أمضينا ساعة و53 دقيقة مع فيلم فرنسي شديد الواقعية، تم إفتتاحه في إحتفالية جرت ليل الثلاثاء في 26 أيلول/سبنمبر الجاري على شاشة غراند سينما- الأشرفية، حضرها أركان السفارة الفرنسية وشخصيات إضافة إلى نقاد ومدعوين، وكانت الصالات الباريسية باشرت عرضه في 14 حزيران/ يونيو الماضي، كواحد من أقرب الأفلام إلى الروح والوجدان، لما فيه من حرارة عاطفية عائلية بإمتياز مع 3 ممثلين فرنسيين أقوياء"بيو مارماي"(في شخصية جان) "آنا جيراردو"(جولييت) و"فرنسوا سيفيل" (جيريمي) في أدوار لثلاثة أشقاء يرثون عن والدهم أراض شاسعة مزروعة بالعنب، وعندما يعود "جان" من السفر( إلى البرازيل، الأرجنتين، شيلي، ثم أوستراليا) الذي كان على خلاف مستحكم مع والده، تُطرح كل المشاكل على بساط البحث، ويكتشف أن والده كان رد على رسالته اليتيمة إليه وفيها ود خاص.
يرصد الشريط كم هو صعب على الأبناء صياغة حياتهم بعد رحيل ذويهم. الإرث حالة مستقلة كل واحد له وجهة نظر تجاهها، وبين الأشقاء الثلاثة في الفيلم، هناك "جان" الذي وصل من أوستراليا لتصفية التركة وحمل ما أمكن من مال لسداد ديونه في أوستراليا التي جاءت منها زوجته "أوسيون"(ياميه كوتور) ومعها إبنهما، بدعوة خاصة من "جولييت"التي أرادت أن ترى الزوجة حال الإرث في فرنسا فربما تقنع زوجها بالإبقاء على الأرض في الريف وعدم بيعها، والبقاء فيها بدل التشرد في البلاد البعيدة، أما "جولييت" العازبة والتي تقوم بأعباء المحصول وتصنيعه إلى نبيذ فهي متمسكة بعدم بيع شيء، والثالث هو "جيريمي" المتزوج من "أليسيا" (ماريا فالفيردي) وله طفل واحد، فهو لا يركز على شيء، ولا يصر على أي موقف، وعندما طرح عمه (جان ماري وينلنغ) والد زوجته شراء الأرض كان جيريمي أول من إعترض.
يحضر في الفيلم المغربي "توفيق جلاّب" في دور "مروان" الذي تقع في غرامه "جولييت"، وبعد مناقشات حادة بين الإخوة، يهدأ الثلاثة، ويقرر "جان" عدم الرغبة في البيع طالباً من شقيقيه مساعدته على سداد ديونه في أوستراليا على أن يبقى إرث الوالدين محفوظاً لا يُمس، في خلاصة إنتهى إليها السيناريو المتماسك العميق والثري الذي صاغه المخرج "كلابيش" مع "سانتياغو أميغورينا" و"جان مارك رولو"، وكانت النتيجة رائعة وصادقة.
المصدر : الميادين نت
Views: 0