تفاعل معها الحضور بقوة(ياطيرة طيري، مالك يا حلوة، معزوفة مخمّس عراقي، مرمر زماني، مقطوعة إيقاعية جماعية، أهو ده اللي صار، يا حليوة يا مسليني، طلعت يا محلى نورها، حوّل يا غنام، طالعة من بيت أبوها، عالماية، مقطوعة إيقاعية، سماعي بياتي، تحت هودجها، رقصة الهوانم، فوق النخل، عالأوف مشعل، مندية حجاز) ولم نشعر للحظة بأن النوتة تعثّرت، أو تاهت، بل إن كل شيء كان مضبوطاً بمايسترو غير ظاهر للعيان في كواليس المسرح لم يدع لأي خطأ أن يقع.
المصدر : الميادين نت
Views: 1